استشهد وأصيب عشرات الفلسطينيين مساء السبت خلال قصف طائرات ومدفعية الاحتلال منازل المواطنين الآمنين في بيوتهم في مناطق متفرقة من قطاع غزة، تركزت على مدينة غزة ومخيمات المحافظة الوسطى ومدينة خانيونس.
ويأتي هذا القصف فيما يواصل جيش الاحتلال عدوانه على غزة لليوم الـ92 على التوالي، حيث أعلنت وزارة الصحة في غزة عن ارتفاع الضحايا الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي إلى 22 ألفًا و722 شهيدًا و58 ألفًا و166 مصابًا.
ومساء السبت، استشهد 10 فلسطينيين معظمهم أطفال ونساء، في قصف إسرائيلي لمنزل يعود لعائلة بريص قرب مسجد الشافعي غرب مدينة خانيونس، ما يرفع حصيلة شهداء محافظة خانيونس منذ فجر اليوم، إلى نحو 33 شهيدًا جراء تواصل الغارات والقصف الإسرائيلي.
ولم يقتصر العدوان الإسرائيلي على استهداف المدنيين فقط، إذ أفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أن محيط مستشفى الأمل في خانيونس تعرض لقصف مدفعي عنيف، وشظايا القصف تتطاير على المبنى، وسط إطلاق نار كثيف من الطائرات المسيرة والقناصة، ما أدى لإصابة أحد النازحين داخله في الصدر برصاص قناص أثناء وجوده على باب المستشفى.
المقاومة الفلسطينية بالمرصاد
وفي مواجهة العدوان الإسرائيلي، تواصل فصائل المقاومة الفلسطينية التصدي لتوغل جيش الاحتلال عبر الاشتباك معه، إما من نقط صفر، أو عبر قصفه بقذائف الهاون والياسين.
من ناحيتها، أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس أن "مجاهديها أجهزوا على قوة صهيونية راجلة مكونة من 8 جنود من نقطة صفر، بعد إيقاعهم في كمين محكم وسط منطقة بني سهيلا شرق خانيونس".
وعرضت كتائب القسام مشاهد قالت إنها من "التحام مجاهديها مع آليات وجنود العدو شرق حيي التفاح والدرج"، وثقت فيها حرق وتدمير دبابات وقتل جنود إسرائيليين.
كما أفادت القسام بأنها "دكت تحشدات العدو شمال غرب مخيم المغازي بقذائف الهاون من العيار الثقيل".
وفي سياق متصل، بثت كتائب القسام تسجيلًا مصورًا قالت إنه لجنود إسرائيليين كانوا أسرى لدى المقاومة الفلسطينية قبل أن يقتلهم الجيش الإسرائيلي في الشجاعية شرقي مدينة غزة.
وتضمن المقطع المصور مناشدات أطلقها 4 جنود قبل مقتلهم لحكومتهم للعمل على وقف العدوان على غزة، وإطلاق سراحهم.
من جانبها، أعلنت سرايا القدس، الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين عن قصفها لسديروت ونيرعام ومستوطنات غلاف غزة برشقة صاروخية.
كما أعلنت السرايا في بيان آخر مقتضب عبر "تلغرام" عن قصف الحشود العسكرية الإسرائيلية في منطقة المحطة وسط مدينة خانيونس بقذائف الهاون من العيار الثقيل.
وإثر عمليات المقاومة، أعلن الجيش الإسرائيلي السبت، مقتل ضابط جديد في صفوفه، وإصابة آخر بجروح خطيرة، خلال معارك شمال قطاع غزة.
وبمقتل الضابط، يصل عدد القتلى العسكريين في الجيش والمعلن عنهم منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي إلى 510، و176 منذ بدء العملية البرية في 27 من الشهر ذاته.
مطالبات بوقف إطلاق النار في غزة
وعلى الصعيد السياسي، دعا ثيوفيلوس الثالث، بطريرك القدس وسائر أعمال فلسطين والأردن، إلى التدخل العاجل من قِبل المجتمع الدولي لـ"وقف الدمار" بقطاع غزة.
من جانبه، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن اليوم السبت، إن الولايات المتحدة تبحث مع حلفائها ما يمكن فعله لحماية المدنيين في قطاع غزة مع استمرار العدوان الإسرائيلي على القطاع.
وأضاف بلينكن، الذي يقوم بجولة في المنطقة تستمر أسبوعًا، للصحافيين في اليونان أنه يريد التأكد من أن دول المنطقة تستخدم العلاقات القائمة لضمان عدم تصعيد الصراع.
وكان وزير الخارجية التركي هاكان فيدان أكد لنظيره الأميركي أنتوني بلينكن، السبت، على ضرورة إعلان وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة وإيصال المساعدات الإنسانية إليه دون انقطاع.
من جانبها، أعلنت وزارة خارجية أيرلندا أن "غزة أرض فلسطينية وجزء لا يتجزأ من دولة فلسطين المستقبلية".
وقالت الخارجية: "التصريحات الإسرائيلية الأخيرة الداعية إلى إعادة توطين الفلسطينيين خارج غزة تحريضية وغير مقبولة على الإطلاق".
استمرار المظاهرات الداعمة لغزة
وعلى صعيد التضامن الشعبي، شهدت العاصمة الفرنسية باريس السبت، مسيرة احتجاجية ضد مطالبات وزراء إسرائيليين بتهجير سكان قطاع غزة الفلسطيني.
وطالب المتظاهرون بإعلان وقف إطلاق النار ومنع الإبادة الجماعية في غزة، منددين بدعوات إسرائيلية لتهجير سكان القطاع.
وفي هذا السياق، شهدت عدة مدن بريطانية في مقدمتها العاصمة لندن، مظاهرات شارك فيها الآلاف للتضامن مع الشعب الفلسطيني وللمطالبة بوقف لإطلاق النار في غزة.
كما واصل العاملون في القطاع الصحي في تركيا بولايات أماسيا وصامسون وطرابزون وأرضروم ووان تنظيم الاحتجاجات ضد الجرائم التي ترتكبها إسرائيل ضد المدنيين في غزة.