الانتخابات النصفية الأميركية.. "إعلان هام" لترمب وبايدن يتحدث عن منعطف خطير
جدد الرئيس الأميركي جو بايدن تحذيراته من أن فوز الجمهوريين في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس، قد يضعف المؤسسات الديمقراطية ويفسد الكثير من إنجازات رئاسته.
وأمام حشد في جامعة بووي الواقعة خارج واشنطن، قال بايدن: "نمر اليوم بمنعطف خطير. نعلم تمام العلم أن ديمقراطيتنا في خطر ونعلم أن هذه هي اللحظة المناسبة للدفاع عنها".
ويعتبر المعارضون للحزب الديمقراطي أن هذا الخطاب يهدف إلى الهرب من المشكلة الاقتصادية التي تعانيها البلاد وأن الحزب يريد تحفيز أنصاره للخروج والتصويت، خصوصًا أن نسب التصويت في الانتخابات النصفية تاريخيًا منخفضة في الولايات المتحدة وتصل إلى أقل من 50%، بحسب مراسل "العربي" في واشنطن.
ويشير إلى أن فرص فوز الجمهوريين في الانتخابات التي تجرى اليوم الثلاثاء، كبيرة في السيطرة على مجلسي النواب والشيوخ.
ماذا لو فاز الجمهوريون؟
ويلقى الجمهوريون باللوم على إدارة بايدن في ارتفاع الأسعار والجريمة، وهما من أهم مخاوف الناخبين. لكن عشرات المرشحين رددوا أيضًا مزاعم الرئيس السابق دونالد ترمب بأن التزوير هو سبب هزيمته في انتخابات 2020. وقد ينتهي الأمر ببعضهم حكامًا أو مسؤولي انتخابات في ولايات حاسمة ويلعبون دورًا مركزيًا في السباق الرئاسي لعام 2024.
وإذا فاز الجمهوريون في مجلس النواب أو الشيوخ، فسيقضي ذلك على جهود بايدن للحفاظ على حق الإجهاض ومزايا اجتماعية أخرى ضمن أولويات الديمقراطيين في الكونغرس. كما أنه سيفتح الباب لتحقيقات يقودها الجمهوريون من شأنها أن تلحق الضرر بالبيت الأبيض.
ويمكن لمجلس الشيوخ الذي يقوده الجمهوريون أيضًا منع ترشيحات بايدن للمناصب القضائية أو الإدارية.
وإذا حصل الجمهوريون على أغلبية في مجلس النواب، فإنهم يخططون لاستخدام سقف الدين الاتحادي وسيلة ضغط للمطالبة بتخفيضات كبيرة في الإنفاق. وسيسعون أيضًا إلى جعل التخفيضات الضريبية للأفراد التي أقرها ترمب عام 2017 دائمة وكذلك إلى حماية التخفيضات الضريبية للشركات التي حاول الديمقراطيون إلغاءها من دون جدوى خلال العامين الماضيين.
كما أن السيطرة على الكونغرس ستمنح الجمهوريين سلطة منع المساعدات لأوكرانيا، لكن من المرجح أن يبطئوا أو يحدوا من تدفق الأسلحة والمساعدات الاقتصادية إلى كييف بدلاً من إيقافها.
"إعلان هام"
وكان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب توجه إلى ولاية أوهايو لدعم المرشح الجمهوري لمجلس الشيوخ جيه.دي فانس في حملته الانتخابية.
وقال ترمب إن: "إعلانًا هامًا جدًا" سيصدر عنه الأسبوع المقبل، وسط تكهنات بأنه قد يكشف عن خوضه الانتخابات الرئاسية عام 2024 للعودة الى البيت الأبيض، بعدما ألمح على مدى شهور عن استعداده لدخول هذا المعترك مجددًا.
وتوجه ترمب الى جمهور حاشد في أوهايو عشية الانتخابات النصفية التي ستحدد من سيهيمن على الكونغرس قائلاً: "من دون التقليل من أهمية الانتخابات الهامة جدًا بل المصيرية غدًا... سوف أقوم بإعلان هام جدا الثلاثاء، في 15 نوفمبر/ تشرين الثاني في مارالاغو في بالم بيتش بفلوريدا".
وبالاستناد الى الرسالة التي بعث بها الأسبوع الماضي في كلامه عن الانتخابات الرئاسية حين قال بأنه "يرجح جدًا جدًا جدًا بأنه سيفعل ذلك مجددًا"، يمكن البناء على ذلك لتوقّع تأكيده الثلاثاء المقبل نيته الترشح للرئاسة.
دعم قوي من اللوبي الإسرائيلي
إلى ذلك، قررت لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية المعروفة اختصارًا بـ "آيباك" التدخل علنًا للمرة الأولى في الانتخابات النصفية الأميركية، معلنة دعمها لعشرات المرشحين المؤيدين لإسرائيل، في خطوة أثارت غضب الجناح التقدمي في الحزب الديمقراطي.
وسجلت هيئات التمويل التابعة لـ "آيباك" حضورًا ماليًا قويًا، لتكون بذلك أكبر كيان غير حزبي إنفاقًا على الانتخابات النصفية هذا العام.
ويظهر تصميم "آيباك" على التأثير في الانتخابات النصفية مدى الشعور بالتهديد من التقدميين الديمقراطيين وحتى من أولئك الذين نادرًا ما ينتقدون إسرائيل، وفق مراسل "العربي".
وقال المستشار في الحزب الديمقراطي، كريس لابتينا، إن تدخل "آيباك" في الانتخابات الأميركية هو أمر "تقليدي"، وقد ارتأت إلى ضرورة اتخاذ إجراءات مباشرة بدلاً من إصدار توصيات لإسقاط أعضاء في الكونغرس معادين لإسرائيل.
وأكد لابتينا في حديث إلى "العربي" من واشنطن، أن "آيباك" تستخدم كل قدراتها وأموالها في سبيل دعم المرشحين المؤيدين لإسرائيل.
بدوره، أوضح رئيس مؤسسة المصلحة الوطنية في واشنطن، خالد صفوي أن "آيباك" شكّلت عام 2019 مؤسستين للوبي الإسرائيلي لتمويل الحملات الانتخابية من أجل ضرب الديمقراطيين الذين ينتقدون إسرائيل.
وتابع صفوري في حديث إلى "العربي"، أن هذه الظاهرة بدأت عام 2016 وازدادت عام 2018 مع تصاعد الانتهاكات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، ما دفع العديد من أعضاء الكونغرس لتوجيه انتقادات لتل أبيب، وازدادت أعدادهم إلى أكثر من 30 عضوًا، وهو ما لم يحضل سابقًا لأن العدد كان لا يتجاوز أربعة أعضاء.