وصل التلفزيون العربي مساء الثلاثاء إلى نهاية بثّه من العاصمة البريطانية لندن، وانتقل بالمشاهدين إلى إستديوهاته الجديدة في قطر.
ومن مدينة لوسيل على تخوم العاصمة الدوحة بدأ خطوته الجديدة، ليكون "العربي على أرض عربية".
وبعدما كان التلفزيون، منذ التأسيس وعلى مدى سبع سنوات، قد عدّ هموم المواطن العربي وطموحاته في صلب اهتماماته، وواكب أحداثًا هامة قاربها بموضوعية مع انحياز وحيد للمهنية والحقيقة، يأتي الانتقال إلى قطر ليبقى على ثوابته ويكون أقرب إلى مشاهديه.
قرار الانتقال "إستراتيجي"
يصف المدير العام للتفزيون العربي عثمان البتيري، قرار الانتقال إلى قطر بـ"الإستراتيجي".
ويتحدث عن الكثير من التحديات التي كانت بالانتظار؛ حول كيفية بناء التلفزيون والإستديوهات الجديدة ونقل الطاقم من لندن إلى الدوحة وكذلك استقطاب كوادر وخبرات جديدة.
ويشير إلى الضغط الذي سببه عامل الوقت، مع تزامن هذه المهمات وأزمة كورونا والعزلة التي شهدها العالم من جراء تفشي الوباء.
ويقول إن هذا الأمر أبطأ حركة الشركات التي كان "العربي" قد تعاقد معها في العمل على المقر، وكذلك عملية انتقال الموظفين والتوظيف.
ويقول البتيري: "إننا واجهنا كل هذه التحديات ووصلنا إلى مرحلة نستطيع معها أن نقول إننا انتصرنا على هذه العقبات كافة"، آملًا أن يكون التلفزيون العربي على قدر توقعات المشاهدين وعلى قدر المسؤولية.
إلى ذلك، يوضح أن الإستديوهات بُنيت على أعلى مستوى من التقنية والتكنولوجيا، وهو ما سيتيح للخط التحريري استخدام هذه التقنيات لتقديم الخبر بصورة متكاملة للمشاهدين، متحدثًا عما ستتضمنه الفترات الإخبارية من فقرات متنوعة.
"لنكون أقرب إليكم وإلى قضاياكم".. التلفزيون العربي ينقل مقره إلى #قطر، إليكم أبرز ما تريدون معرفته عن كواليس الانطلاقة الجديدة #العربي_على_أرض_عربية pic.twitter.com/qwCgFpldXI
— أنا العربي - Ana Alaraby (@AnaAlarabytv) August 30, 2022
مهنية واحترام لعقول المشاهدين
وفي إطلالة على المرحلة السابقة، وإضاءة على ما يحمله الانتقال إلى لوسيل من تطوّر على مستوى عمل الطواقم والأقسام من جهة، والبرامج والتغطيات التي ستلاقي اهتمامات المشاهد العربي، كانت مداخلات للزملاء في التلفزيون العربي بالمناسبة.
وفي هذا السياق، يشير مدير البرامج والتطوير محمد أبو العينين، الذي يقول إنه كان من المحظوظين في مواكبة ولادة التلفزيون العربي منذ أكثر من 7 سنوات، إلى أن العربي شهد خلال تلك الأعوام أكثر من ولادة في مراحل متعددة، وكذلك مر بقفزات كثيرة.
وبينما يلفت إلى أن فريق التلفزيون العربي كانوا قد عاهدوا أنفسهم منذ البداية على تقديم إعلام مهني وموضوعي للمشاهد العربي، يعتبر أن الانتقال إلى لوسيل يأتي الآن ليثبت أن الإعلام المهني والموضوعي يمكن أن يخرج أيضًا من أرض عربية.
من جانبه، يرى مدير التحرير محمود عمر أن التلفزيون العربي قد حقق عددًا من الإنجازات في السنوات الماضية.
ويقول: "نحن الآن نطوّر على مستوى الشكل والمضمون، لكن ثوابتنا وسياستنا وعلاقتنا مع المشاهد العربي ثابتة لا تتغير". ويشدد على نقل الخبر بمهنية ومصداقية ليصل إلى المشاهد فيستطيع تكوين انطباعه عمّا يجري من حوله من دون أي تأثير.
وفي السياق نفسه، يتحدث بدر الدين الصائغ، مذيع أول في التلفزيون العربي، عن مسيرة موفقة استهدف "العربي" فيها شريحة مهمة من المشاهدين العرب؛ احترم خلالها عقولهم ومتابعتهم للأحداث، مؤكدًا أن المسيرة ستتواصل بالمستوى نفسه من التحدي والثقة واحترام عقل المشاهد.
"العربي بين أهله وناسه"
ويقول بيار كسرواني، المشرف في غرفة الأخبار، إن التلفزيون العربي مر خلال السنوات السبع الماضية في مرحلة كبيرة شهدت تحديات، لكنها كانت شائقة.
ويلفت إلى أن العربي في مقره الجديد سيكون قريبًا من المشاهد العربي، "وعليه سيصبح المحتوى الذي نقدمه أغنى".
من جهته، يشير همام البني، المنتج في غرفة الأخبار، إلى هذا القرب، إذ يتحدث عن نقلة نوعية من حيث الصورة والمحتوى، ويرى أن العربي بانتقاله إلى قطر سيكون بين أهله وناسه.
وبشأن مرحلة الانتقال، كانت ريتو باريهار، مديرة الموارد البشرية، قد قالت إن نقل العائلات من لندن ليس أمرًا سهلًا، مشيرة إلى الدور الذي لعبه القسم.
وأفادت بأن "الأولوية كانت دائمًا لتقديم الدعم اللازم لكل أفراد فريقنا في التلفزيون، بما في ذلك اقتراح كل الحلول الممكنة بأفضل الطرق والخدمات".
مراسلون من حول العالم
إلى ذلك، يوضح مدير التخطيط والمكاتب الخارجية معتز القيسية، "أننا قمنا ومنذ أن تحوّل التلفزيون العربي إلى قناة إخبارية بحتة، بالتركيز على التغطيات الخبرية الكبيرة جدًا، وتناولنا جميع المواضيع".
ويشرح أن التغطيات الرئيسة كانت تتركز على الملفات الكبيرة، مثل تغطية الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، والتطورات في أفغانستان عام 2021، والحرب المستمرة في أوكرانيا، وكل التغطيات في فلسطين المحتلة.
ويقول إن عدد مراسلي التلفزيون العربي يقترب من الوصول إلى 70 مراسلًا حول العالم، وذلك لتلبية احتياجات المشاهد بتغطية كل حدث في كل مكان.
وفي هذا الصدد، يشير علاء الدين زعتور، منتج أول في غرفة الأخبار، إلى خطوات كبيرة جدًا قام بها "العربي"، بالنظر إلى حجم التغطيات التي تم تنفيذها على مدار السنوات الماضية.
وعن تغطية الهجوم الروسي على أوكرانيا، يتحدث مراسل "العربي" في إسطنبول عدنان جان، فيقول: "كنا ننقل من هناك مشاهد القصف والدمار وما تعرّض له السكان المدنيون سواء في العاصمة كييف أو في المدن والمناطق القريبة".
ويعتبر أن وجود "العربي" في أوكرانيا ربما غطى جميع تفاصيل الحرب، فكان يسير بعكس اتجاه المدنيين؛ "المناطق التي كانوا يخرجون منها، كنا بدورنا ندخلها للتغطية والوقوف على تفاصيل ما يجري".
ومن ناحيته، يقول مراسل التلفزيون العربي في غزة باسل خلف، إنه قام ومنذ بداية عمله مع "العربي" بنقل القصص بحلوها ومرها من غزة، متوقفًا عند تغطية التلفزيون للعديد من جولات التصعيد والحروب.
ويرى أن المحطة الأبرز كانت تغطية عدوان الاحتلال على القطاع عام 2021، والتي استمرت لتنقل تداعيات هذه الحرب وآثارها على حياة الناس.
بدورها، تلفت مسؤولة قسم التخطيط ديما شريف، إلى عمل القسم بوصفه صلة وصل بين غرفة الأخبار والمراسلين المنتشرين في بقاع الأرض.
وتعتبر أن "وجود القسم ضمن التلفزيون العربي على أرض عربية في لوسيل بقطر يسهم في تقريبنا إلى المراسل زمنيًا وجغرافيًا، فنتمكن من التفاعل بسرعة أكبر مع أي حدث في العالم العربي".
تجهيزات تقنية تخدم المحتوى
على المستوى التقني، يلفت علي الحسيني، المدير التنفيذي للتكنولوجيا والعمليات، إلى أن نوعية التجهيزات التي اختيرت في مقر "العربي" في لوسيل لم يكن الهدف منها فقط تنفيذ العرض، بل خدمة المحتوى والمضمون التحريري بما يمكّن من تقديمه بالطريقة الأجمل والأبسط.
ويمرّ على ما يتضمنه مقر التلفزيون من مساحات مفتوحة تشمل 3 إستديوهات مجهّزة بالكامل، وبالإمكان الإفادة منها بأي خدمة إخبارية، بما في ذلك التصوير البرامجي والإخباري والتغطيات المتواصلة.
من جانبه، يشير مدير العمليات محمد بعاصيري إلى أن الشاشة ستكون مختلفة بشكل كبير عن سابقاتها، متحدثًا في هذا الإطار عما سيطرأ على مستوى الألوان والديكور والإضاءة والمعدات داخل الإستديو وأجهزة الصوت والغرافيكس.
ومن ناحيته، يلفت رامي الحصني من قسم الإبداع، إلى العمل المبذول في محاولة الاقتراب من مفهوم التلفزيون الصديق للدجيتال، متحدثًا في هذا الإطار عن العناصر الغرافيكية ومواكبة التطورات.
أما مسؤول قسم الإخراج طارق فواز، فيؤكد أن المنافسة هي على مستوى الأفكار، مشيرًا إلى أن استخدام هذه التقنيات سيكون في مكانه ومبررًا للمشاهد.
وعن استخدام هذه التقنيات، يشير مدير القسم الرقمي طارق جانودي، إلى أن إستديوهات التلفزيون العربي الجديدة في الدوحة هي آخر ما توصلت له التكنولوجيا؛ ما يوفّر إمكانيات هائلة لتحسين عرض المحتوى الذي ينتجه القسم الرقمي.
ويقول إن ذلك سينعكس بشكل نوعي على القصص الذي ننتجها في فريق "أنا العربي" بشكل خاص، وعلى منصات العربي في مواقع التواصل الاجتماعي بشكل عام.
التلفزيون العربي في لوسيل.. انطلاقة جديدة من أرض عربية#العربي_على_أرض_عربية pic.twitter.com/Ac2Na1XEFz
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) August 30, 2022
قصص إنسانية وبرنامج مسرحي
من جهة أخرى، يتحدث عزالدين إبراهيم، المنتج الأول في غرفة الأخبار، عن اتجاه لإبراز القصص الإنسانية بشكل أكبر وكذلك ما يهم المواطن العربي.
ويضيف أنه سيتم الإفادة من الإستديوهات الضخمة والمعدات والتقنيات الجديدة لتقديم التغطيات الإخبارية لأطول ساعات ممكنة، من حيث الشكل والمضمون وكل ما يلزم المشاهد من معلومات.
أما مقدم برنامج "جو شو" يوسف حسين، فيتوقف عند النجاح الذي حققه برنامجه في الأعوام الماضية، متحدثًا عن العمل حاليًا على تحويله إلى برنامج مسرحي يحضره جمهور كبير ويتم تصويره وبثه على التلفزيون.
ويقول المنتج الرياضي عدوان عدوان، إن فرحة قسم الرياضة مضاعفة مع الانتقال إلى لوسيل، الأولى باكتمال مشروع اجتهد الجميع لإنجازه والثانية لأننا سنكون على أرض الحدث الأكبر والأهم على الساحة الرياضية: كأس العالم قطر 2022.
ويتحدث عن مواكبة "التلفزيون العربي" لهذا الحدث، بما في ذلك ما يدور خلف الكواليس وأجواء ما قبل المباريات وما بعدها، ونهائي كأس العالم في ملعب لوسيل.