قررت الحكومة المصرية إزالة عدد من المقابر بمنطقة "السيدة عائشة" التاريخية بالقاهرة القديمة. وسيتم نقلها بما تحتويه من رفات إلى أماكن بديلة بحجة إنشاء جسر جديد. وكانت الحكومة أزالت من المنطقة نفسها نحو 50 عقارًا مشغولاً وسيتم نقل سكانها إلى عقارات بديلة في حي "الأسمرات".
وقال الدكتور بسام الشماع، أستاذ علم المصريات، إن المقابر ذات طابع حضاري فني وتحتوي على رسومات، وتصميمات إسلامية تاريخية، مشيرًا إلى أنّه تم هدمها وتدميرها بحجة التطوير، وتوسيع الطرق.
ويثير قرار إزالة المقابر جدلًا واسعًا كون عملية الهدم تدخل في إطار القاهرة التاريخية، المصنفة تراثًا عالميًا بحسب منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو"، والمسجلة منطقة حماية ذات طراز معماري بحسب القوانين المحلية.
وكانت الحكومة المصرية قررت هدم أقدم حدائق مدينة "المنصورة" في محافظة الدقهلية، بهدف إنشاء مشروع سكني باسم "تحيا مصر المنصورة".
ويعتبر الصحافي محمود عناني، في حديث إلى "التلفزيون العربي"، أن قرار الهدم يأتي في إطار قصر النظر الذي تعاني منه الدولة المصرية، لا سيّما أن البلاد تملك مساحات شاسعة للمشاريع دون الحاجة للمس بالأحياء التاريخية.
ويشدّد على أن تلك الأحياء جديرة بمشاريع ترميم لما تمثل من قيمة تاريخية، كما أن أولوية التطوير والبناء يجب أن تكون لصالح المناطق المحرومة.
