شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم الأربعاء حملة مداهمات واقتحامات في مناطق مختلفة بالضفة الغربية والقدس المحتلة، تخللتها مواجهات في بعض المناطق.
واعتقلت قوات الاحتلال عددًا من الشبان، بينما وقعت اشتباكات مسلحة بين مجموعة من المقاومين وقوات الاحتلال التي اقتحمت بلدة جبع قضاء جنين شمالي الضفة.
تغطية صحفية: "مشاهد أخرى للاشتباكات بين مقاومــين وقوات الاحتلال في بلدة جبع جنوب جنين". pic.twitter.com/3AFxgyKyky
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) November 30, 2022
من جهته، أفاد نادي الأسير بمداهمة قوات الاحتلال مناطق مختلفة بالضفة تخللها تفتيش عشرات المنازل والعبث بمحتوياتها، وذلك بعد إخضاع قاطنيها لتحقيقات ميدانية واحتجازهم لساعات.
واعتقلت قوات الاحتلال عددًا من الشبان الذين جرى تحويلهم للتحقيق، وذلك بحجة المشاركة في أعمال مقاومة مسلحة ضد المستوطنين وجنود الاحتلال.
اعتقالات ومداهمات
وداهمت قوات الاحتلال بلدات عدة في محافظة القدس، حيث اقتحمت حي كفر عقب شمال القدس، كما اعتقلت الأسير المحرر محمد عبد الهادي عدوان عقب اقتحام منزله في بلدة العيزرية.
لحظة اعتقال الأسير المحرر محمد عبد الهادي عدوان من بلدة العيزرية شرق القدس، فجر اليوم pic.twitter.com/yiiGuY9bhw
— AlQastal القسطل (@AlQastalps) November 30, 2022
وفي محافظة الخليل، اعتقلت قوات الاحتلال الشاب عطا الله إسماعيل الطيطي عقب اقتحام منزله في مخيم الفوار، والأسير المحرر محمد شاهين من دورا، فيما قامت القوات باقتحام منزل الأسير المحرر ليث اللداوية.
ومن محافظة نابلس اعتقلت قوات الاحتلال الشاب فادي أبو خلف من بلدة عصيرة القبلية، كما قامت باقتحام بلدة عوريف جنوب نابلس.
واندلعت مواجهات عنيفة عقب اقتحام قوات الاحتلال حي عين منجد في مدينة رام الله.
اقتحام المسجد الأقصى
وفي سياق متصل، اقتحم عشرات المستوطنين المتطرفين صباح الأربعاء المسجد الأقصى، من باب المغاربة، بحماية مشددة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي.
وذكرت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة أن مجموعات متتالية من المستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى منذ الصباح، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته.
وأوضحت أن المستوطنين تلقوا شروحات عن "الهيكل" المزعوم، وأدوا طقوسًا تلمودية في المنطقة الشرقية من المسجد.
#فيديو مستوطنين يقتحمون #المسجد_الأقصى pic.twitter.com/B4jRQVinJ7
— اعلام القدس (@qudsmedia2) November 30, 2022
في غضون ذلك، واصلت شرطة الاحتلال التضييق على دخول المصلين الوافدين من القدس والداخل المحتل للأقصى، ودققت في هويات بعضهم، واحتجزتها عند أبوابه الخارجية، قبل السماح لهم بالدخول إليه.
وأطلقت دعوات مقدسية لمواصلة الحشد وشد الرحال إلى المسجد الأقصى، للتصدي لاقتحامات المستوطنين، وتهديدات قادة الاحتلال المتصاعدة في مدينة القدس المحتلة.
وتخطط "جماعات الهيكل" المزعوم لاقتحامات واسعة للمسجد الأقصى، في ما يسمى عيد "الأنوار/ الحانوكاة" اليهودي، الذي يبدأ في 18 ديسمبر/ كانون أول المقبل.
ويتعرض الأقصى يوميًا عدا الجمعة والسبت لسلسلة اقتحامات من المستوطنين، وعلى فترتين صباحية ومسائية، ضمن محاولات الاحتلال لتقسيمه زمانيًا ومكانيًا.
وأمس الثلاثاء، ارتفع عدد الشهداء الفلسطينيين الذين قضوا برصاص الاحتلال في الضفة الغربية إلى خمسة بينهم شقيقان ومنفذ عملية دهس قرب مستوطنة شرقي رام الله.
بدورها، وصفت وزارة الخارجية الفلسطينية ما جرى بجريمة إعدام إسرائيلية بشعة لشقيقين، فيما لم تحمل السلطة الفلسطينية مسؤولية القتل اليومي في الضفة الغربية للحكومة الإسرائيلية وحسب، بل للإدارة الأميركية أيضًا باعتبارها الراعي الوحيد لدولة الاحتلال بالمال والسلاح.
وفي حديث إلى "العربي"، ذكّر المختص بالشأن الإسرائيلي صالح النعامي أن جيش الاحتلال لا زال يواصل ما يسميه حملة كاسر الأمواج التي بدأها تقريبًا قبل 7 أشهر في أعقاب سلسلة العمليات التي استهدفت الداخل الإسرائيلي، وبالتالي هم يعتقدون وينطلقون من افتراض مفاده بأنه كلما تم تصعيد مثل هذه العمليات الإجرامية، فإن هذا يعني مسًا بروح المقاومة.
أضاف النعامي، أن نتيجة العمليات الإسرائيلية في الضفة مغايرة تمامًا، حيث أن عمليات المقاومة تعاظمت في الآونة الأخيرة لدرجة أن الاحتلال بات يعتبر أن موجة عمليات المقاومة هذه وجدت لتبقى، وأنها عمليًا تكرس انتفاضة من نوع آخر، حسب تعبيره.