دفعت جائحة كورونا 77 مليون شخص إلى الفقر المدقع العام الماضي، وفقًا لتقرير جديد صادر عن الأمم المتحدة.
وأوضح التقرير المكون من 208 صفحة من إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية بالأمم المتحدة، أن واحدة من كل 5 دول نامية لن تشهد عودة الناتج المحلي الإجمالي إلى مستويات 2019 خلال العام المقبل.
نتائج "مقلقة"
وقالت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة أمينة محمد في بيان: "إن النتائج مقلقة بالنسبة للعالم".
وأضافت: "لا يوجد عذر للتقاعس عن العمل في هذه اللحظة الحاسمة للمسؤولية الجماعية، لضمان انتشال مئات الملايين من الناس من براثن الجوع والفقر". ولفتت إلى ضرورة الاستثمار في الوظائف والحماية الاجتماعية والرعاية الصحية والتعليم.
وبعد أكثر من عامين على بدء الوباء، لا يزال فيروس كورونا الجديد مستشريًا في جميع أنحاء العالم. وتكافح هونغ كونغ موجة جديدة قاتلة من كوفيد-19.
تفاوت بين الدول
وقد كشف الوباء عن تفاوتات وأقام حواجز خارج الاقتصاد، بما في ذلك في نظام الرعاية الصحية.
وقامت الدول الأكثر ثراءً، بما في ذلك الولايات المتحدة والصين، بتلقيح معظم سكانها، بينما لا تزال البلدان منخفضة الدخل تكافح مع معدلات التطعيم المنخفضة.
وحثت منظمة الصحة العالمية البلدان مرارًا وتكرارًا على شحن المزيد من اللقاحات إلى البلدان منخفضة الدخل، مرجحة أن يؤدي تحقيق معدل تطعيم عالمي بنسبة 70% إلى إنهاء الوباء.
كما أشار تقرير الأمم المتحدة إلى أن الحرب الجارية في أوكرانيا ستؤدي أيضًا إلى تفاقم أسعار الطاقة المرتفعة وتعطل سلسلة التوريد، الأمر الذي لن يؤدي إلّا إلى تفاقم التوقعات المالية للدول النامية.
وفي تصريحات يوم الثلاثاء، قالت محمد: "إن 1.7 مليار شخص يواجهون ارتفاعًا حادًا في أسعار الغذاء والطاقة والأسمدة نتيجة للحرب في أوكرانيا". وأشارت إلى أن الأمم المتحدة شكلت فريق عمل لمعالجة الأزمة.
ودعا التقرير يوم الثلاثاء إلى اتخاذ إجراءات لمكافحة عدم المساواة المتزايد، بما في ذلك من خلال بناء التنمية المستدامة ومكافحة تغير المناخ، وكذلك القضاء على عدم المساواة في مجال الرعاية الصحية من خلال تحسين إمدادات اللقاحات والمعدات الطبية في جميع أنحاء العالم.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في مقدمة مُدرجة في التقرير: "بدون المزيد من الدعم الدولي وتعزيز تعددية الأطراف، سوف يتباعد العالم أكثر وسوف يرتفع عدم المساواة وستتقوض آفاق مستقبل شامل ومزدهر".
وأضاف غوتيريش: "لقد حان الوقت للتخلي عن تعظيم الأرباح قصيرة الأجل للقلة والتحرك نحو نظرة مستقبلية طويلة الأجل تدمج العدالة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية وتتيح الفرصة للجميع".
تأثير الحرب في أوكرانيا
وفيما لا يزال الاقتصاد العالمي تحت وطأة كورونا، جاءت الأحداث في أوكرانيا لتدق ناقوس الخطر ولتدعو لإعادة النظر بالتوقعات المتفائلة.
وقد حذرت المنظمات الاقتصادية الدولية الكبرى، بينها البنك الدولي وصندوق النقد الدولي والبنك الأوروبي لإعادة البناء والتنمية، في مارس/ آذار الماضي من تبعات "واسعة النطاق" للهجوم الروسي على أوكرانيا، على الاقتصاد العالمي.
وأعربت المنظمات في بيان مشترك عن "هولها وقلقها الشديد"، حيال الحرب في أوكرانيا موضحة أنها اجتمعت الخميس لبحث وطأتها والرد الجماعي الواجب عليها.
وأوضحت أن الحرب تحد من إمدادات الطاقة والمواد الغذائية وتتسبب بارتفاع الأسعار وزيادة الفقر، ما "سيضر بالانتعاش الاقتصادي في مرحلة ما بعد الوباء في العالم".