الأحد 17 نوفمبر / November 2024

الثلوج تغمر المنازل والضحايا إلى ارتفاع.. "عاصفة القرن" تفتك بالولايات المتحدة

الثلوج تغمر المنازل والضحايا إلى ارتفاع.. "عاصفة القرن" تفتك بالولايات المتحدة

شارك القصة

تقرير عن العاصفة الثلجية التي تضرب الولايات المتحدة (الصورة: غيتي)
وصفت السلطات الأميركية ما تعيشه الولايات الغربية بالحرب مع الطبيعة في مواجهة "عاصفة القرن" التي أسفرت عن وفيات عدة فيما حُرم الملايين من الكهرباء.

وصل عدد الوفيات في مناطق غرب نيويورك إلى 27 شخصًا، بعدما بدأت طواقم الطوارئ تتفقد خسائر العاصفة الثلجية التي حرمت ملايين الأميركيين من الاحتفال بعيد الميلاد.

وغطت الثلوج تمامًا تلك المناطق، فيما وصفت السلطات الأمر بأنه "حرب مع الطبيعة الأمّ" في مواجهة "عاصفة القرن". وترجح وسائل إعلامية بأن يكون إجمالي عدد الوفيات قد ارتفع في الولايات المتحدة الأميركية إلى 50 حتى يوم أمس. 

وما زالت أجزاء من شمال شرق الولايات المتحدة تواجه سلسلة من العوامل الجوية المتطرفة، بما يصاحبها من ثلوج ورياح ودرجات حرارة متجمدة اجتاحت البلاد على مدار عدة أيام، متسببة بانقطاع التيار الكهربائي على نطاق واسع وإلغاء آلاف الرحلات الجوية وما لا يقلّ عن 49 حالة وفاة.

وأدّى الطقس المتطرف إلى إلغاء أكثر من 17 ألف رحلة جوية في الأيام الأخيرة بما في ذلك نحو 3800 رحلة الإثنين، وفقًا لموقع Flightaware.com.

العاصفة الأسوأ تاريخيًا

وتوقعت الأرصاد الجوية أن يستمر تساقط الثلوج في مدينة بافالو، المعتادة على الطقس الشتوي السيئ، وأن تضاف طبقة سمكها 35 سنتيمترًا إضافة إلى ما تراكم منذ أيام وأدّى إلى شلّ المدينة، وانهيار خدمات الطوارئ فيها.

وكتب الرئيس الأميركي جو بايدن في تغريدة على تويتر الإثنين: "قلبي مع أولئك الذين فقدوا أحبّاءهم"، مشيرًا إلى أنّه تحدّث هاتفيًا مع حاكمة ولاية نيويورك كاثي هوشول، ووعد بتوفير الموارد الفدرالية اللازمة.

وظل الطقس العاصف مخيمًا على مقاطعة إري في غرب نيويورك حيث تقع بافالو، والتي صارت تمثل بؤرة أزمة الطقس.

وقال المسؤول التنفيذي في مقاطعة إري مارك بولونكارز خلال مؤتمر صحافي: "بالإضافة إلى الوفيات الـ13 المؤكدة بالأمس، أكد مكتب إدارة الصحة في مقاطعة إري حدوث 12 وفاة إضافية، ما يرفع إجمالي عدد الوفيات بسبب العاصفة الثلجية إلى 25 على مستوى المقاطعة فقط".

وأضاف بولونكارز أن الطقس العنيف يجعل هذه "أسوأ عاصفة على الأرجح في حياتنا وفي تاريخ المدينة"، مشيرًا إلى أن عدد الوفيات في إري سيتجاوز على الأرجح ضحايا العاصفة الثلجية القوية التي ضربت بافالو عام 1977 وأودت بحياة نحو 30 شخصًا.

ومع التوقعات بازدياد تساقط الثلوج والإعلان أن معظم طرق بافالو "غير سالكة"، دعا بولونكارز السكان إلى ضرورة التزام منازلهم. وقال: "هذه ليست النهاية بعد، لم نصل إلى هناك بعد".

منطقة حرب

وأنقذ أفراد الحرس الوطني وفرق أخرى مئات الأشخاص من السيارات التي دفنت تحت الثلوج، لكن السلطات قالت إن المزيد من الناس ما زالوا محاصرين. وأعربت حاكمة نيويورك كاثي هوشول عن صدمتها مما شاهدته خلال جولة استطلاعية الأحد في المدينة.

ووصفت هوشول الأمر بأنه أشبه "بمنطقة حرب"، معتبرة أن "مشهد السيارات على جانبي الطرقات صادم"، ومشيرة الى تهديد الثلوج المتراكمة بأكثر من مترين للمنازل ومعاناة السكان من انقطاع الكهرباء.

وقالت: "إنها حرب مع الطبيعة الأم". وأضافت في تصريح للصحافيين: "بالتأكيد إنها عاصفة القرن"، مضيفة أن "من السابق لأوانه القول إنها على وشك أن تنتهي".

منازل بلا كهرباء

وأدى الطقس القاسي إلى انخفاض درجات الحرارة في 48 ولاية أميركية إلى ما دون الصفر خلال عطلة نهاية الأسبوع.

وتوقع بولونكارز أن يعود التيار الكهربائي بالكامل إلى بافالو اليوم الثلاثاء، وكذلك مطار بافالو الدولي الذي بقي مغلقًا.

وكان أكثر من 48 ألف منزل بدون كهرباء على الساحل الشرقي الأحد، حسب الموقع الالكتروني "باور-آوتيج" الذي تحدث عن انقطاع التيار عن حوالى 150 ألف منزل في البداية.

وقالت خدمة الأرصاد الجوية الأميركية إنّها تتوقع عودة درجات الحرارة إلى معدلاتها الموسمية الطبيعية "بحلول منتصف الأسبوع المقبل". وأضافت في أحدث نشرة للأحوال الجوية المتوقّعة أنّ الطقس "سيستمرّ في التسبّب بظروف سفر خطرة محليًا خلال اليومين المقبلين".

وحذّرت الأرصاد الجوية من أنّ "غالبية أنحاء شرق الولايات المتّحدة ستظلّ تعاني من طقس جليدي قبل أن تبدأ الأحوال بالاعتدال اعتبارًا من يوم الثلاثاء".

وفي مقاطعة كولومبيا البريطانية في كندا أدى انقلاب حافلة السبت بسبب الجليد على الأرجح إلى مقتل أربعة أشخاص ونقل 53 آخرين إلى المستشفى بينهم اثنان كانا في حالة حرجة في ساعة مبكرة من صباح الأحد.

وحرم مئات الآلاف من الكهرباء في مقاطعتي أونتاريو وكيبيك الكنديتين وألغي عدد كبير من الرحلات الجوية في المدن الكبرى وتوقفت خدمة ركاب القطارات بين تورونتو وأوتاوا.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
Close