الجمعة 13 Sep / September 2024

الاحتجاجات تتصاعد.. ما دلالات الصراع الداخلي في إسرائيل؟

الاحتجاجات تتصاعد.. ما دلالات الصراع الداخلي في إسرائيل؟

شارك القصة

حلقة من برنامج "تقدير موقف" تلقي الضوء على المظاهرات التي تعمّ إسرائيل (الصورة: غيتي)
على أجندة الحكومة الإسرائيلية ما لا يبشّر بخير مرتقب، وهو قرار تشكيل ميليشيات مسلحة خاضعة مباشرة لوزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير.

عاشت إسرائيل أسبوعًا تاريخيًا، تزعزعت خلاله أهم علاقاتها خارجيًا، وتعمّقت فيه فجوة الانقسام داخليًا على وقع أصوات المحتجين على قرارات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وحكومته المتطرفة.

فمنذ الإعلان عن التعديلات القضائية، بدت الحكومة الإسرائيلية بزعامة نتنياهو عازمة على تمرير القانون والوقوف في وجه كل معارض له، وهو ما ظهر واضحًا في قرار نتنياهو إقالة وزير الدفاع يوآف غالانت من منصبه على خلفية معارضته التعديلات القضائية ودعوته لتعليقها.

ميليشيات في إسرائيل

هذا القرار أدخل الأزمة السياسية في منعطف أكثر حدة، ورفع وتيرة الاحتجاجات التي لم تهدأ منذ ولادة الحكومة، حيث سجّل خروج عشرات الآلاف من المعارضين لقرار نتنياهو في مشهد لم تعتد عليه شوارع تل أبيب، ولم يلقَ استحسانًا من واشنطن.

"لا يمكن لإسرائيل أن تواصل السير بهذا الطريق"، بهذه الكلمات علق الرئيس الأميركي جو بايدن على سلوك حكومة نتنياهو تجاه التعديلات القضائية.

بايدن دعا الأطراف في إسرائيل إلى التوصل لتسوية حقيقية تضع حدًا "للوضع الصعب الذي تعيشه البلاد"، مستبعدًا زيارة لنتنياهو إلى واشنطن قريبًا.

نبرة أميركية غير معتادة تجاه إسرائيل قابلها رد غير مسبوق أيضًا من نتنياهو، في قوله إن إسرائيل دولة ذات سيادة تتخذ قراراها دون ضغوط من الخارج.

شهدت المظاهرات في تل أبيب مواجهات بين المحتجين والشرطة الإسرائيلية - غيتي
شهدت المظاهرات في تل أبيب مواجهات بين المحتجين والشرطة الإسرائيلية - غيتي

لكن رئيس الحكومة الإسرائيلية رضخ في قراره، وإن كان جزئيًا للداخل، فأعلن عن تأجيل إقرار التعديلات القضائية لامتصاص غضب الشارع، أو للتجهيز لما هو أكبر من ذلك.

فعلى أجندة الحكومة الإسرائيلية ما لا يبشّر بخير مرتقب، وهو قرار تشكيل ميليشيات مسلحة خاضعة مباشرة لوزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، ومنفصلة عن الشرطة الإسرائيلية.

هذا القرار حذّرت منه الأوساط الإسرائيلية من مختلف الاتجاهات، باعتباره عبثًا بالأمن، فيما اعتبرته الأوساط الإعلامية الإسرائيلية، وعلى رأسهم صحيفة هآرتس، تجهيزًا لعتاد الحرب الأهلية ووضعها في يد أكثر أعضاء الحكومة تطرفًا.

تغيير في شكل إسرائيل

في هذا السياق، يرى الباحث في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات محمود محارب أن "إسرائيل تشهد اليوم أزمة غير مسبوقة منذ تأسيسها".

ويشير محارب، في حديث إلى "العربي" من القدس، إلى أن "سبب الأزمة الحقيقي هو أن الحكومة المتطرفة تريد إخضاع السلطة القضائية".

ويؤكد الباحث الفلسطيني أن "اليمين المتطرف في إسرائيل يريد أن يحكم دون الاهتمام بأي توازنات موجودة".

ويقول: "نتنياهو لديه هدف شخصي وهو إلغاء المحاكمة الخاصة به أو إفراغها من مضمونها، والشيء الأساسي الذي يريده هو تغيير اللجنة التي تختار القضاة".

ويضيف: "خرج الكثير من الإسرائيليين لأول مرة بشكل يومي لأنهم يرون أن هذا الموضوع يغيّر من شكل دولتهم".

انتفاضة يهودية

من جهته، يرى المدير العام لمركز "عدالة" الحقوقي حسن جبارين أن "ما يحصل في إسرائيل هو أول انتفاضة يهودية منذ عام 1948، وأول شرخ داخلي في تاريخ البلاد".

ويعتبر جبارين، في حديث إلى "العربي" من حيفا، أن "الانتفاضة اليهودية اليوم هي حركة احتجاج هو حول نهج الحياة في إسرائيل".

ويشرح جبارين أن "هناك هويتين في إسرائيل، الأولى استيطانية ويهودية والثانية ليبرالية وعلمانية، والشرخ جدي بين الطرفين".

ويقول: "الجمهور الإسرائيلي خرج بقوة في هذه المرحلة ضد حكومة نتنياهو وضد حزب الليكود الذي تتراجع شعبيته".

ويضيف: "في هذه المرحلة بات واضحًا أن نظرة نتنياهو ضيقة لمصالح إسرائيل دون النظر إلى الاقتصاد والقانون".

مقدمة للأحداث

بدورها، ترى الحقوقية المختصة بقضايا حقوق الإنسان والقانون الدستوري سوسن زهر أن "ما يحصل هو محاولة للاحتجاج من أجل وهم الديمقراطية التي يعيش فيه اليهود الليبراليون".

وتشير زهر، في حديث إلى "العربي" من حيفا، إلى أن "التعريف الدستوري لإسرائيل هو أنها دولة يهودية، وبالتالي هي ليست ديمقراطية بل دولة إثنية".

وتلفت إلى أنه "في عام 2000 كان هنا موجة من القوانين التي استهدفت الفلسطينيين وحرية التعبير".

وتشدد على أن "أهم موجة قوانين في تاريخ إسرائيل كانت عام 2018، حينما صادق الكنيست على القانون القومي لليهود، وهو كان مقدمة لما نعيشه اليوم".

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close