تراجعت، اليوم الخميس، حدة الحريق الذي أودى بحياة شخصين ودمّر آلاف الهكتارات من الغابات منذ الإثنين في الكوت دازور في فرنسا، فيما يأمل عناصر الإطفاء الذين تساعدهم حاليا أحوال جوية "مؤاتية"، بالسيطرة على النيران قريبا.
وقالت سلطات مقاطعة فار في جنوب فرنسا: "تراجعت حدة الحريق وتباطأ تقدمه إلا أن احتمال أن يتأجج من جديد لا تزال واردة"، داعية آلاف الأشخاص الذين تم إجلاؤهم وبينهم الكثير من السياح، إلى البقاء في مراكز الإيواء المفتوحة منذ مساء الإثنين.
وقال قائد عمليات الإطفاء لويك لامبير صباح الخميس بعد أربعة أيام على اندلاع الحريق ومكافحته برًا وجوًا إن "الحريق لا يزال قابلًا للتمدد"، إلا أن ظروف الطقس "مؤاتية".
واستأنفت الطائرات والمروحيات القاذفة للمياه عملها اعتبارًا من الساعة السابعة صباحًا في رحلات متواصلة.
#FeuxDeForêt | Départ de feu important sur la commune de #Gonfaron dans le #Var. De lourds moyens sont engagés. Restez prudents et évitez la zone de ce village. Un feu virulent dans le même couloir de feu parcouru dans les années 70, 80 et 90 et en 2003.pic.twitter.com/Fcr493HUQo
— Pompiers de France (@PompiersFR) August 16, 2021
وقال رئيس بلدية لولوك ورئيس جهاز الحرائق والإنقاذ في المقاطعة صباح الخميس إن تراجع درجة الحرارة خلال الليل واستكانة الرياح سمحا للإطفائيين "بتمضية ليلة أكثر هدوءًا".
الحذر سيد الموقف
إلا أن الحذر يبقى سيد الموقف في مواجهة هذا الحريق، الذي أتى على 6300 هكتار من الغابات في جبل مور والأحراج القريبة من سان تروبيه.
والأربعاء واجه 1200 إطفائي بدايات حرائق قوية. وتتركز جهود المكافحة الآن على منطقة غارد-فرينيه وديدوبنا، وقد ألقيت مواد للجم انتشار الحريق على طول طريق سريع يعتبر من الأهم باتجاه نيس وإيطاليا.
واندلع الحريق قرب استراحة على طريق سريع شمال شرق مدينة تولون وتأجج جراء رياح قوية ودرجات حرارة مرتفعة.
وتحدث سكان في المنطقة عن سرعة انتشار الحريق والذعر الذي انتابهم في سعيهم لحماية أنفسهم. وعثر على جثتين متفحمتين في منزل في بلدة غريمو. وأصيب أكثر من 26 شخصًا إصابات طفيفة بينهم سبعة إطفائيين.
مواصلة البحث عن ضحايا
وقال مسؤول إدارة مقاطعة فار إيفانس ريشار إن أحد الضحيتين رجل مشددًا على أن جنس القتيل الثاني لم يحدد بعد.
وأفاد أقارب شابة مفقودة (32 عامًا) منذ مساء الإثنين خلال إقامتها في نزل في غريمو أنها قد تكون الضحية الثانية.
وردًا على سؤال حول إمكان وجود ضحايا آخرين قال قائد الإطفائيين لويك لامبير "لقد تم تفتيش غالبية المناطق".
وأجلي نحو عشرة آلاف شخص في إطار هذا الحريق الذي شب في عز موسم السياحة.
ومساء الأربعاء تمكن 1300 مصطاف في موقع للتخييم في بلدة لا مول من العودة إلى خيامهم ومنازلهم النقالة؛ إلا أن آلافًا آخرين اضطروا إلى البقاء في مراكز إيواء.
هذا وقد تكبد مزارعو الكروم أضرارًا كبيرة مع احتراق معدات ومخازن. وأتى الحريق كذلك على جزء من محمية مور المعروفة بتنوعها الحيوي.
وطالت حرائق عنيفة دولًا عدة من حوض المتوسط خلال الصيف ولا سيما اليونان والجزائر والمغرب.