تكتسب وجبة الإفطار عند الصائم أهمية خاصة، بعد يوم طويل من الانقطاع عن تناول الطعام أو شرب السوائل. لكن هذه الوجبة، يجب أن تترافق مع خطة واضحة لترتيب تناول الأطعمة والسوائل خلال ساعات الإفطار.
ويتناسى بعض الصائمين هذا الموضوع، فيرتكبون أخطاء غذائية بعد ساعات طويلة من الصوم، ما يؤدي إلى مشاكل صحية منها الجفاف والإمساك.
وبحسب منظمة الصحة العالمية، فالترتيب الأمثل لتناول وجبة الإفطار المتكاملة لتجنب حدوث مشاكل صحية، هو عبر تقسيمها إلى ثلاث وجبات، حيث يحتاج الجسم إلى وقت كاف لهضم الطعام.
وجبات منفصلة
يُنصح ببدء وجبة الإفطار بالسوائل وليس بالطعام الصلب الغني بالسعرات الحرارية والنشويات، بحسب المتخصصة في التغذية غنى صنديد.
وعلى الصائم أن يبدأ إفطاره بتناول وجبة خفيفة جدًا، وهي عبارة عن كوب من المياه و3 تمرات، بالإضافة إلى طبق من الحساء.
وينصح بتناول التمر قبل وجبة الطعام الرئيسية، لأن التمر يمد الجسم بالسكر الذي ينقص معدله خلال ساعات الصيام الطويلة.
وفي لقاء معها ضمن برنامج صباح النور، أشارت اختصاصية التغذية إلى أن كمية التمر التي يجب تناولها عند بدء الإفطار يمكن أن تقتصر على ثلاث حبات فقط، ويمكن أن يتناول الصائم ثلاث حبات أخرى بعد الإفطار.
بعد ذلك، يبدأ الصائم بتناول الحساء لأنه من السوائل التي يحتاجها الجسم والتي فقدها خلال ساعات الصيام، إضافة لمساعدته المعدة على استقبال أنواع جديدة من الطعام.
ويستحسن أن يأخذ الصائم بعد تناول الوجبة الخفيفة، قسطًا من الراحة لنحو نصف ساعة، ثم يبدأ بعدها بتناول الوجبة الرئيسية أو الثانية.
وتضيف صنديد: "إذا شرب الصائم الماء ثم تناول الحساء والسلطة، يكون بذلك قد تجنّب أحد أبرز المشاكل الصحية التي تواجه الصائم وهي الإمساك وألم الرأس المرتبط بجفاف الجسم".
وتشرح: "عندما نتحدث عن السوائل نقصد الماء وليس العصائر الرمضانية مثل الجلاب وقمر الدين وغيرها". وتلفتت إلى أن العصائر ترفع معدل السكر في الدم بسرعة، وإن كانت عصائر الفاكهة الطبيعية والطازجة.
كما أن بدء وجبة الإفطار باللبن قليل الملح أمر جيد، فهو يحتوي على البروتين والماء.
وتنبه صنديد إلى عادات الإفطار الخاطئة ومنها تناول الطعام بسرعة.
أما الوجبة الثانية فيفترض أن تكون متكاملة غذائيًا، بحيث تحتوي على النشويات والخضروات النيئة أو المطبوخة، والبروتينات ومصدرها اللحوم والسمك والدجاج.
وتحتوي الخضار كميات كبيرة من الألياف، التي تسهل الهضم، إضافة إلى المعادن والفيتامينات التي يحتاجها الجسم لوظائفه اليومية ولصحة البشرة.
ويمكن تناول الوجبة الثالثة بعد صلاة العشاء، وتضم الفاكهة، وكمية صغيرة من الحلويات.
وينصح بالاعتدال في تناول الحلويات في شهر رمضان ومحاولة استبدال المقلية منها بالمشوية، أو بتلك التي تحتوي عناصر خفيفة الدسم.
تناول الماء
يبلغ متوسط عدد ساعات الصيام نحو 14 ساعة يوميًا، وقد تتزامن فترة الصورة مع درجات حرارة مرتفعة في بعض الدول العربية، ما يسبب بخسارة جسم الإنسان لكميات كبيرة من الماء. لذلك يجب على الصائم الحرص على تناول لترين من الماء يوميًا أي ما يعادل 8 أكواب.
ويجب تناول هذه الكمية على دفعات بين الإفطار والسحور، لتجنب الثقل ومشاكل التلبك المعوي.
كما ينصح بعدم استبدال كمية الماء هذه بالعصائر الغنية بالسكريات والسعرات الحرارية، والتي لا تحتوي على فوائد غذائية، بل تسبب العطش.
وينصح بتجنب الأطعمة المالحة مثل المخللات التي تساعد على احتباس السوائل ما يسبب عطش الصائم في ساعات الصيام الطويلة.