الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

اقتحام الأقصى.. تنديد واسع بالتصعيد الإسرائيلي وتحذيرات من حرب دينية

اقتحام الأقصى.. تنديد واسع بالتصعيد الإسرائيلي وتحذيرات من حرب دينية

شارك القصة

اقتحمت قوات الاحتلال المسجد الأقصى واعتدت على المصلين والمرابطين في باحاته
اقتحمت قوات الاحتلال المسجد الأقصى واعتدت على المصلين والمرابطين في باحاته (غيتي)
حذرت الرئاسة الفلسطينية "من التصعيد الإسرائيلي الخطير"، فيما أعرب الاتحاد الأوروبي عن قلقه من الأحداث الجارية في المسجد الأقصى.

توالت ردود الفعل الفلسطينية والدولية المنددة باقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى اليوم الأحد والاعتداء بالضرب على المقدسيين، وطالبت بموقف دولي حازم لوقف العدوان الإسرائيلي، محذرة من جر المنطقة لحرب دينية لا تحمد عقباها.

وكانت قوات الاحتلال اقتحمت، فجر الأحد، المسجد الأقصى واعتدت على المصلين والمرابطين في باحاته بالضرب والدفع، وأخلته بالقوة، فيما تصدى لها الشبان.

وهاجمت قوات كبيرة من شرطة الاحتلال المرابطين والمرابطات داخله، واعتدت عليهم بالضرب بوحشية، وسط تعالي صيحات التكبير والهتافات الداعية لحماية المسجد الأقصى.

واقتحم أكثر من ألف مستوطن متطرف منذ صباح اليوم المسجد الأقصى من باب المغاربة، وأدوا طقوسًا وصلوات تلمودية، وسط حراسة مشددة من شرطة الاحتلال.

الرئاسة الفلسطينية: تصعيد خطير

وأدانت الرئاسة الفلسطينية استمرار الانتهاكات الخطيرة للمستوطنين في المسجد الأقصى، معتبرة ذلك تهديدًا خطيرًا للأمن والاستقرار، واستفزازًا لمشاعر الفلسطينيين، بحسب ما نقلت وكالة "وفا" الرسمية.

وحذرت الرئاسة الفلسطينية من التصعيد الإسرائيلي الخطير باقتحام المستوطنين لباحات المسجد الأقصى، بحماية قوات الاحتلال، وإغلاق البلدة القديمة أمام المواطنين الفلسطينيين، محملة حكومة الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية التصعيد.

وأكدت أن "هذه الاستفزازات الإسرائيلية تشكل تحديًا للمطالب الأميركية التي دعت للحفاظ على الوضع التاريخي القائم في القدس".

وكانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية طالبت اليوم المجتمع الدولي، باتخاذ موقف حازم لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على المسجد الأقصى المبارك.

وحملت الحكومة الإسرائيلية المسؤولية كاملة عن هذا الاستهداف المتواصل للقدس بأحيائها وبلداتها وهويتها الفلسطينية، وبشكل خاص المسجد الأقصى المبارك ونتائجه وتداعياته على الأوضاع برمتها.

من يجرّ المنطقة إلى حرب دينية؟

من جهته، حذر مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في القدس المحتلة من مغبة ما تقوم به حكومة الاحتلال الإسرائيلي والمتطرفين من انتهاكات بحق حرمة المسجد الأقصى المبارك، تزامنًا مع الأعياد والمناسبات الإسلامية.

وأوضح المجلس أن هذه الانتهاكات تعبر عن تطرف وحقد دفين هدفه جر المنطقة إلى حرب دينية لا تحمد عقباها.

وقال: إن حكومة الاحتلال "عمدت في هذا اليوم الثامن من ذي الحجة (يوم التروية)، قبيل يوم عرفة وعيد الأضحى المبارك، إلى انتهاك حرمة الأقصى من خلال إدخال ما يزيد عن 1200 متطرف إلى المسجد عنوةً في ذكرى ما يُدعى "خراب الهيكل" المزعوم بحماية مشددة من شرطة الاحتلال المدججة بالسلاح".

وأضاف أن شرطة الاحتلال مكنت مجموعات المتطرفين من اقتحام المسجد، وتنفيذ جولات استفزازية وأداء الصلوات والطقوس العلنية داخل باحاته.

وأكد المجلس أن هذه الانتهاكات والاعتداءات بحق المسجد الأقصى جاءت بدعوات مما تسمى "جماعات أمناء الهيكل" المزعوم وبدعم وغطاء حكومي سياسي.

وشدد على أن "كلّ ما تقوم به هذه الجماعات المتطرفة وما تسعى للوصول إليه، لن يغير من الحقيقة الربانية بأن المسجد الأقصى بمساحته البالغة 144 دونمًا هو مسجد إسلامي خالص لن يقبل القسمة ولا الشراكة، وسيبقى كذلك".

إرهاب وعدوان يمس كل المسلمين

وفي المواقف الفلسطينية أيضًا، أكدت حركة الجهاد الإسلامي أن ما يجري في المسجد الأقصى يمثل "إرهابًا وعدوانًا يمس كل العرب والمسلمين".

وقال الناطق الإعلامي باسم الحركة الجهاد طارق سلمي في تصريح صحفي اليوم الأحد: "في الوقت الذي يعلن العدو الصهيوني عن نواياه العدوانية بحق أحد أقدس مقدسات المسلمين، فإن بعض الدول والحكام يصرون على التطبيع والعلاقة مع هذا العدو الذي يعتدي على مسرى رسول الله".

ودعا سلمي جماهير الشعب الفلسطيني في القدس وكافة مدن الداخل المحتل إلى النفير العام والتوجه للمسجد الأقصى والتصدي للمستوطنين وجنود الاحتلال، وإشعال المواجهات في كل المناطق.

وكانت حركة حماس دعت صباح اليوم كل أبناء الشعب الفلسطيني من جديد إلى الزحف نحو القدس، والمرابطة في ساحات الأقصى وأزقة البلدة القديمة، والمواظبة على هذا النفير إلى صلاة عيد الأضحى لتفويت الفرصة على المحتل من أن يستفرد بالقدس والأقصى.

الأردن يوجه مذكرة احتجاج رسمية لإسرائيل

وفي سياق ردود الفعل المنددة، وجّه الأردن اليوم مذكرة احتجاج رسمية طالب فيها إسرائيل بالكف عن انتهاكاتها واستفزازاتها، واحترام الوضع القائم التاريخي والقانوني، واحترام حرمة المسجد وحرية المصلين وسلطة إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك الأردنية".

وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الأردنية السفير ضيف الله الفايز، في بيان: إن "التصرفات الإسرائيلية بحق المسجد مرفوضة ومدانة، وتمثل انتهاكًا للوضع القائم التاريخي والقانوني وللقانون الدولي ولالتزامات إسرائيل بوصفها قوة قائمة بالاحتلال في القدس الشرقية".

وشدد الفايز على أن المسجد الأقصى المبارك بكامل مساحته البالغة 144 دونمًا هو مكان عبادة خالص للمسلمين، وأن إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك الأردنية هي الجهة صاحبة الاختصاص الحصري بإدارة كافة شؤون الحرم وتنظيم الدخول إليه.

تنديد واسع وقلق أوروبي

وفي ردود الفعل الدولية، أعرب مكتب الاتحاد الأوروبي في الأراضي الفلسطينية عن قلقه من الأحداث الجارية في المسجد الأقصى. وقال في بيان: "يجب تجنب أعمال التحريض واحترام الوضع القائم".

وأضاف: "يجب على السلطات الإسرائيلية والقادة الدينيين والمجتمعيين من جميع الأطراف التحرك بشكل عاجل لتهدئة هذا الوضع المتفجر".

من جهتها، أدانت وزارة الخارجية التركية، اقتحام المستوطنين لحرم المسجد الأقصى واعتداء قوات الأمن الإسرائيلية على الفلسطينيين واعتقال بعضهم، بمن فيهم الأطفال والنساء، على نحو يسيء إلى الكرامة الإنسانية.

ودعت الخارجية التركية الحكومة الإسرائيلية إلى العمل على وقف هذه الاستفزازات والاعتداءات.

من جانبها، حمّلت جامعة الدول العربية، سلطات الاحتلال الإسرائيلي كامل المسؤولية عن التصعيد الجاري، وعن تبعاته وتداعياته، مؤكدة ضرورة توفير الضمانات اللازمة لحماية الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية الفلسطينية، وحماية الوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس بشأن الحرم القدسي والمقدسات الإسلامية والمسيحية فيها.

اقتحام المسجد الأقصى

وتستغل المنظمات المتطرفة، التي تتبنى فكرة هدم الأقصى وإقامة "الهيكل" فوق أنقاضه، موسم الأعياد والمناسبات للتحريض على تنفيذ المزيد من الاقتحامات للأقصى، وفرض واقع جديد فيه وتحقيق قفزات نوعية في مخطط التقسيم المكاني والزماني للمسجد.

وتأتي هذه التحضيرات، وسط دعوات فلسطينية لتكثيف شد الرحال إلى المسجد الأقصى والاعتكاف فيه يوم عرفة للتصدي للمستوطنين الذين يواصلون اقتحاماتهم للمسجد.

وبشكل شبه يومي يقتحم عشرات المستوطنين المسجد الأقصى عبر باب المغاربة في الجدار الغربي للمسجد، بتسهيلات ومرافقة من الشرطة الإسرائيلية.

وبدأت الشرطة الإسرائيلية بالسماح للاقتحامات عام 2003، رغم التنديد المتكرر من قبل دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس.

تابع القراءة
المصادر:
العربي، وكالات
تغطية خاصة
Close