تجدد الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر حول "الاغتصاب الزوجي" إثر قيام الداعية الإسلامي عبد الله رشدي بنشر مقطع مصور على حسابه الخاص في منصة تويتر؛ اعتبر فيه أن "الاغتصاب الزوجي كلام فارغ".
وقال رشدي: "لا أحد يجبر آخر على الزواج، كما أن من المحرم على المرأة منع زوجها من نفسها، لكن الغرب يريد فرض فكرة أن للزوجة الحق في التعبير عن عدم قدرتها على معاشرة زوجها لحالتها المزاجية".
وسرعان ما انقسمت الآراء حول موقف رشدي بين مؤيد ومنتقد، وتبادل الناشطون في مصر التعليقات حول قضية الاغتصاب الزوجي، ولا سيما بعد الجدال الأخير الذي أثارته طليقة المغني والمخرج تميم يونس، وحالات مشابهة.
هو مجرد إختلاف وجهات نظر.إن فى موضوع مُتداول الايام دي الشيخ #عبد_الله_رشدى ناقش الموضوع من ناحية الدين ودا يُشكر عليه بس فى بعض الناس عايزين يغيرو نهج الدين لمُجرد مش ماشي على مزاجهم خلاص يمشو على مزاجهم والحساب عند ربنا بس ميقولوش إن الدين مقلش كده لمجرد مش ماشي ع هواهم.
— M o Ĥ Á M Ĕ Ď k a ų ɷ ɖ🇵🇸💚🇪🇬 (@Mando00174963) June 21, 2021
ووجه البعض من مؤيدي موقف رشدي اتهامات للحراك النسوي ومؤيدي حقوق المرأة بوقوفهم خلف ذلك المصطلح وإطلاقه، فيما اعتبرت تعليقات عدة أن الاعتداء على الزوجة يؤدي إلى زعزعة العلاقة بين الشريكين، ويفقد المرأة ثقتها بالأمان الزوجي، ويحمل تداعيات سلبية خطيرة على حالتها النفسية لمدة طويلة.
بالنسبة ل #الاغتصاب_الزوجي عندي كلمتين مش معقول تبقى تشتمها و تهزأها و تمد ايدك عليها و بعدين بكل بساطة تطلب منها العلاقة و تقول ده حقي!! ده انت كده تبقى بجح فعلاً لأنها بني آدمة و طبيعي متكونش طايقة تبص في وشك بعد اللي عملته فيها
— بنت مصر الحرة (@Pent4Egy25) June 22, 2021
وعاد النقاش حول المسألة مع نشر طليقة المغني والمخرج تميم يونس فيديو لها كشفت فيه عن تعرضها لـ"الاغتصاب الزوجي" خلال فترة زواجهما. ودعت ندى عادل في الفيديو إلى سنّ قوانين في مصر تجرم ذلك الاعتداء، أسوة بالقوانين التي صيغت في الولايات المتحدة الأميركية.
وفي موازاة النقاش حول المفهوم، رأت بعض التعليقات أن إثارة الموضوع الآن تصب في إطار محاولة السلطة المصرية تشتيت انتباه الرأي العام عن "قضايا أكثر أهمية"، بحسب بعض الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي.
#الاغتصاب_الزوجي هو اى حاجة فى اى حاجة بس تتلهى و متفكرش فى حاجة تفيدك لك الله يا شعب مصر
— Ahmed (@Ahmed01846939) June 22, 2021
وركزت بعض التعليقات على التزامن بين إثارة القضية وبين أزمة سد النهضة في مصر، حيث اعتبر بعض المعلقين أن من الأجدى تأجيل إثارة مسألة "الاغتصاب الزوجي" إلى حين الانتهاء من "مصيبة سد النهضة الإثيوبي".
#حكاية_وطن مجرد سؤال ؛؛ ألا يمكن تأجيل موضوع الإغتصاب الزوجى وأخواته لحين الإنتهاء من كارثة ومصيبة سد النهضة الاثيوبى ؟؟!!
— Ali gaafar (@Aligaaf50503751) June 22, 2021
فيه مشكلة أهم من #الإغتصاب_الزوجي هي #الإغتصاب_المائي بسبب التعنت الأثيوبي في مفاوضات #سد_النهضة حول مجرى نهر النيل وما يترتب عليه من ضرر لدول المصب #مصر و #السودان
— Magdi Nasr (@MagdiNasrM) June 21, 2021
بعد سنوات سنقول كيف تم ملء #سد_النهضة وماذا كنا نفعل كنا مشغولين ب #الإغتصاب_الزوجي ومعارك #الممثلين وتصنيف #الشيخ_يعقوب الخ من شغل العصفورة
— Falcon (@mimsakr) June 21, 2021
ونشر مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية بيانًا على فيسبوك، بهدف "تصحيح بعض المفاهيم الخاطئة" حول العلاقة الزوجية وإيذاء الزوجة جسديًا أو نفسيًا.
واعتبر بيان مركز الأزهر أن لا دلالة في الحديث الشريف على جواز إيذاء الزوجة؛ أو إغفال تضرّرها من فحش أخلاق الزوج أو سوء عشرته.
وأضاف: "عند جمع النصوص والأحكام الشرعية المتعلقة بالزواج في الإسلام؛ نرى صورة كاملة من تشريعات حكيمة، قرّرت حقوقَ كل طرف، وحقوق صاحبه عليه، وواجباته، وواجباتِ صاحبه تجاهه".