لا تزال حادثة اقتحام مبنى الكونغرس الأميركي من قبل أنصار الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترمب تتصدّر الاهتمامات في داخل الولايات المتحدة وخارجها، وسط توقّعاتٍ بتداعياتٍ لها على مجمل الأوضاع في البلاد، قبل وبعد تسلم جو بايدن زمام الأمور في 20 يناير/كانون الثاني الجاري.
ومع أنّ ترمب تعهّد بـ "انتقال سلس" للسلطة، في ما وصفه المراقبون بتراجعٍ عن مواقفه السابقة، واعترافٍ بهزيمته في الانتخابات الرئاسية، فإنّ الدعوات لتنحيته لا تزال تتقدّم، مع استقالاتٍ بالجملة تُسجَّل من قلب إدارته منذ الساعات الأولى لحادثة الكابيتول.
وفي سياقٍ متّصل، يدرس الأعضاء الديمقراطيون في الكونغرس، اليوم الجمعة، اتخاذ إجراءات لمساءلة الرئيس ترمب للمرة الثانية بغرض عزله، وسط تباينٍ في وجهات النظر إزاء المرتجى من مثل هذه الخطوة، بحسب تقريرٍ لوكالة "رويترز".
استقالات متتالية من إدارة #ترمب بعد اقتحام أنصاره مبنى #الكونغرس pic.twitter.com/8R4hkIiAyY
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) January 8, 2021
الوقت ينفد؟
مع اقتراب موعد رحيل ترمب خلال أقل من أسبوعين، ليس من الواضح ما إذا كان هناك متسع من الوقت لإكمال عملية المساءلة. ولم تعلن رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي عن قرار، على الرغم من أنها أوضحت في مؤتمر صحفي أن الديمقراطيين يطالبون باتخاذ إجراء في أعقاب حصار الأربعاء.
وإذا تمت مساءلته في مجلس النواب، فسيواجه ترمب نظريًا محاكمة في مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الجمهوريون والمقرر أن يكون في عطلة حتى 19 يناير/كانون الثاني. ولم يحدد مساعدو ميتش ماكونيل زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ ما سيفعله إذا وافق مجلس النواب على مواد المساءلة.
وسيسيطر الديمقراطيون على مجلس الشيوخ بعد أن فازوا باكتساح في جولتي إعادة في ولاية جورجيا يوم الثلاثاء، لكن العضوين الجديدين في مجلس الشيوخ، جون أوسوف ورافاييل وارنوك، لن يؤديا اليمين حتى تصدق الولاية على النتائج. وآخر موعد للتصديق هو 22 يناير/كانون الثاني لكن الولاية تصديق قد يحدث قبل ذلك.
هل يمكن إقالة #ترمب قبل نهاية ولايته؟ ? pic.twitter.com/OMemp8lWkT
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) January 7, 2021
سابقة تاريخية
وأقر مجلس النواب الذي يهيمن عليه الديمقراطيون مساءلة ترامب في ديسمبر/كانون الأول 2019 في ما يتعلق بضغوط مارسها على رئيس أوكرانيا للتحقيق مع بايدن، لكن مجلس الشيوخ برأه في فبراير/شباط 2020. ولم يخضع للمساءلة سوى رئيسين فحسب في تاريخ الولايات المتحدة، ولم يواجه أي منهما المساءلة مرة ثانية.
وصدق الكونجرس على فوز بايدن في الانتخابات في وقت مبكر أمس بعد أن أخلت السلطات مبنى الكابيتول. وصوّت أكثر من نصف الجمهوريين في مجلس النواب وثمانية أعضاء جمهوريين في مجلس الشيوخ للطعن على نتائج انتخابات بعض الولايات في مسعى لدعم ترمب.
وعزل الرئيس نفسه بين دائرة صغيرة من المستشارين المقربين وانتقد من يعتبرهم غير موالين، بمن فيهم مايك بنس الذي أراد ترمب منه أن يحاول منع الكونغرس من التصديق على فوز بايدن، وفقًا لـ "رويترز".