هدّد الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله الجمعة، الولايات المتحدة التي حمّلها "المسؤولية الكاملة" عن العدوان الإسرائيلي في غزة، قائلًا: "أساطيلكم لن تخيفنا".
وفي أول كلمة له منذ بدء العدوان، دعا نصر الله أمام عشرات الآلاف من مناصريه، الأميركيين إلى "وقف العدوان على غزة"، مشيرًا إلى أن "من يريد أن يمنع حربًا إقليمية يجب أن يسارع إلى وقف العدوان على غزة".
وأضاف: "أساطيلكم في البحر الأبيض المتوسط لا تخيفنا ولن تخيفنا في يوم من الأيام. أساطيلكم التي تهددونا بها أعددنا لها عدتها أيضًا".
احتمالية التصعيد على الجبهة اللبنانية
من جهة أخرى، أكد نصر الله أن "تطور الأمور في الجبهة الشمالية مرتبط بمسار وتطور الأحداث في غزة وسلوك العدو الصهيوني تجاه لبنان".
وحذر الأمين العام لحزب الله الاحتلال الإسرائيلي "من بعض التمادي الذي طال بعض المدنيين وهذا سيعيدنا إلى قاعدة المدني مقابل المدني".
وأضاف: "بكل شفافية ووضوح أقول إن كل الاحتمالات في جبهتنا اللبنانية مفتوحة وإن كل الخيارات مطروحة وقد نذهب إليها في أي وقت من الأوقات".
وقال: "إن ما نقوم به على الحدود اللبنانية قد يبدو للبعض متواضعًا لكنه كبير جدًا".
وتابع قائلًا: "حزب الله يقوم بالتصعيد يومًا بعد يوم مما يجبر إسرائيل على إبقاء قواتها بالقرب من الحدود اللبنانية بدلًا من قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة".
وإذ شدد على أنه "يجب أن نكون جميعًا جاهزين وحاضرين لكل الاحتمالات"، قال: "أمر الجبهة اللبنانية وتصعدها وتطورها مرهون بأحد أمرين، الأول مسار وتطور الأحداث في غزة والأمر الثاني هو سلوك العدو الصهيوني في لبنان".
كما أكد نصر الله على أن إسرائيل سترتكب "أكبر حماقة في تاريخها" إذا أقدمت على عملية استباقية ضد لبنان.
نصر الله: حزب الله في المعركة منذ 8 أكتوبر
وأعلن نصر الله الجمعة أن الحزب دخل معركة "طوفان الأقصى" في 8 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أي بعد يوم من انطلاقها في غزة، مؤكدًا أنه "لن يتم الاكتفاء بما يجري على الحدود".
وأضاف في كلمة متلفزة، الجمعة، أن قرار "طوفان الأقصى فلسطيني 100%، وأخفيت عن الجميع"، لافتًا إلى أنها معركة "لا غبار عليها على المستويين الأخلاقي والشرعي".
وأوضح أن "العملية أصبحت ممتدة في أكثر من جبهة وأكثر من ساحة".
وفي 7 أكتوبر/ تشرين الأول، أطلقت كتائب القسام "معركة طوفان الأقصى"، ردًا على اعتداءات قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني.
زلزال عسكري في إسرائيل
وأكد الأمين العام لحزب الله أن معركة "طوفان الأقصى" أحدثت زلزالًا عسكريًا وسياسيًا ومعنويًا في إسرائيل.
و قال نصر الله: إن "السرية المطلقة لعملية طوفان الأقصى ضمنت نجاحها الباهر، وإن إخفاءها لم يزعج أحدًا في محور المقاومة على الإطلاق".
وأضاف أن "البعض يقول إنني سأعلن اليوم عن الدخول إلى المعركة، نحن دخلنا المعركة منذ 8 تشرين الأول. بدأت المقاومة الإسلامية بعملياتها في ثاني يوم طوفان الأقصى ولم يكن لنا علم مسبق بالعملية".
وتابع: "يوم السبت (7 أكتوبر) علمنا بالعملية مثلنا مثل كل العالم، وانتقلنا سريعًا من مرحلة إلى مرحلة، وثاني يوم بدأت العمليات في منطقة مزارع شبعا وتلال كفر شوبا وبعدها امتدت إلى كامل الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة".
"مرحلة جديدة في المنطقة"
ورأى نصر الله أن أن المعركة في غزة والضفة الغربية المحتلة وفي كل الجبهات أسست لمرحلة جديدة في المنطقة.
وفيما أوضح أن "السرعة الأميركية لاحتضان ودعم إسرائيل كشفت ضعف هذا الكيان"، مشيرًا إلى أن "إيران تدعم وتساند حركات المقاومة علنًا، ولكنها لا تمارس أي وصاية عليها".
وقال: إن "أميركا هي المسؤولة بالكامل عما يحدث في غزة، أميركا هي التي تمنع وقف إطلاق النار في غزة".
نصر الله الذي شدد على ضرورة "أن يفهم العدو أن القرار لدى حركات المقاومة هو لدى قياداتها"، لفت إلى أن "حركات محور المقاومة لم تنزعج من سرية عملية طوفان الأقصى".
وقال نصر الله: إن "الأوضاع في فلسطين كانت قاسية جدًا خلال السنوات الأخيرة وخصوصًا مع هذه الحكومة المتطرفة والغبية"، مشيرًا إلى أنه "كان لا بد من حدث كبير يهز هذا الكيان الغاصب وداعميه ويطرح قضية فلسطين مجددًا".
وفي أول كلمة يلقيها منذ اندلاع العداون الإسرائيلي على غزة، شكر نصر الله الجماعات التي شاركت في القتال ضد إسرائيل في اليمن والعراق.