الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

الخطر يتمدّد.. هكذا يستطيع الذكاء الاصطناعي "سرقة" بياناتك الشخصية

الخطر يتمدّد.. هكذا يستطيع الذكاء الاصطناعي "سرقة" بياناتك الشخصية

شارك القصة

فقرة ضمن "العربي اليوم" تسلط الضوء على قدرة الذكاء الاصطناعي على سرقة كلمات المرور والبيانات الشخصية للأفراد (الصورة: غيتي)
تشكل قدرة الذكاء الاصطناعي على سرقة كلمات المرور للأفراد دليلًا آخر على أنّ تطور هذه التكنولوجيا يشكل تهديدًا حقيقيًا لخصوصية الأفراد وبياناتهم.

أصبح بإمكان الذكاء الاصطناعي سرقة كلمات المرور والبيانات الشخصية للأفراد. لعلّ هذا الخبر "غير المفرح" يُضاف إلى سلسلة العوامل التي تجعل من هذا الاختراع البشري "مصدر قلق" حقيقي للكثيرين، وسط تحذيرات مستمرّة.

لكن كيف تمّ الوصول إلى هذا الاستنتاج فعليًا؟ وكيف يستطيع الذكاء الاصطناعي "سرقة" بياناتك الشخصية؟

بحسب مقال لصحيفة "The Times" البريطانية، درّب باحثون نموذج ذكاء اصطناعي عن طريق الضغط على كل المفاتيح الـ66 في جهاز "MacBook Pro" من "Apple". وأعادوا التجربة 25 مرّة مع تسجيل أصواتها، وأدخلوا هذه المعلومات بعد ذلك إلى الذكاء الاصطناعي.

بعد ذلك وضع الباحثون جهاز "iPhone" بعد إضافة أصوات عشوائية على بعد 17 سنتيمترًا من جهاز الـ"Macbook" نفسه لتسجيل ما يكتبه أحدهم، فتمكّنوا من معرفة محتوى هذه الكتابة بدقّة وصلت نسبتها إلى 95%.

كيف يمكن "منع" الذكاء الاصطناعي من "سرقة" بياناتنا؟

وأوضح الدكتور إحسان توريني، وهو أحد القائمين بالدراسة، وهو من مركز الأمن السيبراني بجامعة ساري، أنّ كلّ مفتاح له صوت فريد، ويمكن أخذ بصمته لاستنتاج ما يُضغَط عليه.

واقترح توريني أن تدرس شركة "أبل" إضافة أصوات عشوائية في ضغطات المفاتيح لإحباط الهجمات على أجهزة الناس وبياناتهم.

وأثبت نجاح الباحثين في هذه التجربة إلى حدّ كبير، أنّ أيّ شخص يستخدم حاسوبه المحمول في مكان ما، سيكون عرضة لهجمات إلكترونية من المجرمين أو الجواسيس، وبهذا، برهن على أنّ تطور تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وانتشار الميكروفونات في حياتنا الرقمية يشكّلان تهديدًا لخصوصية الأفراد وبياناتهم.

ويُعَدّ هذا أحد أكبر التحديات التي تواجه شركات الذكاء الاصطناعي ما جعل الباحثين في مجال الأمن السيبراني ينادون بابتكار منصّة صارمة لاحتواء نماذج التعلم الآلي، وينصحون في الوقت الحالي باستخدام منظّم لكلمات المرور واستخدام برامج تغيير أصوات ضغطات المفاتيح لتفادي عمليات الاختراق.

الذكاء الاصطناعي يضعنا في "ورطة حقيقية"

ويوضح أستاذ هندسة وأمن الشبكات في جامعة سان هوزيه الحكومية أحمد بانافع أنّ هذه الطريقة كانت في السابق تتمّ عن طريق برنامج يوضع في الحاسوب أو اللابتوب بحيث يقرأ ضغط الأزرار، لكنّ هذا الأمر لم يعد ضروريًا، وليس من المطلوب أن تكون داخل البرنامج.

ويحذّر في حديث إلى "العربي"، من كاليفورنيا، من أنّ الذكاء الاصطناعي قد يكون قادرًا بالطريقة نفسها على الدخول إلى الفنادق والبنوك وغيرها لو دُرّب عليها، لكون لوحة المفاتيح في كلّ هذه المراكز لها ترددات محدّدة ومعروفة.

ويعتبر أنّ الاقتراحات التي وردت جيّدة للتشويش على التردّدات التي ترسلها ضغطات المفاتيح، إضافة إلى استخدام منظّم لكلمات السر وعدم استخدامها بالمستوى نفسه، كما يدعو لاعتماد الـBiometrics على غرار البصمة أو الوجه، باعتبار أنّ هذه الأمور لا يستطيع الذكاء الاصطناعي أن يصل إليها.

ويتحدّث بانافع عن "ورطة حقيقية" اليوم، ولا سيما أنّ مسألة "تقييد" الذكاء الاصطناعي باتت صعبة جدًا، في حين يكتشف المستخدمون أخطاره شيئًا فشيئًا، وباتت العملية "ردة فعل" لتفادي هذه المخاطر، أو التقليل منها، وليس استباقه ومنع خطره بشكل أو بآخر.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
تغطية خاصة
Close