الخميس 21 نوفمبر / November 2024

الجزائر ومصر مجددًا في كأس العرب.. تاريخ كروي مثير مر بمحطات صعبة

الجزائر ومصر مجددًا في كأس العرب.. تاريخ كروي مثير مر بمحطات صعبة

شارك القصة

مصر والجزائر
تتميز المواجهة بين البلدين بأداء كروي عالٍ بمعزل عن الأحداث المؤسفة (فيسبوك)
سيكون العرب على موعد مع ديربي خاص يجمع منتخبي الجزائر ومصر في بطولة كأس العرب التي تستضيفها قطر حيث يحمل سجل لقاءات الفريقين العديد من المحطات التي لا تغيب عن الذاكرة.

يلتقي مجددًا منتخبا مصر والجزائر لكرة القدم في مباراة من "العيار الثقيل" في بطولة كأس العرب التي تجري على ملاعب قطر وتستمر حتى 18 ديسمبر/ كانون الأول. 

وجمعت المجموعة الرابعة المنتخبين صاحبي السجل الحافل بالمباريات المثيرة بينهما إضافة لكل من لبنان، والسودان، حيث سيكون استاد الجنوب الذي تم افتتاحه عام 2019 تحضيرًا لكأس العالم "قطر فيفا 2022" مسرحًا للمباراة المرتقبة بين منتخبي عرب شمال إفريقيا.

تاريخ من الإنجازات

ويحمل اللقاء طابعًا خاصًا ومميزًا بالعودة إلى سجل لقاءات المنتخبين، إذ تعتبر المباراة واحدة من أشهر المواجهات العربية - العربية، نظرًا للقاءات السابقة التي لطالما حملت الإثارة والمتعة، بالإضافة إلى أحداث مؤسفة لعبت السياسة دورًا مهمًا في إثارتها. 

ولكل من مصر والجزائر باع كروي عريق في كرة القدم العربية، إذ قدم البلدان نخبة من ألمع الأسماء التي مثلت العرب خير تمثيل في المحافل الدولية، آخرها التألق الكبير لكل من نجم ليفربول المصري محمد صلاح، والجزائري رياض محرز نجم مانشستر سيتي. 

وبلغ منتخب مصر نهائيات كأس العالم 3 مرات في تاريخه، فحضر مرتين في إيطاليا عامي 1934 و1990، وفي روسيا عام 2018.

وكان تأهله إلى مونديال إيطاليا 1934 على حساب منتخب الجزائر تحديدًا، الذي كان حاضرًا بدوره في مونديال 1986 بالمكسيك، وكذلك قدم حضورًا لافتًا في كأس العالم في إسبانيا عام 1982، حيث تأهل للمرة الأولى واستطاع الفوز على منتخب ألمانيا 2-1 قبل أن يتم إقصاؤه في مباراة وصفت بفضيحة "خيخون" بعد اتفاق بين النمسا وألمانيا على تسهيل فوز الأخيرة. 

ويتفوق "محاربو الصحراء" على "الفراعنة" في بلوغ نهائيات المونديال، الذي تكرر 4 مرات شملت مونديال جنوب إفريقيا عام 2010، ومونديال البرازيل عام 2014، حيث قدّم أفضل نتائجه ببلوغه الدور الثاني، وخسر بصعوبة أمام حامل اللقب ألمانيا 2-1 بعد التمديد عقب انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل السلبي.

والتقى المنتخبان في 17 مواجهة رسمية، فاز الجزائريون بـ6 منها مقابل 5 لمنتخب مصر، وانتهت 6 مباريات بالتعادل.

أحداث مؤسفة

وبدأت المواجهات تأخذ طابعًا مثيرًا بعد مواجهة بين المنتخبين في تصفيات مونديال إيطاليا عام 1990، حيث حسم اللقاء المباشر بين البلدين العربيين تأهل مصر إثر التعادل السلبي في الجزائر، وفوز الفراعنة في القاهرة بهدف دون رد سجله حسام حسن.

وتخلل اللقاء أحداث مؤسفة، ساهم الحكم من خلال عدم تصديه للخشونة بين الطرفين منذ بداية المباراة بتأجيجها، ليشهد استاد القاهرة عدة مشاجرات بين اللاعبين، تحولت لاحقًا إلى شرارة لمواجهات عنيفة بين مصر والجزائر. ووصلت الأمور حد إصدار حكم قضائي غيابي في مصر بحق النجم الجزائري الأخضر بلومي بالسجن بعد إصابة طبيب منتخب مصر في مواجهة بينهما.

وتدخل الرئيس الجزائري لوقف الحكم القضائي الذي وصل إلى الإنتربول، ولعودة الأمور إلى مسارها بعد ذلك.

ورغم الثأر الجزائري عام 1990 بالفوز 2-0 في بطولة كأس الأمم الإفريقية، ظلت اللقاءات تحفل بالإثارة والتشويق حتى وصلت إلى تصفيات كأس العالم عام 2010، حيث بلغت ذروتها في المباراة الفاصلة للتأهل التي جمعتهما. 

وتعد هذه المواجهة التي امتدت على مدى 3 مباريات الأكثر جدلًا، نظرًا لما حملته من أحداث مأساوية ومؤسفة، وصلت لتوتر سياسي ودبلوماسي بين البلدين العربيين. فبعد فوز الجزائر ذهابًا 3-1 على أرضها، حقق المنتخب المصري فوزًا مستحقًا في القاهرة 2-0، ليحتكم الفيفا إلى مباراة فاصلة بينهما في السودان.

طي الصفحة

وحملت مباراتا الذهب والإياب شحنًا غير مسبوق ساهم بتأجيجه الإعلام الرسمي للبلدين، وانعكست اتهامات متبادلة في سوء معاملة اللاعبين، فاتهمت مصر الجزائر بمحاولة تسميم لاعبيها قبل مباراة الذهاب، واتهمت الجزائر الفراعنة بالتعرض للاعبي منتخبها في مصر. 

وأمام الشحن والتوتر السياسي والإعلامي، انفجرت الأمور في أم درمان وشهدت شوارع المدينة أحداث شغب بين جمهوري المنتخبين، وبلغت الأمور حد القطيعة بين البلدين، بعد حسم الجزائر التأهل بالفوز 1-0. 

ووصلت الأزمة الدبلوماسية أشدها عندما سحبت مصر سفيرها من الجزائر، كما هاجم علاء مبارك نجل الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك الجزائر، متحدثًا عن تعرض الشركات المصرية للاعتداء هناك.

وعاد الفراعنة ليثأروا لهزيمتهم في نصف نهائي كأس الأمم الإفريقية في أنغولا وفازوا 4-0، واتهمت الجزائر الحكم حينها بالتواطؤ، فيما أحرزت مصر اللقب حينذاك.

وبعيدًا عن التاريخ الحافل بالأحداث المثيرة كرويًا والمؤسفة سياسيًا وإعلاميًا، تعول الجماهير في ليلة السابع من ديسمبر/ كانون الأول المقبل على مباراة ممتعة تطوي الصفحات السوداء وتفتح عهدًا كرويًا جديدًا بين منتخبين قدما للكرة العربية الكثير من المحطات التاريخية المشرفة في اللعبة الأكثر شعبية بالعالم. 

تابع القراءة
المصادر:
العربي
تغطية خاصة
Close