ألقت الاستخبارات التركية القبض على شبكة تجسّس إسرائيلية تابعة لجهاز "الموساد" بعد تعقب لأفرادها دام عامًا، كشفت خلاله قيام الشبكة بالتجسس على الطلاب الأتراك والأجانب الذين يدرسون في مجال الصناعات الدفاعية، بحسب ما كشفت صحيفة صباح التركية.
وقالت الصحيفة اليوم الخميس، إن شبكة التجسس مكوّنة من 15 شخصًا مقسّمين عبر خمس خلايا منفصلة، وإنّ الشبكة عمدت إلى تبادل المعلومات مع "الموساد"، وتنفيذ أنشطة تمسّ الأمن القومي التركي.
وذكرت الصحيفة أنّها حصلت على تلك المعلومات من خلال "مصادر موثوقة" عبر "عمل ميداني استمرّ شهرًا كاملًا حصلت خلاله الصحيفة على أسماء وصور ومعلومات تخصّ جواسيس الموساد".
مهمة رئيسية
وكانت إحدى المهام الرئيسية لشبكة التجسس الإسرائيلية، التي بدأت نشاطها منذ عام 2015، تزويد "الموساد" بمعلومات عن الطلاب في الجامعات التركية، وبخاصة الفلسطينيين والسوريين الذين يدرسون في مجال الصناعات الدفاعية.
وتلقى أفراد الشبكة عشرات آلاف الدولارات لقاء المعلومات الخاصة التي زودوا بها الموساد عن الطلّاب، وشملت هذه المعلومات التسهيلات والإمكانات التي توفّرها الحكومة والجامعات والبلديات التركية للطلاب الفلسطينيين.
وتمت عمليات التحويل، وفقًا للمصدر ذاته، عبر سبلٍ شتّى، بدءًا من شركات تحويل الأموال الكبرى مثل "ويسترن يونيون" و"موني غرام"، مرورًا بالعملات الإلكترونية مثل "بيتكوين"، إضافة إلى المدفوعات اليدوية.
وكُشِف خلال التحقيقات عن اتّصال على نحو متكرّر بين أعضاء الخلية والضبّاط الميدانيين في جهاز المخابرات الإسرائيلي "الموساد"، وذلك عبر وسائل اتصال سرية وبرامج تشفير إلكترونية، اعتادت جماعة الداعية التركي فتح الله غولن التي تصنفها تركيا "إرهابية" وتتهمها بتدبير المحاولة الانقلابية في 2016، على استخدامها أيضًا.
4 عمليات مداهمة متزامنة
وبعد عمليات تعقّب عن كثب استغرقت عامًا كاملًا، نظمت وكالة الاستخبارات التركية بالتنسيق مع مديرية الأمن العامة في البلاد 4 عمليات مداهمة متزامنة ومشتركة للقبض على أعضاء الشبكة في 4 محافظات تركية مختلفة.
وأشارت صحيفة صباح إلى أن 15 مشتبهًا بهم اعتُقِلوا في عمليات المداهمة، وأُحضِروا في 19 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري إلى محكمة الصلح والجزاء في إسطنبول، وصدر بحقّهم حكم اعتقال بتهمة "التجسّس الدولي" بعد أخذ أقوالهم من قبل مكتب المدّعي العام، ثم أودعوا سجن "مالتبه" في إسطنبول.