الإثنين 16 Sep / September 2024

البحث عن موطئ قدم في عالم متغير.. الصين وإيران و"صداقة الأوقات الصعبة"

البحث عن موطئ قدم في عالم متغير.. الصين وإيران و"صداقة الأوقات الصعبة"

شارك القصة

"العربي" يبحث في أهمية الاتفاقيات بين طهران وبكين (الصورة: رويترز)
ظل ملف التعاون مع بكين لأشهر حبيس أدراج طهران لحسابات تتعلق بالداخل والخارج، قبل أن يرى النور مجددًا وسط ترحيب ثنائي بالخطوة.

أنهى الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي زيارة إلى الصين هي الأولى منذ عقدين، شهدت توقيع 20 اتفاقية تعاون في مجالات عدة.

حديث رئيسي عمّا وصفه بـ"صداقة الأوقات الصعبة" بين الجانبين لا تعني نسيانه تجارب بلاده السلبية على مستوى الاتفاقيات الكبرى، لكن البحث عن موطئ قدم في عالم متغيّر يعلل التقارب مع الصين.

وبعيدًا عن مكاسب بكين من الاتفاق ونظرتها للدور الإيراني، يتساءل مراقبون عن مستقبل طهران وسط صراعات الشرق والغرب.  

"مواجهة سياسة القطب الواحد"

وتختلف الإجابة على السؤال عمّا إذا كانت اتفاقية التعاون الإستراتيجي التي وقعت خلال زيارة رئيسي بين طهران وبكين، إطلاقًا لمشروع تنمية شامل أم إنهاء لمرحلة عقوبات غربية، باختلاف أهداف البلدين.

كان ملف التعاون مع بكين قد ظل لأشهر حبيس أدراج طهران لحسابات تتعلق بالداخل والخارج، قبل أن يرى النور مجددًا وسط ترحيب ثنائي بالخطوة.

وفيما لا يعد النفط وحده ما يجمع اللاعبين الآسيويين المهمين، تضع طهران - بعد سنوات كانت الأقسى على اقتصادها بفعل العقوبات - بناها التحتية في الصناعة والسياحة والتجارة الخارجية أمام الصين.

يأتي ذلك بعد محاولة إيرانية جادة لخفض اعتمادها على النفط بصفته مصدرًا للعوائد، دون أن يعني الأمر إهمال تطوير حقول النفط جنوبًا بالاتكاء على الصين.

وتدفع أهداف طهران الاقتصادية الرغبة بمواجهة سياسة القطب الواحد، حيث قال رئيسي: "كلانا مخالف للأحادية السياسية ومؤمن بالتعددية، وكلانا يسعى لحياة مستقلة سياسيًا واقتصاديًا وثقافيًا، وهذا ما يدفع طهران وبكين للوقوف معًا الآن".

شهية أكبر للتعاون في الصين

بموازاة إيران، ينظر ساسة بكين إلى اتفاقية التعاون بشهية أكبر، إذ يمر 3 ملايين برميل من النفط يوميًا عبر مضيق هرمز نحو الصين، ما يحتم عليها التنسيق مع إيران للحفاظ على استقرار منطقة الخليج أولًا.

وكما وقفت مع تركيا ودول إفريقية عديدة خلال أزماتها الاقتصادية، تضيف الصين إيران إلى قائمة شركائها ضمن مشروع الحزام والطريق.

وقد تساعد شراكة بكين ربما على احتواء طموحات إيران عبر دفعها لإحياء الاتفاق النووي.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close