التوتر بين أرمينيا وأذربيجان.. بلينكن وغوتيريش يحثان على إرساء السلام
بعدما اتفقت أرمينيا وأذربيجان على وقف إطلاق النار الأسبوع الماضي، شدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اليوم الثلاثاء، على دعمه كافة الجهود الرامية إلى إيجاد حل سلمي للتوترات بين البلدين، وذلك خلال اجتماع عقده مع وزير الخارجية الأذربيجاني جيهون بيراموف، في مقر المنظمة الدولية في نيويورك.
وذكر بيان صادر عن ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم غوتيريش، أنه جرى خلال اللقاء بحث "التعاون بين الأمم المتحدة وأذربيجان"، وأضاف: "تبادل الجانبان الآراء بشأن التطورات الأخيرة على الحدود بين أرمينيا وأذربيجان".
وتابع: "أعرب الأمين العام عن أمله في استمرار وقف إطلاق النار بين أذربيجان وأرمينيا، وأكد دعم الأمم المتحدة كافة الجهود الرامية إلى إيجاد حل سلمي للتوترات بين أذربيجان وأرمينيا".
اجتماع برعاية أميركية
من جهته، دعا وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أمس الإثنين، إلى إرساء سلام مستدام بين أرمينيا وأذربيجان، وذلك خلال لقاء جمع وزيري خارجية البلدين للمرة الأولى منذ الاشتباكات الحدودية الأخيرة بينهما.
وفي فندق في نيويورك عشية انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، جلس وزيرا خارجية أرمينيا أرارات ميروزيان وأذربيجان جيحون بيرموف على جانبي بلينكن. واعتبر بلينكن أن عدم وقوع أعمال عنف منذ أيام "أمر مشجّع"، مشيرًا إلى أن التوصّل إلى "التزام دبلوماسي قوي ومستدام هو السبيل الأفضل للجميع".
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس في بيان: إنهم "بحثوا الخطوات التالية، وشجع الوزير الجانبين على الاجتماع مرة أخرى قبل نهاية الشهر".
أعنف مواجهة
والإثنين، أعلن مجلس الأمن القومي في أرمينيا ارتفاع حصيلة قتلى المعارك التي دارت الأسبوع الماضي من 136 إلى 207، ما يرفع حصيلة القتلى لدى الجانبين إلى 286.
وشكّل التصعيد الجديد أعنف مواجهة بين الجانبين منذ الحرب التي دارت بينهما عام 2020، ما هدّد بنسف عملية السلام الهشة بين الجارين اللدودين.
وشملت الحصيلة الجديدة للقتلى التي أعلنتها يريفان مدنيَّين، وفق مجلس الأمن القومي الأرميني. وتابع المجلس: "هناك مدنيان مفقودان، و293 جنديًا وثلاثة مدنيين في عداد الجرحى و20 جنديًا في الأسر"، بينما أفادت باكو بمقتل 79 من عسكرييها.
وكانت رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي قد حمّلت أذربيجان مسؤولية هجمات "غير مشروعة" على أرمينيا، وذلك في زيارة أجرتها إلى يريفان ودانت خلالها "الاعتداء على سيادة" البلاد، مؤكدة على دعم أرمينيا في مواجهة جارتها أذربيجان، واعدة بالدعم الأميركي أيضًا.
وجاءت زيارة بعد أيام من رفض منظمة الأمن الجماعي التي تهيمن عليها روسيا طلب يريفان الدعم العسكري، واكتفت بإرسال فريق للتقصي.
ووصفت الخارجية الأذربيجانية تصريحات بيلوسي بأنها "صفعة خطيرة" لجهود التوصل لتطبيع العلاقات والسلام.
وخاضت أرمينيا وأذربيجان حربين -في تسعينيات القرن الماضي وعام 2020- للسيطرة على جيب ناغورني كاراباخ المتنازع عليه.
وحصدت ستة أسابيع من القتال عام 2020، أرواح أكثر من 6500 عسكري لدى الجانبين وانتهت بهدنة تم التوصل إليها بوساطة روسية. وبموجب الاتفاق تنازلت أرمينيا عن أراض سيطرت عليها لعقود، ونشرت موسكو حوالي ألفي عسكري للإشراف على الهدنة الهشة.