تُعد رواية "الحرب والجسد"، الصادرة عن دار "العين للنشر" العمل الأول لعماد مفرح مصطفى الكاتب السوري المقيم في فرنسا.
وتدور أحداث الرواية حول حياة راوٍ كاره للقراءة والكتابة، عانى في صغره من التأتأة والتلعثم في الكلام، وفقد صوته مع أول طلقة أطلقت في الحرب السورية، ثم وجد نفسه داخل نص كبير للألم والخراب بعد أن أجبر على إعادة صياغة رواية كاملة كتبها سواه، رواية تتحول إلى طوق نجاة ولعنة في الوقت ذاته.
وحول فصول الرواية، يوضح الكاتب عماد مصطفى أن الموت في الرواية يأتي من سياقات رمزية كما في أغلب الروايات، مما يعني نهاية مرحلة وبداية أخرى.
ويقول في حديث إلى "العربي": إن "الحرب والجسد" ليست رواية عن الموت بقدر ما هي رواية عن الحياة، لأن الحياة هي التي تبقى بين خياري الكتابة والموت بالنسبة لبطل الرواية بهدف الخلاص من كابوس الحرب.
رواية تُجسد معاناة السوريين
ويشير مصطفى إلى أن مسألة الإجبار على الكتابة هي مسألة الإجبار على الاستمرار في الحياة وإعادة صياغتها بما تتناسب مع قيم وأفكار بطل الرواية.
وعن شخصية بطل الرواية، يشير إلى أن الهدف من اختيار شخصية تعاني من التأتأة، فُرضت عليه لأن الجميع يتلعثم أمام الحرب في سوريا، لافتًا إلى أن الجميع عاجز عن إيجاد مخرج للبؤس الذي يعاني منه الكثير في البلاد.
ويشدد على أن "المتلعثمين" ينتمون إلى الفئات المهمشة في المجتمع، ويعيشون بمشاعر معقدة، مضيفًا أن اختياره لشخصية "المتلعثم" جاءت لأسباب سياسة وفكرية.
وعن رمزية الأماكن والهروب من مكان إلى مكان في الرواية، يوضح أن الرواية تتحدث عن الحرب السورية، وأن كل الجغرافيا التي تنقل فيها البطل هي سوريا، لإيصال رسالة إلى أن مصير ومستقبل السوريين هو واحد على الرغم من كل الاختلافات.