جددت جماعة الحوثي في اليمن التأكيد على تمسكها بشروطها في تمديد الهدنة قبل الدخول في أي عملية سلام قادمة.
يأتي ذلك بعد اتهام المبعوث الأميركي إلى اليمن للجماعة بعرقلة تمديد الهدنة، حيث أكد تيموثي ليندركينغ أن مطالب الحوثيين خلال الجزء الأخير من الصيف الماضي كانت السبب الأساسي في عدم تجديد الهدنة في اليمن.
وشدد في حديث إلى "العربي" على ضرورة إعادة هذه الهدنة إلى مسارها، معتبرًا أن قواعدها لا تزال موجودة رغم أن مدتها انتهت منذ فترة.
وفي هذا الإطار، اعتبر عضو الهيئة الاستشارية لمركز المخا للدراسات ياسين التميمي أن الحكومة لا تمتلك الكثير من الخيارات لمواجهة هذا الوضع، لافتًا إلى أنها وضعت أمام تحد صعب يتمثل في عدم قدرتها على تصدير النفط بسبب التهديدات الحوثية.
"لا ردة فعل من الحكومة"
وشدد في حديث إلى "العربي" من اسطنبول على أهمية وجود ردة فعل من الحكومة تجاه هذا الوضع، إلا أنه رأى أن هذا الأمر لا يحصل.
وقال إن الحوثيين يوجهون تهديداتهم دائمًا باتجاه التحالف وكأنهم لا يرون الحكومة طرفًا متكافئًا ولا يريدون حتى التفاهم معها.
وأضاف أن الجماعة تدرك الثغرات التي يمكن أن تستفيد منها بشكل جيد من خلال معاودة تهديد التحالف في عمقه عبر إطلاق الصواريخ والطائرت المسيرة؛ الأمر الذي يدفع الأطراف الدولية والإقليمية إلى الإسراع لإرضاء الحوثيين والتوصل إلى تفاهمات معهم.
"التحالف ليس بوارد التصعيد"
إلا أن التميمي رأى أن السقف الذي أراد الحوثيون الوصول إليه بات حتى محل انزعاج من المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ الذي دائمًا ما يظهر موقفًا محايدًا حتى في تصريحاته.
واعتبر أن "هناك قبولًا بفكرة الوصول إلى تلبية مستوى ما من المطالب الحوثية والتي تلقتها الجماعة كضمانات من الجانب الأميركي، رغم التصريحات التي تظهر من حين إلى آخر من جانب المبعوث الأميركي إلى اليمن".
التميمي أشار إلى أن التحالف ليس بوارد التصعيد على المستوى العسكري، مرجحًا أن تذهب مختلف الأطراف إلى التهدئة وإنضاج تسوية ما قد تلقى قبول الحوثيين.
وأكد أن التحالف يتحكم بالقرار العسكري والسياسي، وبالتالي فإن الحكومة ستكون تابعة لتوجهاته.
