الدبيبة بالذكرى الـ81 لتأسيس الجيش الليبي: هذه المؤسسة لا يمكن نسبها لأحد
أكد رئيس الحكومة الليبية عبدالحميد الدبيبة، أن مؤسسة الجيش الليبي لا يمكن أن تُنسب لأحد مهما كانت صفته.
وقال بمناسبة الذكرى الـ81 لتأسيس الجيش الليبي: إن مهمة المؤسسة العسكرية هي "حماية ليبيا والحفاظ على سيادتها دون أي ولاءات". واعتبر أن من يتخذ من الحرب وسيلة يقدم مصالحه الشخصية على مصالح الوطن.
وتأتي تصريحات الدبيبة بعد يوم من كلمة للواء المتقاعد خليفة حفتر، قال فيها: إن القوات التابعة له لن تخضع لأي سلطة باسم المدنية أو غيرها.
ترقب للاستحقاقين الانتخابيين
إلى ذلك، يترقب الليبيون تنفيذ الاستحقاقين الانتخابيين: الرئاسي والنيابي نهاية ديسمبر/ كانون الأول المقبل، باعتبارهما نقطة انطلاق جديدة نحو استقرار دائم للبلاد، التي تشهد أوضاعًا سياسية وأمنية غير مستقرة منذ أكثر من 7 سنوات.
لكن عوائق عدة تقف أمام إجراء الانتخابات؛ أهمها وجود المرتزقة والقوات الأجنبية في ليبيا.
وتقدّر الأمم المتحدة انتشار نحو 20 ألف مقاتل أجنبي في ليبيا، غالبيتهم مقاتلون سوريون شاركوا في دعم حكومة الوفاق السابقة إبان الحرب في العاصمة طرابلس، فضلًا عن وجود مقاتلين إفريقيين وروس تابعين لشركات خاصة.
وملف وجود المرتزقة والقوات الأجنبية في ليبيا بات، رغم اتفاق جنيف ومؤتمر برلين 2، في صدارة الأحداث بعد تأكيدات تركية بالإبقاء على قواتها في ليبيا، وهو أمر تراه بعض الأطراف السياسية موجهًا للمجتمع الدولي.
وعلى الطرف الشرقي الآخر من البلاد، يجدد خليفة حفتر رفضه الوجود الأجنبي.
"تطور جديد على مسار الأزمة"
ويرى مراسل "العربي" أن تصريحات الدبيبة الأخيرة تطور جديد على مسار الأزمة الليبية، لافتًا إلى أنها جاءت بعد جملة من الانتقادات طالت حكومته وشخصه، لا سيما وأنه وزير الدفاع إلى جانب رئاسة الحكومة.
ويعتبر المراسل أن ما حصل اليوم سيؤثر على مسار خارطة الطريق المتعثرة، التي لم يصل الفرقاء فيها إلى تحديد قاعدة دستورية لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في ديسمبر، وكذلك المسار العسكري.
وفيما يشير إلى أنه من المنتظر أن تقوم لجنة التوافقات يوم غد بتقديم مقترحاتها إلى أعضاء ملتقى الحوار لاختيار واحد من بينها؛ يقول: لا أحد يعلم إن كان سيتم الاتفاق على ذلك أم لا.
ويوضح بشأن المسار العسكري، الذي حقق بعض الإنجازات؛ من أبرزها مسألة فتح الطريق الساحلي، أن إخراج القوات الأجنبية والمرتزقة يظل من أهم الملفات وأبرزها، إلى جانب ملف توحيد مؤسسة الجيش.
ويخلص إلى أن تصريحات الدبيبة وحفتر ستلقي بظلالها على المسار العسكري تحديدًا، ولا أحد يعلم إن كانت اللجنة العسكرية 5+5 ستستمر في الاجتماعات خلال الفترة المقبلة، وما إذا كانت ستعمل على حلحلة الملفات العالقة.
اجتماع على الحدود مع مصر
ويتوقف عند وصول حفتر ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح إلى منطقة العلمين على الحدود الليبية ـ المصرية للقاء رئيس المخابرات المصري إلى جانب المبعوث الأميركي، متحدثًا عن وصول طائرة إماراتية تحمل طرفًا لم تُعرف هويته.
ويضيف: "هناك من أشار إلى أن هذا الاجتماع ربما يحضّر لمرحلة أخرى، فهل ستكون بمثابة تصعيد عسكري. لا أحد يعلم. لكن هناك من يقول إن اللقاء اشتمل على تحذيرات أميركية لعقيلة وحفتر بعدم تجاوز الخطوط الحمراء فيما يتعلق بخارطة الطريق، وضرورة الانصياع لها والسير قدمًا نحو الانتخابات الرئاسية والبرلمانية".
ويردف بأن "هناك أيضًا من يعيد الأزمة إلى مربعها الأول، أي بإثارة التصعيد العسكري من جديد"، لافتًا إلى أن الساعات المقبلة حاسمة بانتظار صدور بيان هام لرئيس المجلس الرئاسي، وكذلك مسار القاعدة الدستورية.