عاقبت محكمة أوكرانية، اليوم الثلاثاء، جنديين روسيين أسيرين بالسجن 11 عامًا ونصف، بتهمة قصف بلدتين في منطقة خاركيف شمالي شرق أوكرانيا، في حكم هو الثاني من نوعه يرتبط بقضية جرائم الحرب التي تنظر فيها كييف منذ بدء الهجوم الروسي في فبراير/ شباط.
فقد أفادت النيابة العامة في أوكرانيا على تطبيق "تلغرام" أن ألكسندر بوبيكين وألكسندر إيفانوف، أدينا بـ"انتهاك قوانين الحرب وأعرافها"، في ختام محاكمة بدأت منتصف مايو/ أيار قرب مدينة بولتافا.
وكان الجنديان بوبيكين ويفانوف قد أقرا بالذنب في الأسبوع الماضي، واستمعا إلى الحكم اليوم وقوفًا في قفص اتهام من الزجاج المقوى بمحكمة كوتيليفسكا الجزئية بوسط أوكرانيا.
وقال القاضي إيفخين بوليبوك: "ثبتت التهمة على بوبيكين وإيفانوف ثبوتًا تامًا".
فقد اعترف الجنديان الأسبوع الماضي بأنهما كانا ضمن وحدة مدفعية من طراز "غراد" أطلقت صواريخ متعددة على أهداف في منطقة خاركيف الأوكرانية من منطقة بيلجورود في روسيا، في اليوم الأول من الهجوم.
بدوره، أشار الادعاء إلى أن هذا القصف دمر منشأة تعليمية في بلدة ديرهاتشي لكن لم يوقع ضحايا، واستهدف أيضًا "بنى تحتية حيوية ومباني سكنية" في قريتي كوزاتشيا لوبان وفيتيرينارني بخاركيف.
وتم أسر الجنديين الروسيين بعد أن عبرا الحدود وواصلا القصف، حيث دمر الجيش الأوكراني سلاحهم.
وعليه، طلب الادعاء معاقبة الجنديين بالسجن 12 عامًا بينما التمس الدفاع الرأفة بهما قائلًا إنهما نفذا أوامر قادتهما وإنهما أبديا الندم على ما فعلا.
التحقيقات في جرائم حرب
يذكر أن هذه المحاكمة هي الثانية من نوعها، بعد أن عاقبت محكمة في كييف يوم 23 مايو/ أيار، أول جندي روسي يحاكم بارتكاب جريمة حرب منذ بدء الهجوم الروسي.
والجندي اسمه فاديم شيشيمارين ويبلغ من العمر 21 عامًا، حكم عليه بالسجن مدى الحياة لقتله مدنيًا أعزل.
في السياق أعلنت المدعية العامة الأوكرانية إيرينا فينيديكتوفا، أمس الإثنين، فتح أول قضية اغتصاب ارتكبه جنود روس، حيث يتهم العسكري بقتل مدني واغتصاب زوجته أثناء احتلال بلدة بروفاري قرب كييف. إنما أوضحت فينيديكتوفا أنه لم يُقبض على المتهم و"يتم البحث عنه حاليًا".
كذلك تحقق النيابة مع جنديين روسيين آخرين متهمين بتعذيب مدنيين في تشيرنيهيف شمالي أوكرانيا.
كما كشفت المدعية العامة الأوكرانية، فتح القضاء 5 آلاف و600 تحقيق في جرائم حرب مزعومة منذ بداية الهجوم الروسي.
حول هذا الأمر أشار الباحث السياسي عاطف عبد الجواد لـ"العربي"، إلى أن ما تقوم به المدعية الأوكرانية هو الخطوة الأولى التي تتمثل بتحديد جرائم الحرب والتحقيق بها.
لكنه في الوقت عينه، لفت إلى أن هناك عقبات كبيرة أمام مسار العدالة بشأن جرائم الحرب أبرزها آليات المحاكمة، فوفق عبد الجواد: "محكمة الجنايات الدولية لا تعترف بها كل من روسيا وأوكرانيا وأميركا".