في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية على لبنان، تظهر مستودعات مراكز الدفاع المدني اللبناني في حالة صعبة للغاية، فخوذ الرأس معظمها صدئة وخراطيم إطفاء مياه وأحذية بالية لمقاومة الحرارة وأنابيب إطفاء شارفت صلاحيتها على الانتهاء.
لكن وسام القبيسي كغيره من المتطوعين في طواقم الإسعاف والإنقاذ في لبنان يواصل عمله رغم المخاطر الناتجة عن المهمات في ظل النقص الحاد بالمعدات والتجهيزات.
ويقول: "الهمة عالية والنخوة كذلك ودائمًا حين نطلب عناصر يلبون فورًا لكن يبقى النقص في الجرافات والآليات المستخدمة في عمليات الردم المعضلة الأبرز".
وشهد الدفاع المدني اللبناني مؤخرًا التحاق كثير من المتطوعين، معظمهم يعمل مجانًا لإنقاذ الأرواح لأن دوافعهم إنسانية فقط.
استهداف طواقم الإسعاف
بدورها، توضح المتطوعة في الدفاع المدني آية وهبة أنها من الممكن أن تشارك في مهمة تُصادف خلالها إنقاذ أمها أو والدها وخالتها وأختها وجيرانها ورفقاها. ولهذا تقول إن عليها أن تكون قوية لأن ما يمكن أن يصيب الآخرين يمكن أن يحصل مع عائلتها.
ولم تكن طواقم الإسعاف في منأى عن الاعتداءات الإسرائيلية، فمنذ اندلاع الحرب الموسعة على لبنان تكرّرت التحذيرات لسيارات الإسعاف، ومُنعت فرق الإنقاذ في أحيان كثيرة من الوصول إلى المصابين في انتهاك خطير لقواعد القانون الدولي.
ومنذ بداية الحرب على لبنان، استشهد ما لا يقل عن 120 عاملًا طبيًا وإغاثيًا حتى الآن، وتضرر أكثر من ثلاثين مركزًا للرعاية الصحية الأولية مما أدى إلى إغلاق أبوابها بحسب منظمة الصحة العالمية.
ورغم تلك التحديات، يظل المتطوعون صامدين في وجه الخطر، يعملون بكل ما لديهم من إمكانيات في معركة يخوضونها ضد الوقت والدمار.