السبت 12 أكتوبر / October 2024

السلطات النيوزيلندية تعتذر لمتحدّرين من جزر المحيط الهادئ.. ما السبب؟

السلطات النيوزيلندية تعتذر لمتحدّرين من جزر المحيط الهادئ.. ما السبب؟

شارك القصة

رئيسة الوزراء النيوزيلندية جاسيندا آردرن
كلام آردرن جاء خلال تجمّع لشخصيات بارزة من المتحدرين من منطقة جزر المحيط الهادئ في أوكلاند (غيتي)
شددت آردرن على أن نيوزيلندا ملتزمة القضاء على العنصرية، وأعربت عن أملها في أن يكون اعتذارها "ساهم في طي الصفحة والتئام الجروح".

قدّمت رئيسة الوزراء النيوزيلندية جاسيندا آردرن اعتذارًا رسميًا اليوم الأحد على حملات الشرطة الأمنية، التي استهدفت "من دون وجه حق" في سبعينيات القرن الماضي سكان بلادها المتحدّرين من جزر المحيط الهادئ.

ونفّذ عناصر أمن ومسؤولون من دائرة الهجرة برفقة كلاب عمليات الدهم، التي كانت تتم فجرًا لتوقيف وترحيل الأفراد، الذين بقوا بعد انقضاء مدد تأشيرات عملهم.

"الحكومة تعرب عن حزنها"

وشكّل المتحدّرون من جزر الهادئ ثلث الأشخاص الذين كانوا يبقون بعد انقضاء مدة تأشيراتهم، لكنهم مثلوا 86% من الملاحقين، فيما شكل البريطانيون والأميركيون في نيوزيلندا (مثلوا ثلث الذين بقوا بعد انقضاء مدة تأشيراتهم) 5% فقط من الأشخاص الملاحقين من السلطات في الفترة ذاتها.

وقالت آردرن خلال تجمّع لشخصيات بارزة من المتحدرين من منطقة الهادئ في أوكلاند: "أقف اليوم نيابة عن الحكومة النيوزيلندية لتقديم اعتذار رسمي، ومن دون تحفّظات للمجتمعات المتحدرة من الهادئ على التطبيق التمييزي لقوانين الهجرة في سبعينيات" القرن الماضي.

وأضافت أن "الحكومة تعرب عن حزنها وأسفها وندمها على عمليات الدهم، التي تمت فجرًا وعمليات التفتيش العشوائية التي قامت بها الشرطة، وعلى أن هذه الأفعال اعتُبرت مناسبة في أي مرحلة" في التاريخ.

ورغم أن الحملات الأمنية تمّت قبل نحو خمسين عامًا، أكدت آردرن أنها بقيت مطبوعة بشكل واضح في ذاكرة الأشخاص، الذين تأثروا بها و"تعيش على تقويض الثقة في السلطة".

"العنصرية في أسوأ أشكالها"

ووصف وزير شؤون سكان منطقة الهادئ وليام سيو، الذي هاجر مع عائلته من ساموا إلى نيوزيلندا عام 1969، عمليات الدهم بأنها تمثّل "العنصرية في أسوأ أشكالها".

وكانت ويلينغتون تشجّع على الهجرة من جزر الهادئ مثل ساموا وتونغا وفيجي بعد الحرب العالمية الثانية، لسد النقص في العمالة مع انتعاش الاقتصاد.

لكن المهاجرين واجهوا رفضًا خلال الانكماش الاقتصادي، الذي كانت تشهده البلاد في السبعينيات، إذ رأى البعض بأنهم كانوا يسرقون الوظائف من النيوزيلنديين.

وعندما أعلنت آردرن أول مرة عن قرارها الاعتذار، بكى سيو أثناء تذكره التجربة المرعبة التي مرت بها عائلته.

وقال: "الذكريات مطبوعة في ذهني لوالدي وهو لا يقدر على شيء.. يطرق أحدهم على الباب في ساعات الصباح الأولى ويوجّه ضوء الكشاف على وجهك ويقلل من احترام مالك منزلنا". وأضاف: "كان الأمر مسببًا لصدمة نفسية".

وشددت آردرن على أن نيوزيلندا ملتزمة بالقضاء على العنصرية، وأعربت عن أملها في أن يكون اعتذارها "ساهم في طي الصفحة والتئام الجروح بالنسبة لسكاننا من المتحدّرين من الهادئ".

تابع القراءة
المصادر:
أ ف ب
Close