الصراع الروسي الأوكراني.. واشنطن تحذّر من "أكبر تعزيزات منذ 2014"
أعلن متحدث باسم البنتاغون الإثنين أن التعزيزات العسكرية الروسية على طول الحدود مع أوكرانيا هي أكبر مما كانت عليه عام 2014 عندما ضمت روسيا شبه جزيرة القرم، واصفًا هذا الانتشار بأنه "مقلق بشكل جدي".
وفي حين صحّح الاتحاد الأوروبي خطابًا لوزير خارجيته جوزيب بوريل تحدث فيه الإثنين عن نشر 150 ألف جندي روسي على الحدود مع أوكرانيا، عندما نُشر الخطاب على الإنترنت، فخفّض العدد إلى 100 ألف، أحجم المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي عن إعطاء رقم محدد.
وقال كيربي خلال مؤتمر صحافي: "إنها بالتأكيد أكبر تعزيزات عسكرية شهدناها منذ عام 2014 حين أدت إلى انتهاك السيادة الأوكرانية ووحدة أراضيها"، معيدا التأكيد بأنها "أكبر من تعزيزات عام 2014".
وأضاف: "لن أخوض في تحديد الأعداد أو تشكيلات القوات فيما خص التعزيزات الروسية".
وأردف: "نستمر بمشاهدة هذه التعزيزات، وهي كما كانت في السابق مثار قلق جدي بالنسبة الينا"، لافتًا إلى أنها "لا تساعد على حفظ الأمن والاستقرار على طول الحدود مع أوكرانيا، وحتمًا ليس في القرم المحتلة".
وأكمل: "سمعنا الروس بالتأكيد يعلنون أن هذا كله يتعلق بالتدريب"، مشيرًا إلى أنه "ليس من الواضح لنا تمامًا أن هذا هو الهدف بالضبط".
أميركا تحذّر شركات الطيران
وفي سياق متّصل، حثت إدارة الطيران الاتحادية الأميركية شركات طيران على توخي "الحذر الشديد" عند التحليق بالقرب من الحدود الأوكرانية الروسية مشيرة إلى مخاطر محتملة تتعلق بالسلامة.
وفي إشعار أُرسل إلى شركات الطيران الأميركية، أشارت الإدارة إلى "التوترات الإقليمية المتصاعدة بين روسيا وأوكرانيا والتي قد تؤدي إلى اشتباكات عبر الحدود دون سابق إنذار وزيادة الأنشطة العسكرية".
ومنذ 2014، تحظر إدارة الطيران الأميركية عمليات الطيران المدني في مناطق حول الحدود بين أوكرانيا وروسيا، فيما جاء في الإشعار أيضًا أنه يجب على شركات الطيران تقديم إخطار مدته 72 ساعة على الأقل إلى إدارة الطيران الاتحادية الأميركية قبل تسيير رحلات جوية في المنطقة.
وتخشى إدارة الطيران وغيرها من الجهات التنظيمية للرحلات الجوية احتمال إسقاط طائرة مدنية أثناء الصراع إذا حدث خطأ في تحديد هويتها.
ووفق "رويترز"، قال محققون دوليون: إن طائرة الرحلة إم.إتش17 التابعة للخطوط الجوية الماليزية كانت في طريقها من أمستردام إلى كوالالمبور عندما أُسقطت فوق شرق أوكرانيا بصاروخ انطلق من أراضٍ يسيطر عليها انفصاليون موالون لروسيا أثناء القتال مع قوات الحكومة الأوكرانية عام 2014. وأودى الحادث بحياة كل ركاب الطائرة وعددهم 298 شخصًا، نحو ثلثيهم من هولندا.
"قلق" واشنطن
وعبّرت الولايات المتحدة عن "قلقها العميق" إزاء اعتزام روسيا منع قطع القوات البحرية الأجنبية وسفن أخرى من دخول أجزاء من البحر الأسود، في بيان أصدرته وزارة الخارجية الأميركية يوم الإثنين.
ودعت روسيا للتوقف عن حشد قوات على الحدود مع أوكرانيا، واصفةً تقارير عن خطط روسية لحظر الملاحة في أجزاء من البحر الأسود بأنه "تصعيد بلا مبرر"، خصوصًا أنّ مثل هذا الإجراء يؤثر على دخول السفن إلى الموانئ الأوكرانية.
من جهتها، أفادت وسائل إعلام روسية رسمية بأن موسكو تعتزم إغلاق أجزاء من البحر الأسود أمام السفن العسكرية وسفن الشحن الأجنبية لمدة ستة أشهر؛ ما قد يؤثر على وصول السفن إلى الموانئ الأوكرانية في بحر "آزوف" الذي يرتبط بالبحر الأسود عبر مضيق "كيرتش"، عند الطرف الشرقي لشبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا عام 2014.
مواجهات أوكرانية - روسية
وقتل جندي أوكراني وأصيب آخر في مواجهات مع انفصاليين مؤيدين للروس في شرق أوكرانيا، حيث كثرت هذه الأحداث على خلفية تجدد التوتر مع موسكو بحسب ما أعلن الجيش الأوكراني الإثنين.
وتخشى أوكرانيا من أن يكون الكرملين الذي يُعَدّ الداعم العسكري والسياسي للانفصاليين الموالين لروسيا في منطقة الدونباس الشرقية، يبحث عن ذريعة لشن هجوم.
وأعلنت موسكو أنها "لا تهدد أحدًا"، لكنها نددت بما تصفها بـ"الاستفزازات" الأوكرانية، فيما أعلنت وزارة الخارجية الأوكرانية السبت، قرارها إبعاد أحد كبار الدبلوماسيين في سفارة روسيا، ردًا على طرد الأخيرة قنصلها في مدينة سان بطرسبورغ، بتهمة التجسس على الأجهزة الأمنية.