الروهينغيا يشيدون بقرار بريطانيا التدخل في قضية "الإبادة" ضد ميانمار
أشاد مسلمو الروهينغيا في مخيمات منطقة "كوكس بازار" الحدودية الجنوبية لبنغلاديش، الجمعة، بقرار المملكة المتحدة التدخل في قضية "الإبادة الجماعية" ضد ميانمار أمام محكمة العدل الدولية.
وأعطى إعلان المملكة المتحدة لمسلمي الروهينغيا المضطهدين في ميانمار وحول العالم أملًا متجددًا في عودتهم الآمنة والكريمة إلى وطنهم.
من جهتها، أكدت أماندا ميلينغ، الوزيرة البريطانية لشؤون آسيا، في تصريح صحفي، عزم المملكة المتحدة التدخل في قضية "الإبادة الجماعية" لدى محكمة العدل الدولية بين غامبيا وميانمار.
وجاءت تصريحات ميلينغ، الخميس، بالتزامن مع إحياء أقلية الروهينغيا المسلمة في بنغلاديش وفي أنحاء العالم "ذكرى الإبادة الجماعية" الخامسة.
وفي 22 يوليو/ تموز الماضي، رفضت محكمة العدل الدولية اعتراضات ميانمار الأولية على قضية غامبيا المرفوعة في نوفمبر/ تشرين الثاني 2019، بموجب الاتفاقية الدولية للإبادة الجماعية بشأن مزاعم ارتكاب إبادة جماعية بحق مسلمي الروهينغيا في ولاية أراكان غربي البلاد، بحسب المصدر نفسه.
وأمس الخميس، خرج الآلاف من الروهينغيا واللاجئين في مخيمات مؤقتة في جنوب شرق بنغلادش، في تظاهرات لإحياء الذكرى الخامسة للمجازر التي نفذت بحق شعبهم في ميانمار والتي يصفونها بأنها "إبادة جماعية".
وهرب حوالي 750 ألفًا من الروهينغيا من هجوم دامٍ شنه الجيش في ميانمار قبل خمس سنوات تحديدًا، ووجدوا ملجأ في بنغلادش المجاورة حيث كان يعيش أكثر من 100 ألف لاجئ ضحايا أعمال عنف سابقة.
"معركتنا ستنتهي يومًا ما"
وقال فايز الله، أحد قادة مجتمع الروهينغيا في مخيمات اللاجئين، للأناضول: "في مارس/ آذار من العام الجاري، اعترفت الولايات المتحدة بالجرائم المرتكبة ضدنا على أنها إبادة جماعية، وعلمنا الآن أن المملكة المتحدة ستدعم قضية الإبادة الجماعية أمام محكمة العدل الدولية".
وأضاف: "مشكلتنا تكتسب زخمًا على نطاق عالمي، ونعتقد أن معركتنا ستنتهي يومًا ما".
ولفت إلى أن "خطوة المملكة المتحدة ستحفز الدول القوية الأخرى على الانضمام إلى دعم مسلمي الروهينغيا في سعيهم لتحقيق العدالة".
ويعتقد محمد عبد الله، 65 عامًا، من سكان المخيم رقم 5، أنهم سيعودون إلى ميانمار. مضيفًا: "لن نشعر أبدًا بالراحة في العودة إلى ميانمار حتى يتم تقديم أولئك الذين ذبحوا الروهينغيا إلى العدالة".
وبهذا الخصوص، قالت لاجئة أخرى تدعى ميمونا بيغوم: إن "الدول الكبرى تتحدث بشكل متزايد ضد الإبادة الجماعية في ميانمار" التي فروا منها قبل خمس سنوات.
وأضافت "نتمنى أن ينال جيلنا الجديد العدالة، وأن يتمكن من العودة إلى وطنه الأم بكرامة وأمان، وأنا واثقة أن حقوق المواطنة ستسترد قريبًا بالتزامن مع محاكمة قضية الإبادة الجماعية".
وفي الوقت نفسه، أشادت بإعلان المملكة المتحدة مجموعات حقوقية مختلفة، بما في ذلك شبكة "حقوق الإنسان في ميانمار" (BHRN)، ومنظمة "بورما الروهنغيا" (BROUK).
ومنذ 25 أغسطس/ آب 2017، يشن الجيش في ميانمار ومليشيات بوذية، حملة عسكرية ومجازر وحشية ضد الروهينغيا في إقليم أراكان "راخين".
وأسفرت الجرائم المستمرة عن مقتل آلاف الروهينغيا، حسب مصادر محلية ودولية متطابقة، فضلاً عن لجوء قرابة مليون إلى بنغلاديش، وفق الأمم المتحدة.
وتعتبر حكومة ميانمار الروهنغيا "مهاجرين غير نظاميين" من بنغلاديش، فيما تصنفهم الأمم المتحدة بـ"الأقلية الأكثر اضطهادًا في العالم".