ما إن بدأ العالم يتعافى من فيروس كورونا، حتى بدأت تظهر إصابات بالتهاب الكبد الحاد منذ أبريل/ نيسان الماضي، ما دفع منظمة الصحة العالمية إلى دق ناقوس الخطر.
وأفادت الصحة العالمية أن هذا المرض أصاب أطفالًا تتراوح أعمارهم بين شهر واحد و16 عامًا، فيما توفي شخص واحد واستلزم نحو 10% من المرضى عمليات زرع كبد.
وأظهر المصابون عوارض عديدة كاضطرابات في الجهاز الهضمي، وآلامًا في البطن، كذلك أصيب كثيرون باليرقان أي اصفرار لون الجلد والعينين.
ومنذ أن بدأ هذا المرض بالظهور، انشغلت المراكز البحثية والعلمية بتشخيصه لمحاولة معرفة أسبابه، إذ تنقسم الآراء حيال ذلك، بين ترجيح أن تكون الفيروسات الغدية وراء الحالات الغامضة، أو احتمال علاقته بفيروس كورونا الجديد أو بإحدى فيروسات الكبد الأربعة.
"مرض مجهول السبب"
وفي هذا الإطار، أوضحت الاستشارية في تشخيص الأمراض الجرثومية والفيروسية منى كيال أن التهاب الكبد هو مرض مجهول السبب، ويعود ذلك لظهور حالات يرقان حاد عند الأطفال تحت عمر الخمس سنوات، فيما كانت تحاليل فيروسات الكبدية ("إيه"، و"بي"، و"سي"، و"دي") سلبية، مشيرة إلى أن أصابع الاتهام حول هذا المرض تركز على الفيروسات الغدية "أدينو فيروس" (AdenoVirus) وبشكل خاص السيروتايب 41 (SEROTYPE 41).
وأكدت في حديث لـ"العربي" من براغ، أن الإغلاق الذي شهده العالم وارتداء الكمامات، حد من انتشار جميع الفيروسات العادية الشائعة والتي يتعرض لها الأطفال منذ طفولتهم المبكرة، ومنها الفيروسات الغدية التي تصيب الجهاز التنفسي العلوي والجهاز الهضمي، مشيرة إلى أن "السيروتايب 41" يمكن أن تسبب في حالات نادرة جدًا التهاب الكبد عند الأطفال ناقصي المناعة.
وطمأنت الناس من أن حالات الإصابة بهذا المرض هي نادرة، وأن بعض الإصابات هي ناتجة عن نقص المناعة لدى بعض الأطفال تجاه الفيروس الغدي.
وحول سبل العلاج والوقاية من هذا المرض، شددت كيال على ضرورة المحافظة على النظافة الشخصية وعزل المصابين ووضع الكمامات ومراجعة الطبيب.
