سيغزو جيل جديد من المركبات طرقات العالم خلال عقد أو عقدين، ليغيّر معادلة الطاقة في قطاع النقل البري.
وفي التفاصيل، يُنتظر على المدى المتوسط أن تستجيب شركات صناعة السيارات لمتطلبات السوق، فتعمل على إحلال المحركات الكهربائية محل محركات الاحتراق الداخلي.
هذا ما توصّلت إليه ورقة بحثية نشرها صندوق النقد الدولي، خلصت أيضًا إلى أن صناعة السيارات تتجه نحو إنتاج المركبات الكهربائية.
السيارات الكهربائية والخطط المستقبليّة
يهدف العملاق الألماني "فولكس فاكن" إلى أن تكون 30% من مبيعاته العالمية مركبات كهربائية بحلول عام 2030، بينما تكون شركة "نيسان" في ذلك الوقت قد تحوّلت كليًا إلى إنتاج هذا النوع من المركبات.
كذلك تخطط "تويوتا"، إحدى كبرى شركات السيارات في العالم، لبيع 5 ملايين ونصف مليون مركبة كهربائية في السنوات العشر المقبلة.
وتسعى شركة "رينو" الفرنسية مع حلول العام 2025 لأن تحتل السيارات الكهربائية والهجينة 65% من مبيعاتها.
وفي خطوة مماثلة، تسعى "هوندا" للتحوّل إلى إنتاج السيارات الكهربائية بحلول العام 2040. وتخطط "جينرال موتورز" لتحقيق هذا الهدف قبل "هوندا" بخمس سنوات.
قطاع النقل يقود الطلب على النفط
وتنتاب شركات صناعة السيارات مخاوف من الأسواق الصاعدة في العالم مثل الصين والهند، فالتحوّل إلى السيارات الكهربائية فيها سيكون على الأرجح بطيئًا نظرًا لقلة محطات الشحن. وسيكون مستقبل السيارات المحرك الرئيسي للطلب على النفط حيث تستهلك السيارات نصف إنتاجه حول العالم.
ويؤكد المهندس عامر الشوبكي، المتخصص في شؤون الطاقة أن العالم سيصل إلى نقطة تمثّل ذروة الطلب على النفط في العالم. ويقول في حديث إلى "العربي" من عمّان: "إن هذه النقطة يحددّها انتشار السيارات الكهربائية والاستغناء عن السيارات المزوّدة بالمحركات التقليدية".
ويشير إلى عدد من البرامج التي تعتمدها الدول النفطية للتحضير للمرحلة القادمة. وتعمل الدول النفطية على تنويع مصادر دخلها، والتحوّل التدريجي في الاستثمارات للتماشي مع المتغيرات في سوق السيارات.
ويستهلك قطاع النقل بشكل عام أكثر من 60% من النفط في العالم. ويرتكز مستقبل قطاع السيارات على عدة ركائز أهمها تطوّر البطاريات الكهربائية والبنى التحتية التي تؤمنها الدول لهذا النوع من السيارات.
11 مليون سيارة كهربائية
وبيع حوالي 3 مليون سيارة كهربائية في العالم العام الماضي، وهو ما يمثل 35% من مبيعات السيارات في العام الماضي، بحسب الشوبكي.
وتعمل الآن 11 مليون سيارة كهربائية حول العالم، وأصبحت واحدة من كل مئة سيارة كهربائية، وهو رقم بعيد عن الطموح العالمي لخفض الانبعاثات الكربونية، وفقًا للشوبكي.
كما يشير الشوبكي إلى اختلاف الاستهلاك بين دولة وأخرى، حيث كانت الصين تقود استهلاك السيارات الكهربائية في العالم لكنّ استهلاكها انخفض العام الماضي ليرتفع استهلاك أوروبا في المقابل.
في المقابل، يرى الشوبكي أن هذا التحوّل في قطاع النقل سيحمل تحديات للأسواق الاستهلاكية، بسبب ارتفاع أسعار السيارات الكهربائية وتكلفة البنية التحتية، وصنّاع السيارات على حد سواء.