الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

اقتحام مجمع الشفاء.. لمَ تصر إسرائيل على تدمير أهم مرفق صحي في غزة؟

اقتحام مجمع الشفاء.. لمَ تصر إسرائيل على تدمير أهم مرفق صحي في غزة؟

شارك القصة

ينفذ جيش الاحتلال اقتحامًا جديدًا لمجمع الشفاء الطبي محاصرًا مئات من النازحين داخله
ينفذ جيش الاحتلال اقتحامًا جديدًا لمجمع الشفاء الطبي محاصرًا مئات من النازحين داخله- الأناضول
مرة جديدة يستهدف الجيش الإسرائيلي منشأة صحية في غزة هي مجمع الشفاء هذه المرة بحجج مختلفة، وسط العدوان المستمر منذ 7 أكتوبر.

نفذ الاحتلال الإسرائيلي هجومًا على مجمع الشفاء الطبي في قطاع غزة بالدبابات والجنود والطائرات المسيرة، فقتل وجرح واعتقل العشرات من المرضى والنازحين والكوادر الطبية والصحفيين. كما أجبر آلاف المحاصرين داخل المجمع ومحيطه على النزوح.

وكما جرت العادة في كل اقتحام لمستشفى أو منشأة طبية، وصف جيش الاحتلال عمليته بالدقيقة والمحدودة، متذرعًا بمعلومات تشير إلى استخدام المجمع من جانب مسؤولين كبار من حركة حماس، في مشاهد تعيد إلى الأذهان عملية الاقتحام الأولى في نوفمبر/ تشرين الأول الماضي.

وفي الوقت الذي عبرت فيه منظمة الصحة العالمية عن بالغ القلق بشأن الوضع في مستشفى الشفاء، قال الإعلام الحكومي في غزة: "إن هدف الاحتلال هو تدمير البنية التحتية الطبية في غزة".

وجاءت عملية الاحتلال ضد المؤسسة الصحية الأكبر في قطاع غزة بعد نحو شهرين من تمكن وزارة الصحة في القطاع من إعادة تشغيله جزئيًا عقب تعرضه لتدمير وأضرار بالغة بفعل استهدافه من قبل الاحتلال الإسرائيلي.

كما تأتي الخطوة الإسرائيلية المفاجئة بعد فشل الاحتلال أكثر من مرة في إثبات وجود أي أنشطة مسلحة داخل المشافي وخصوصًا مجمع الشفاء على مدار الشهور الماضية.

السيطرة الأمنية 

في المقابل، يرى العديد من المتابعين أن ما حصل يتماشى مع رغبة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو في إيجاد الذرائع والحجج لمواصلة عدوانه وتقويض أي مساعٍ للوصول إلى وقف لإطلاق النار، ورغبته في نسف المفاوضات بالتوازي مع إطلاق تهديداته باجتياح رفح.

وفي هذا الإطار، يشير الباحث في مركز مدى الكرمل مهند مصطفى إلى أن مجمع الشفاء الطبي يمثل فكرة إعادة ترميم ما هدّم في شمال قطاع غزة، ولاسيما البنية التحتية المؤسساتية في القطاع.

واعتبر في حديث إلى "العربي" من أم الفحم أن الاحتلال لا يريد إعادة الإعمار حتى ولو جزئيًا في قطاع غزة، كما يرفض  عودة النازحين إلى شمال القطاع. 

كما يلفت مصطفى إلى وجود تصور إسرائيلي ولاسيما لدى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو؛ يقوم على السيطرة الأمنية على قطاع غزة بما يشبه الوضع السائد في الضفة الغربية. 

المرفق الطبي الأساسي في قطاع غزة

من جانبه، يشرح الرئيس التنفيذي لمؤسسة "سينتيفيك" الأميركية مصعب ناصر أهمية مستشفى الشفاء في قطاع غزة. ويشير إلى أنه زار غزة في أغسطس/ آب الماضي لتنفيذ مهمة طبية بمساعدة مسؤولي الصحة والمؤسسات الصحية في غزة، لافتًا إلى أن منظمته قامت بإجراء 153 عملية جراحية في خمسة أيام في مستشفيات الشفاء ومستشفى ناصر والمستشفى الأوروبي. 

ويوضح ناصر في حديث إلى "العربي" من هيوستن أن مستشفى الشفاء يقدم خدماته لنحو مليون شخص في منطق شمال ووسط غزة، وتشمل هذه الخدمات الطبية وخدمات الطوارئ مختلف العمليات الجراحية. وقال: "لم نشهد أي بنى تحتية لمنظمات أخرى". 

وأضاف: "إن مستشفى الشفاء هو المرفق الأساسي الطبي في غزة ويُحوّل إليه المرضى من مختلف المستشفيات في القطاع". وأكّد أن لا مبرر لاستهداف مستشفى الشفاء أو أي مجمع طبي في غزة، مشددًا على أن الطواقم الطبية لا تخدم أي جهة بل السكان في القطاع. 

ولفت ناصر إلى أن الطواقم الطبية يجب أن تكون محمية أكثر من أي وقت آخر في ظل وجود عدد كبير من الإصابات. 

المرافق الصحية ليست ساحات حرب

المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية مارغريت هاريس تؤكد بدورها أن المرافق الصحية من مستشفيات ومراكز صحية لا يجب أن تتعرض لهجوم وأن تتحول لساحات حرب، وفقًا للقانون الإنساني الدولي. 

وحول حديث إسرائيل عن وجود قادة من حماس داخل المستشفى، ترى هاريس في حديث إلى "العربي" من جنيف أن الشك ليس كافيًا لتبرير أي هجوم على منشأة صحية.

وأوضحت هاريس أن نحو 36 مستشفى في القطاع تعرّضت للاعتداء، بينما لا يزال 12 مستشفى فقط تعمل وسط نقص في الإمدادات والطواقم الطبية، لكنها تقوم بقصارى جهدها بسبب الحاجة الماسة إليها.  

تابع القراءة
المصادر:
العربي
تغطية خاصة