أصيب عشرات الفلسطينيين اليوم الجمعة بالرصاص الحي والمطاطي خلال المسيرات الأسبوعية المناهضة للاستيطان في الضفة الغربية، فيما ودعت مدينة الخليل الشهيد محمد جوابرة في مخيم العروب.
ففي رام الله أصيب 6 مواطنين بعيارات مطاطية، خلال قمع الاحتلال مسيرة ضد بؤرة استيطانية على أراضي قرية رمون شرقي المدينة.
وأفاد مراسل "العربي" من رام الله، بأن عشرات المستوطنين المسلحين منعوا الفلسطينيين من الوصول إلى أراضيهم واتصلوا بجيش الاحتلال الإسرائيلي الذي وصل إلى المنطقة.
وأوضح أن مستوطنًا قام بالاستيلاء على منطقة جبلية كاملة، فيما يقول أهالي القرية إن المستوطن يعتمد على سياسة الاستيطان الرعوي أي أينما تصل أغنامه يضع حدوده.
وفي سياق متصل، أصيب 6 مواطنين بأعيرة نارية خلال مسيرة انطلقت من باب الزاوية في الخليل، في ذكرى مجزرة “المسجد الإبراهيمي” التي تصادف يوم غد، السبت.
تغطية صحفية: "مسيرة تنطلق باتجاه باب الزاوية بالخليل في ذكرى مجزرة المسجد الإبراهيمي". pic.twitter.com/kYUdWN52v5
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) February 24, 2023
كما اعتدت قوات الاحتلال على المصلين في منطقة باب الأسباط واعتقلت شابًا أثناء الخروج من الصلاة بالمسجد الأقصى.
تشييع الشهيد جوابرة
في غضون ذلك، شيع مئات الفلسطينيين في مخيم العروب شمالي الخليل اليوم الجمعة، جثمان الشهيد الملازم في جهاز الشرطة محمد إسماعيل جوابرة (22 عامًا)، في مراسم عسكرية مهيبة.
وانطلق موكب تشييع محمد جوابرة (22 عامًا)، من المستشفى الأهلي بمدينة الخليل إلى مسقط رأسه مخيم العروب شمالي المدينة، حيث ووري جثمانه الثرى.
وكان جوابرة، أصيب برصاص قناصة الاحتلال في رأسه، أثناء مساعدته لجيرانه بالقرب من منزله في المخيم، نُقل إثرها إلى المستشفى الأهلي بالخليل، حيث أعلن الأطباء فجر اليوم استشهاده متأثرًا بإصابته.
وباستشهاد الشاب جوابرة، يرتفع عدد الشهداء الذين قضوا منذ بداية العام الجاري برصاص جيش الاحتلال والمستوطنين إلى 65 شهيدًا، بينهم 4 برصاص المستوطنين، و13 طفلًا، وأربعة مسنين، وأسير في سجون الاحتلال.
وفي سياق متصل، أقامت مساجد فلسطين، عقب صلاة الجمعة، صلاة الغائب على أرواح شهداء مجزرة نابلس الذين قضوا الأربعاء الماضي بنيران قوات الاحتلال الإسرائيلي، وشهداء فلسطين كافة.
والخميس، عَمَّ الأراضي الفلسطينية إضراب شامل غداة قتل الجيش الإسرائيلي 11 فلسطينيًا وإصابة العشرات بالرصاص الحي خلال اقتحامه مدينة نابلس.
مستوطنون يقيمون مقبرة على أراضي بلدة كفر الديك
وفي سياق الاعتداءات الإسرائيلية، أقام مستوطنون، اليوم الجمعة، مقبرة على أراضي بلدة كفر الديك غرب سلفيت شمال الضفة.
وأفاد رئيس بلدية كفر الديك محمد ناجي بأن مستوطنين من مستوطنة "إيلي زهاف" المقامة على أراضي البلدة، استولوا على مساحة من أراضي المواطنين في المنطقة الشمالية من البلدة وتعرف بمنطقة بلاط ركوبا (خلة القمح)، وقاموا بتسييجها واستحدثوا مقبرة لدفن موتاهم فيها.
مراسل وكالة سند للأنباء: مستوطنون يشرعون ببناء مقبرة في أراضي كفر الديك غرب #سلفيت. pic.twitter.com/XEj7xFFRLM
— وكالة سند للأنباء - Snd News Agency (@snadps) February 24, 2023
وأضاف ناجي أن المنطقة تتعرض بشكل يومي لاعتداءات المستوطنين المتمثلة باقتلاع أشجار الزيتون وتجريف مساحات واسعة من الأراضي، لصالح التوسع الاستيطاني.
"توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني"
سياسيًا، أقر اجتماع عربي طارئ، بالقاهرة، بالإجماع طلب "توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني"، ودعا إلى "تشكيل آلية عملية وفعالة للتنفيذ"، رافضًا التصعيد الإسرائيلي الأخير.
جاء ذلك في اجتماع طارئ لمجلس جامعة الدول العربية مساء الخميس، على مستوى المندوبين، بناء على طلب فلسطين، بعد تطورات الأوضاع في نابلس شمالي الضفة الغربية.
وجاء القرار بعنوان "التحرك العربي والدولي لمواجهة العدوان الإسرائيلي الغاشم على مدينة نابلس وعموم الأرض الفلسطينية المحتلة وطلب توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني"، بحسب بيان للجامعة نقلته وكالة الأنباء المصرية.
وتمت الموافقة على "القرار من جانب جميع الدول العربية (22 دولة باستثناء سوريا المجمدة عضويتها)".
ويشمل القرار "إدانة مجلس الجامعة على مستوى المندوبين للجرائم الإسرائيلية واسعة النطاق ضد الشعب الفلسطيني (..) بما فيها العدوان الإسرائيلي الغاشم على مدينة نابلس".
وطالب مجلس الجامعة العربية، "مجلس الأمن باتخاذ إجراءات فورية فعالة وكفيلة بوقف جميع جرائم وانتهاكات وممارسات إسرائيل".
وأكد المجلس على "حق الشعب الفلسطيني في ممارسة كافة أشكال النضال ضد الاحتلال وفقًا لأحكام القانون الدولي بما في ذلك المقاومة الشعبية السلمية، وتسخير الطاقات العربية الممكنة لدعمها".
وطالب المجلس، "المجتمع الدولي بتنفيذ القرارات ذات الصلة بحماية المدنيين الفلسطينيين، لاسيما قراري مجلس الأمن رقم 904 (1994) ورقم 605 (1987)، وقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة حول حماية المدنيين الفلسطينيين رقم 20 /10 RES/ES (201)".
وحث المجلس "دول ومؤسسات المجتمع الدولي للمشاركة في حماية المدنيين الفلسطينيين وتشكيل آلية عملية وفعالة لتنفيذ ما جاء في قرار الجمعية العامة وتقرير السكرتير العام للأمم المتحدة، والذي تضمن خيارات قابلة للتطبيق لحماية المدنيين الفلسطينيين"، دون ذكر تلك الخيارات.
وعقب الاجتماع، صرح الأمين العام المساعد للجامعة، حسام زكي، بأن "الاجتماع اعتمد مطلبًا رئيسيًا وهو توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني في ظل انتهاكات إسرائيل وآخرها ما ارتكبته في نابلس".
وأشار إلى أن "مشروع القرار طالب به الجانب الفلسطيني، وتمت الموافقة عليه بالإجماع"، دون توضيح الخطوة التالية لتنفيذ تلك الحماية الدولية.
والأربعاء طلبت فلسطين عقد اجتماعات طارئة لكل من مجلس الأمن الدولي وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، لتوفير "الحماية الدولية" لفلسطين، وسط إدانات عربية واسعة للاقتحام الإسرائيلي لنابلس.