بسبب الهجوم الروسي على أوكرانيا، ألغت أوروبا خطتها لإرسال أول مركباتها الجوالة إلى المريخ هذا العام، والتي كان من المفترض أن تتحرى ما إذا كان الكوكب قد استضاف حياة على الإطلاق.
وأكدت وكالة الفضاء الأوروبية يوم الخميس أنها ستعلق إلى أجل غير مسمى مهمتها "إكسومارس" مع شريكتها وكالة الفضاء الروسية "روسكوسموس".
وكانت وكالة الفضاء الأوروبية قد قالت في وقت سابق إن المهمة "غير مرجحة للغاية" بسبب حرب روسيا على أوكرانيا.
واتخذ المجلس الحاكم لوكالة الفضاء قرار تعليق التعاون مع وكالة الفضاء الروسية في اجتماع عقد هذا الأسبوع في باريس.
قرار يتماشى مع العقوبات
وقالت وكالة الفضاء الأوروبية في بيان: "نشجب بشدة الخسائر البشرية والعواقب المأساوية للعدوان على أوكرانيا".
وأضافت: "مع إدراك التأثير على الاستكشاف العلمي للفضاء، تتماشى وكالة الفضاء الأوروبية تمامًا مع العقوبات المفروضة على روسيا من قبل الدول الأعضاء فيها".
The #European Space Agency refused to cooperate with Roscosmos on the joint ExoMars mission pic.twitter.com/t06R4g5lAB
— NEXTA (@nexta_tv) March 17, 2022
وبسبب مدارات كل منهما حول الشمس، لا يمكن الوصول إلى المريخ من الأرض إلّا كل عامين وبالتالي ستكون المهمة ممكنة عام 2024.
وكانت المهمة الأساسية للمركبة الأوروبية هي تحديد ما إذا كان المريخ قد استضاف الحياة أم لا.
من جهته، أعرب رئيس وكالة الفضاء الروسية دميتري روغوزين الخميس عن أسفه للتعليق "المرير" لمهمة "إكسومارس" الروسية الأوروبية الذي أعلنته وكالة الفضاء الأوروبية.
وقال روغوزين عبر تطبيق "تلغرام" إنه "حدث مرير جدًا لجميع عشاق الفضاء". واعتبر روغوزين أن تعليق المهمة "أمر مؤسف جدًا".
وسبق أن تم تأجيل مهمة "إكسومارس" عام 2020، بسبب جائحة فيروس كورونا والحاجة إلى مزيد من الاختبارات على المركبة الفضائية.
وكان من المقرر أن تنطلق المهمة على صاروخ "بروتون-إم" الروسي من موقع الإطلاق بايكونور في كازاخستان في سبتمبر/ أيلول المقبل لتهبط على الكوكب الأحمر بعد حوالي تسعة أشهر.
وعلى سطح المريخ، يوجد بالفعل مركبة "برسفيرنس" التابعة لوكالة ناسا، والتي هبطت في فبراير/ شباط 2021، إضافة إلى أول مركبة فضائية صينية على المريخ، Zhurong التي سميت على اسم إله النار الصيني.
مركبة روسية ستقل رائد فضاء أميركي إلى الأرض
لكن التوترات الجيوسياسية لن تمنع رائد فضاء أميركي واثنين من رواد الفضاء الروس من العودة معًا إلى الأرض كما هو مخطط هذا الشهر.
فمن المقرر عودة الأميركي مارك فاندي ورائدي الفضاء بيوتر دوبروف وأنتون شكابلروف إلى الوطن من محطة الفضاء الدولية على متن مركبة الفضاء الروسية سويوز في 30 مارس/ آذار الجاري.
وتبقى هذه الخطة سارية، على الرغم من الضغط الذي فرضه الهجوم الروسي المستمر على أوكرانيا على شراكات روسيا في قطاع الفضاء.
وأكّد جويل مونتالبانو، مدير برنامج محطة الفضاء الدولية التابعة لناسا، خلال مؤتمر صحافي قبل أيام "أن مارك سيعود إلى المنزل على متن سويوز". وقال: "نحن على اتصال بزملائنا الروس وليس هناك غموض في ذلك".
العقوبات طالت الفضاء
ودفع الهجوم الروسي على أوكرانيا الولايات المتحدة ودولًا أخرى إلى فرض عقوبات اقتصادية جديدة على روسيا. وقد شجبت روسيا ووكالة الفضاء الفيدرالية التابعة لها، "روسكوزموس"، تلك العقوبات وانسحبت من عدة شراكات طويلة الأمد ردًا على ذلك.
فقد أعلنت "روسكوزموس" أواخر الشهر الماضي أنها أوقفت إطلاق صواريخ "سويوز" روسية الصنع من ميناء الفضاء الأوروبي في غيانا الفرنسية.
وفي أوائل مارس/ آذر الجاري، قالت الوكالة إنها لن تبيع محركات الصواريخ الروسية لشركات أميركية. وأعلن رئيس وكالة الفضاء الروسية دمتري روغوزين أن موسكو لن تزود الولايات المتحدة بعد الآن بمحركات للصواريخ الأميركية "أطلس" و"أنتاريس". وقال: "لندعهم يحلقون في الفضاء على مكانس".
العقوبات تهدد المحطة الدولية
وكان روغوزين قد أعلن السبت الماضي أن العقوبات الغربية المفروضة على روسيا قد تسبب سقوط محطة الفضاء الدولية، مطالبًا برفع هذه الإجراءات.
وقال روغوزين: إن "العقوبات ستؤدي إلى اضطراب تشغيل مركبات الفضاء الروسية التي تزود محطة الفضاء الدولية مما يؤثر على الجزء الروسي من المحطة الذي يسمح خصوصًا بتصحيح مدار البنية المدارية".
ونشر رئيس "روسكوزموس" خريطة للعالم تظهر المكان المحتمل لسقوط المحطة، مؤكدًا أن روسيا آمنة إلى حد كبير. وأضاف: "لكن سكان البلدان الأخرى"، الذين وصفهم بــ"كلاب البحر"، "يجب أن يفكروا في ثمن العقوبات ضد روسكوزموس". ووصف الذين فرضوا الإجراءات الانتقامية بـ"المجانين".
ودفع ذلك بمخاوف حول برنامج محطة الفضاء الدولية، التي تعتبر روسيا شريكًا رئيسيًا ومؤسسًا فيها. لكن مونتالبانو قال: "إن المختبر المداري يعمل كالمعتاد على الرغم من المشكلات على الأرض".
كما اعتبر أن الهجوم الروسي لم يضر بالمعنويات أو الاحتراف بين رواد الفضاء السبعة الذين يعيشون حاليًا في المحطة، وهم أربعة أميركيين وروسيان وألماني.