الأحد 20 أكتوبر / October 2024

التحدث مع الغرباء الذين نلتقيهم صدفة.. هل هو مفيد؟

التحدث مع الغرباء الذين نلتقيهم صدفة.. هل هو مفيد؟

شارك القصة

يمكن أن يعزّز التحدث مع الغرباء الذين نلتقيهم صدفة الرفاهية ويوسّع آفاق المرء - غيتي
يمكن أن يعزّز التحدث مع الغرباء الذين نلتقيهم صدفة الرفاهية ويوسّع آفاق المرء - غيتي
خلافًا لما يعتقده كثيرون، قد تكون فكرة التواصل مع الغرباء الذين نلتقيهم صدفة في المحلات التجارية أو خلال السير في الشارع، أكثر من مفيدة.

قد تكون فكرة التحدث مع الغرباء، "غريبة" بحدّ ذاتها بالنسبة إلى كثيرين، ممّن يجدون حَرَجًا في التواصل مع من لا يعرفونهم، بمعزل عن الظروف.

لكنّ ما قد لا تعرفونه هو أنّ هذا الأسلوب ينصح به المتخصّصون في علم النفس، بناء على فوائد عديدة متوقعة منه، من بينها كسر العزلة.

بحسب ما يقول مدرب التنمية البشرية أشرف قرطام، يمكن مصادفة هؤلاء الغرباء في المحلات التجارية أو خلال السير في الشارع.

ويشرح في حديث إلى "العربي" أن التقرّب منهم والشروع بإجراء محادثة بسيطة معهم ـ عملًا بالنصيحة أعلاه ـ يُساعد المرء على الشعور بأنه جزء من المجموعة.

وبينما يشير إلى ما فرضه وباء كورونا من انقطاع عن التواصل مع الأقارب والمعارف، يردف بأن التواصل مع الغرباء، الذي لطالما حذرنا منه أهلنا في الصغر، لم يعد غريبًا بعدما بتنا بحاجة للتعرف عليهم.

ويمر على "الفقاعة الذاتية التي تؤشر إلى دخول المرء عزلة بشكل اختياري أو لا إرادي"، فيقول إن الكآبة هي من بين أعراضها، متحدثًا عن خوف الباحثين من صعوبة خروج الأشخاص من تلك الفقاعة نتيجة الاعتياد عليها.

لكن ماذا عن فوائد التحدث مع الغرباء؟

تُتيح "العلاقات الضعيفة"، ومن بينها اللقاءات السريعة أو العرضية أو تلك التي تحدث مع الغرباء لمرة واحدة فقط، الإفادة من مجموعة من المكتسبات، كانت قد أشارت إليها دراسة أُجريت حديثًا.

ويورد موقع "psychologytoday" أن عالمَي النفس الأوروبيين بول فان لانج وسيمون كولومبوس حاولا الإجابة على السؤال بشأن أثر تلك العلاقات على صحة المرء وشعوره بالرفاهية، بناء على نظرية الترابط الاجتماعي وبالتركيز على معايير رئيسية بينها: تضارب المصالح، والاعتماد المتبادل، والقوة النسبية.

وتحدثا، بالنظر إلى تقييمهما للقاءات الغرباء بناء على تلك النظرية، عن أدلة على حقيقة أن معظم التفاعلات مع الغرباء تتميّز بمصالح منسجمة وليست متضاربة، ومستويات معتدلة من الاعتماد المتبادل، والمساواة النسبية في السلطة.

واعتبرا أن التفاعلات مع الغرباء تكون في المتوسط حميدة إلى حد ما، حيث شرحا أنه من غير المحتمل أن يكون الضرر بين الأشخاص محتملًا، لأنه لا يمكن أن يكون الدافع وراءها مصلحة ذاتية، أو عن طريق إساءة استخدام السلطة من جانب واحد.

ونظرًا لأن المواجهات مع الغرباء تتميّز عمومًا بنزاع منخفض، جادلا بأنه من المرجح أن تثير سلوكيات اجتماعية إيجابية.

يمكن للقاءات مع الغرباء توسيع آفاق المرء أمام أرجحية كونهم من خلفيات مختلفة - غيتي
يمكن للقاءات مع الغرباء توسيع آفاق المرء أمام أرجحية كونهم من خلفيات مختلفة - غيتي

تعزيز الرفاهية توسيع آفاق المرء

إلى ذلك، وجد لانج وكولومبوس أن التفاعلات مع الغرباء تعزّز الرفاهية لعدّة أسباب، من بينها أن التواصل معهم آمن من الناحية النفسية، فمن غير المرجح أن يقوم غريب بنشر معلومات خاصة، لأنه لا يعد جزءًا من الشبكة الاجتماعية الخاصة.

كما يمكن للقاءات مع الغرباء توسيع آفاق المرء أمام أرجحية كونهم من خلفيات مختلفة أو يتبنون آراء مغايرة، ما يعني مكاسب على مستوى المعلومات، ووجهات النظر، فضلًا عن الإثارة التي يوفرها التعرض لأحداث غير عادية.

ومن الممكن أيضًا أن يكون التفاعل معهم مفيدًا في احتمالية توفيره للفرص، مثل الاقتراحات أو المشورة بشأن فرص العمل، أو تعلم مهارات أوسع، أو توسيع الشبكة الاجتماعية للفرد.

واستنتج الباحثان أن من المفيد في البدء بتفاعلات قصيرة مع الغرباء، وإن بابتسامة، لا سيما من جانب أولئك الذي يعانون من "حرمان" من الاتصال الاجتماعي لفترة طويلة.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close