في فبراير/ شباط الماضي، أعلنت شركة "سبيس إكس" للصواريخ المملوكة للملياردير الأميركي إيلون ماسك أن ما يصل إلى 40 من أقمارها الاصطناعية "ستارلينك" التي تبث عبر الإنترنت، قد دُمّرت بعد أن تسبّب انفجار في النشاط الشمسي في سقوطها من المدار.
وبينما قد يكون هذا الحادث بمثابة "نكسة طفيفة الثمن" لشركة "سبيس أكس"، إلا أن فقدان العديد من الأقمار الاصطناعية قد يشكل مشكلة أهمّ بالنسبة للعديد من مشغّلي الأقمار الاصطناعية الآخرين، وفقًا لمجلة "نيوزويك".
ولاحظت وكالة الفضاء الأوروبية (ESA) أن عددًا من أقمارها الاصطناعية "سوارم" (Swarm)، المصمّمة لدراسة المجال المغناطيسي للأرض، تسقط بسرعة.
هبوط الأقمار
وقالت أنجا سترومي، مديرة مهمة "سوارم" لموقع "سبيس دوت كوم"، إنه بين ديسمبر/ كانون الأول وأبريل/ نيسان الماضيين، هبطت الأقمار الاصطناعية بمعدل 12 ميلًا في السنة، أي تقريبًا أسرع بنحو 10 مرات مما كانت عليه في السنوات العديدة الماضية.
وذكرت "نيوزويك" أن أقمار "سوارم" الاصطناعية تعمل على ارتفاع يصل إلى نحو 300 ميل، وهو ارتفاع مُشابه لأقمار "ستارلينك".
والفرق هو أنه في حين أن "سبيس إكس" لديها حاليًا أكثر من ألفي قمر اصطناعي من طراز "ستارلينك" في المدار، لا يتجاوز عدد الأقمار الاصطناعية من طراز "سوارم" ثلاثة أقمار. وباختصار، لا تستطيع وكالة الفضاء الأوروبية تحمّل خسارة أي قمر من دون تعطيل المهمة.
وأوضحت سترومي: "منذ ديسمبر/ كانون الأول من العام الماضي، كانت الأقمار تغوص فعليًا. إنه كالجري إلى الأمام والريح ضدك، بل هو أصعب من ذلك؛ إن الوضع أشبه بالإعاقة، لذا تصبح حركة الأقمار الاصطناعية بطيئة، وعندها تسقط ".
وعزت "نيوزويك" هذه الإعاقة المتزايدة إلى الرياح الشمسية، وتيارات الجسيمات النشطة المنبعثة من الشمس، والانفجارات الشمسية الأخرى مثل التوهّجات الشمسية، والانبعاثات الكتلية الإكليلية. وعندما تتفاعل هذه المادة الشمسية مع غلافنا الجوي، يتحرّك الهواء الأكثر كثافة إلى أعلى.
وارتفعت زيادة الإعاقة الآن نظرًا لأن الشمس أصبحت أكثر نشاطًا بوصف ذلك جزءًا من دورتها الشمسية الحالية التي تبلغ 11 عامًا تقريبًا. وفي كل دورة شمسية تنتقل الشمس من فترة هادئة إلى فترة نشطة للغاية، وهي تتزايد حاليًا حتى ذروة النشاط.
وأوضحت المجلة أن العلماء استعدوا لهذا الأمر، فبينما تواجه الأقمار الاصطناعية في مدار أرضي منخفض، قدرًا صغيرًا من الإعاقة طوال الوقت بسبب وجود كميات ضئيلة من الغلاف الجوي، فانها غالبًا ما تُزوّد بمحركات دفع يمكن استخدامها لزيادة ارتفاعها في كثير من الأحيان.
فمحطة الفضاء الدولية، على سبيل المثال، لديها محركات تعزيز للارتفاع لمنعها من الهبوط إلى مستوى منخفض للغاية.
ومع ذلك، رأت المجلة أنه يتعيّن على مشغّلي الأقمار الاصطناعية أن يكونوا يقظين على نحو متزايد لإحداث توازن مع قوة الشمس خلال السنوات المقبلة.