التعليم أم اللعب.. أيهما أهم في تربية الأطفال؟
تحتار أسر في اعتماد الطريقة الأنسب لتربية الأطفال، بين التركيز على تعليمهم أو لعبهم، أو ترجيح كفة الأول على الثاني، أو أيهما أهم التعليم أم اللعب.
إذ ينصح خبراء في التربية الأمهات بالتخلي عن معتقدات خاطئة تتعلق بالتعامل مع الأطفال، ومنها الإصرار على تسريع نمو الطفال، وترى خبيرة تعليم الطفولة المبكرة راي بيكا أن نمو الطفل عملية طبيعية لا يمكن تسريعها.
فيما تقول الخبيرة البريطانية سارة أوين: "لا تدفعي طفلكي بقوة ولا تقارنيه بالأطفال الآخرين، فهم يتطورون بطريقتهم الخاصة".
ومن المعتقدات الخاطئة في التربية أيضًا، التقليل من أهمية اللعب، فالخبيرة سارة أوكيال سميث مؤلفة كتاب الأبوة والأمومة اللطيفة تؤكد ترك الطفل في الفوضى الخاصة به، فاللعب وسيلة مفيدة وأساسية وليست تكميلية لعملية النمو، وفقًا لها.
ومن المعتقدات الخاطئة أيضًا عدم تقبل نوبات غضب الأطفال، فبحسب سميث، فالغضب جزء طبيعي تمامًا من الطفولة وليس مؤشرًا على مشكلات سلوكية مستقبلية.
وينصح خبراء في التربية الآباء والأمهات بالتقليل من عملية البحث عن أساليب التربية على الإنترنت، وأن يمنحوا أطفالهم الصبر في رحلة الطفولة ليعيشوا اللعب ونوبات الغضب وكل شيء، فالتوازن هو الأساس في هذا السياق.
اللعب أم التعليم؟
وفي هذا الإطار، أوضح الأخصائي النفسي والمعالج السلوكي مالك الشامي أن اللعب أهم بالتعليم بالنسبة للطفل عند سن ما قبل المرحلة الدراسية، لأن التعليم يعد من المهارات العليا، والطفل ما قبل المدرسة يتعلم أمورًا أساسية أكثر يستطيع التعامل من خلالها مع الحياة عن طريق اللعب.
وأضاف في حديث لـ"العربي" من العاصمة الأردنية عمّان، أن اللعب في حد ذاته هو تعلم، لكنه ليس تعلمًا للقراء والكتابة، بشكل مباشر، مشيرًا إلى أن الألعاب تعلم الأطفال مهارات جديدة، اجتماعية، وإدارة الوقت، والتنظيم الإدراكي بالإضافة إلى المهارات الحس – حركية.
وحذر الشامي من أن تحميل الأطفال مسؤوليات أكبر من عمرهم يزيد من الضغط النفسي لدى الطفل، مما قد يؤدي إلى مشكلات كالقلق أو التوتر أو الانسحاب أو الهروب من المسؤوليات.
وشدد على ضرورة أن يعيش الطفل مرحلته العمرية بشكل متوازن، حتى في سنوات المدرسة، مشيرًا إلى وجود وقت للتعلم واللعب.