يتسبب تلوث الهواء في تقليص حياة المليارات من البشر لمدة تصل إلى ست سنوات، وفقًا لتقرير جديد، مما يجعله "يتفوّق" على التدخين وحوادث السيارات أو فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز)، بحسب صحيفة "الغارديان".
فقد طور البروفيسور مايكل غرينستون من جامعة شيكاغو، وزملاؤه مؤشر جودة الهواء (AQLI)، الذي يحول مستويات تلوث الهواء إلى تأثيرها على متوسط العمر المتوقع. ويعتمد تقرير "AQLI" على بحث يقارن معدلات وفيات الأشخاص الذين يعيشون في أماكن أكثر وأقل تلوثًا، مع كون مشاكل القلب والرئة أكبر مصدر للوفيات المبكرة.
ويعتمد التحليل على تلوث الجسيمات الصغيرة، ولكن من المحتمل أن يشمل تأثيرات ملوثات الهواء الأخرى حيث تميل جميعها إلى أن تكون عالية في المواقع نفسها. وقد تم اشتقاق تقديرات تلوث الهواء حول العالم من بيانات الأقمار الصناعية.
حرق الفحم المسبب الأول لتلوث الهواء
ويعد حرق الفحم هو السبب الرئيسي، والهند هي الأكثر تضررًا، حيث يموت المواطن العادي قبل ست سنوات.
وقد خفضت الصين تلوث الهواء في السنوات السبع الماضية، لكن الهواء الملوث لا يزال يقطع 2.6 سنة من عمر شعبها، بحسب الصحيفة.
ويتسبب حرق الوقود الأحفوري في تلوث الهواء وأزمة المناخ، لكن الدول لديها قوة أكبر بكثير لخفض الهواء الملوث داخل حدودها. وقال العلماء: "إن أزمة المناخ تضاف أيضًا إلى تلوث الهواء من خلال إشعال حرائق الغابات".
تلوث الهواء يهدد صحة الإنسان
وقال غرينستون: "إن تلوث الهواء هو أكبر تهديد خارجي لصحة الإنسان على هذا الكوكب، وهذا أمر غير معترف به على نطاق واسع، أو لا يتم التعرف عليه بالقوة والحيوية التي قد يتوقعها المرء".
وبحسب معطيات المؤشر، يخسر المواطن العالمي العادي 2.2 سنة من العمر مع مستويات تلوث الهواء الحالية، وإذا لم يتغير شيء، فإن ذلك يضيف ما يصل إلى 17 مليار سنة ضائعة.
خسارة 17 مليار سنة من العمر
وقال غرينستون. "ماذا يوجد على هذا الكوكب يتسبب في خسارة الناس 17 مليار سنة من العمر؟" وأضاف: "علاوة على ذلك، نحن لا نسمح بحدوث ذلك فحسب، بل إننا نتسبب فيه بالفعل".
وأشار إلى أن التحول إلى طاقة أنظف وفرض إجراءات جودة الهواء على محطات الطاقة الحالية أدى إلى خفض التلوث في العديد من البلدان.
تخفيض مستوى التلوث يطيل العمر
وبحسب "الغارديان"، فقد قدر التقرير عدد سنوات الحياة الإضافية التي سيكسبها الناس إذا تم تخفيض مستويات تلوث الهواء في بلادهم إلى إرشادات منظمة الصحة العالمية.
ويصل هذا الرقم في الهند إلى 5.9 سنوات، ففي شمال البلاد يتنفس 480 مليون شخص التلوث وهو أعلى بعشر مرات من أي مكان آخر في العالم.
كما سيؤدي خفض التلوث إلى إضافة 5.4 سنوات في بنغلاديش ونيبال و 3.9 سنوات في باكستان.
وأوضح التقرير أنه في وسط وغرب إفريقيا، يمكن مقارنة تأثيرات التلوث بالجسيمات على متوسط العمر المتوقع بفيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز) والملاريا، لكنها تحظى باهتمام أقل بكثير.