يعيش سكان قطاع غزة مأساة مختلفة الأوجه، فتكاد المعاناة مع التشرد والجوع وقلة الموارد لا تنتهي، لتضاف إليها معاناة من استشهد أفراد من عائلته أو طمروا تحت الأنقاض أو اعتقلوا وبات مصيرهم مجهولًا.
وفي شهادة مؤثرة، يروي الطفل صلاح الدين داوود ابن الأسير محمد داوود الذي اعتقله الاحتلال قبل شهرين لدى اقتحامه مدرسة فلسطين في غزة، معاناته بغياب والده.
ويقول صلاح الدين: "اعتقلوا كثيرين وأخذوا ناسًا لا ذنب لها". ويضيف بنبرة تأثر: "الحياة دون أب صعبة"، "يجب أن نرى والدنا نحن نفتقده".
ويشير إلى أن سنه صغير وهو يحمي أمه وإخوته الصغار. ويتابع: "أذهب إلى السوق وأحضر الأغراض والماء وأنتبه لأهلي".
ويضيف: "أشعر بمسؤولية أكبر من سني"، متمنيًا "أن تتوقف الحرب وأن يعود المعتقلون إلى ذويهم وأن يعود النازحون جنوب القطاع إلى شماله وأن يجتمع الأهل".
وفي ظل العدوان المستمر على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، اعتقلت قوات الاحتلال عددًا كبيرًا من الغزيين. وقد بلغ عدد ضحايا العدوان 28858 شهيدًا غالبيتهم من النساء والأطفال، بحسب وزارة الصحة في غزة التي أفادت بأن حصيلة الجرحى بلغت 68667 شخصًا.