نشرت حسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي معلومات نُسبت إلى تقرير مجهول المصدر، تُفيد باغتصاب أسيرة إسرائيلية تبلغ من العمر 13 عامًا تمّ إجهاضها، وأخرى عُثر لديها على 67 حيوانًا منويًا مختلفًا، عقب إطلاق سراحهما في صفقة تبادل الأسرى بين حركة المقاومة الإسلامية "حماس" وإسرائيل في أواخر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وأُرفق الخبر بصورة للأسيرتين ميا شيم وأميت سوسانا المُفرج عنهما في الدفعة السابعة والأخيرة من صفقة تبادل الأسرى.
وبالبحث عن الحقيقة، وجد موقع مكافحة الإشاعات والأخبار الكاذبة "مسبار"، أنّ الادعاء مضلّل، حيث لم يُنشر أي تقرير عن قصة الاعتداءين المزعومين، كما لم يتمّ الإبلاغ عن أي حالة حمل، عقب الإفراج عن الأسيرات الإسرائيليات لدى المقاومة الفلسطينية.
ولم يذكر أي تقرير تعرّض الأسيرتين المُفرج عنهما لاعتداءٍ جنسي، خلال وجودهما في قطاع غزة.
كما لم تنقل أي وسيلة إعلام موثوقة خبر العثور على 67 حيوانًا منويًّا لدى أسيرة مفرج عنها أو إجهاض أخرى.
كما وجد "مسبار" أنّ مصدر المعلومات المُتداولة هو تصريح لناشطة فرنسية اعتذرت عنه لاحقًا.
وكانت ساندرا إفراه، الناشطة النسوية المعروفة بدعمها لإسرائيل، قد زعمت في برنامج "180MinutesInfo" على قناة "سي نيوز" الفرنسية في السابع من فبراير/ شباط الحالي، العثور على 67 حيوانًا منويًا مختلفًا عند أسيرة كانت لدى حركة "حماس".
وأكدت أنّ هناك أسيرة أخرى تبلغ من العمر 13 سنة ونصف، كان لا بد من إجهاضها بعد تعرّضها للاغتصاب.
لكن "مسبار" وجد أنّ تصريحات الناشطة الفرنسية لا تستند إلى أي مصدر موثوق، ولم تذكر قصة الاعتداءين أي وسيلة إعلام سواء غربية أو عبرية.
كما لم يتمّ الإبلاغ عن أي حالة حمل بعد اغتصاب، منذ عودة 120 أسيرًا من قطاع غزة في نهاية نوفمبر الماضي. كما لم يُعلن العثور على 67 حيوانًا منويًا في محتجزة مفرج عنها.
مصدر المعلومات تعتذر
وفي 8 فبراير الحالي، نشرت إفراه في حسابها على موقع إكس، اعتذارًا قالت فيه إنّها "تحت تأثير العاطفة نقلت الشائعات عبر الميكرو. لقد كان خطأً، أعتذر".
ورغم اعتذار الناشطة وتوضيحها أنّ التصريح كان خاطئًا إلا أن الحسابات الإسرائيلية والداعمة للرواية الإسرائيلية لا تزال تتداول المعلومات الواردة في التصريح وتنسبها إلى تقرير دون ذكر أي تفاصيل حول مصدره.