يعاني آلاف النازحين الفارين من الصدامات القبلية في إقليم النيل الأزرق جنوب شرقي السودان من أوضاع إنسانية صعبة، حيث لجأ ما يزيد عن 3000 نازح إلى مدينة الدمازين عاصمة الإقليم هربًا من العنف القبلي.
وأدى تجدد الاشتباكات في إقليم ولاية النيل الأزرق إلى مقتل 18 شخصًا على الرغم من اتفاق وقف إطلاق النار بين الجماعات المتحاربة الذي أعقب أعمال عنف دامية قبل أسابيع، بحسب ما أعلنت وكالة إغاثة حكومية الجمعة.
وقالت مفوضية المساعدات الإنسانية السودانية في بيان: إن المنطقة تشهد تجددًا للاشتباكات بين قبيلة الهوسا ومجتمعات النيل النيل الأزرق.
وأضافت حينها: "تم حتى الآن تسجيل 18 وفاة و23 إصابة"، مشيرة إلى أنّ الآلاف لاذوا بالفرار.
أوضاع صعبة للفارّين من الصدامات القبلية
وفي هذا الإطار، قال مراسل "العربي" إن مدرسة الخنساء و9 مدارس أخرى تم تصميمها لتكون معسكرًا لإيواء اللاجئين الفارين من الأحداث الدامية التي حدثت في ولاية النيل الأزرق.
وأضاف أن النازحين يقيمون داخل الفصول، بعضهم يفترش الأرض، بينما البقية يجلسون في ساحات المدرسة وفي بعض الأماكن القريبة لها وعلى السور الخارجي بسبب كثرة النازحين.
وتابع مراسل "العربي" أن النازحين جاؤوا من مناطق عدة، حيث تعرضوا لعمليات إطلاق نار أسفرت عن مقتل 18 شخصًا، وهربوا من النيران إلى منطقة الدمازين، حيث تم إيواؤهم في المعسكرات المؤقتة في أوضاع اقتصادية صعبة.
وأردف أن النازحين الموجودين في المدارس ليسوا فقط من هربوا من الصراع القبلي قبل يومين فقط، ولكن يوجد عدد من الذين فروا قبل شهر من تلك المناطق التي تعرضت لاصطدامات قبلية.
وأوضح أن النازحين يحتاجون إلى إغاثة وإلى معونات غذائية وطبية وصحية، لافتًا إلى أن السلطات الرسمية تعمل لدعمهم بتوفير المواد الغذائية، بالإضافة إلى المنظمات الدولية التي تعمل مع السلطات من أجل إغاثة اللاجئين.
ارتفاع حصيلة ضحايا العنف القبلي في ولاية النيل الأزرق بـ #السودان#العربي_اليوم تقرير: محمد شهابي#العربي_على_أرض_عربية pic.twitter.com/7tcrZl4X45
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) September 3, 2022
وفي يوليو/ تموز الماضي، وقعت مواجهات في المنطقة بين شعب الهوسا وجماعات منافسة بما في ذلك الباستا، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 105 أشخاص وإصابة العشرات.
واندلعت تلك الاشتباكات بعد أن طلبت قبيلة الهوسا إنشاء "سلطة مدنية" اعتبرتها الجماعات المنافسة وسيلة للوصول إلى الأراضي.
وأدى العنف إلى نزوح نحو 31 ألف شخص، لجأ كثير منهم إلى مدارس تحولت مخيمات للنازحين، وأثارت الاشتباكات أيضًا احتجاجات غاضبة في جميع أنحاء السودان، حيث طالب شعب الهوسا بالعدالة للقتلى.
ودعت تظاهرات أخرى إلى "الوحدة" و"إنهاء القبلية" في الدولة الفقيرة الواقعة في شمال شرق إفريقيا.
وفي أواخر يوليو، وافق كبار القادة من الجماعات المتنافسة على وقف الأعمال العدائية.
وتأتي أعمال العنف الأخيرة في وقت يعاني السودان اضطرابات سياسية وأزمة اقتصادية متفاقمة منذ الانقلاب العسكري العام الماضي بقيادة عبد الفتاح البرهان.
وشهدت البلاد مذاك احتجاجات شبه أسبوعية وحملة قمع عنيفة أسفرت عن مقتل أكثر من 100 شخص، وفقًا لمسعفين مؤيدين للديمقراطية.
وفي يوليو، تعهد البرهان في خطاب متلفز التنحي وإفساح المجال أمام الفصائل السودانية للاتفاق على حكومة مدنية.