الغائب الحاضر.. آسيان تنعقد بدون ميانمار بعد استبعاد قائد الجيش

بدأ قادة دول رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) أعمال قمتهم اليوم الثلاثاء، دون تمثيل لميانمار بعدما رفضت إرسال ممثل لها، في أعقاب قرار الكتلة استبعاد رئيس المجلس العسكري الحاكم من الحضور.

ودفع رفض ميانمار السماح لممثل خاص بلقاء الزعيمة المدنية أونغ سان سو تشي، بكتلة "آسيان" التي تضم في عضويتها ميانمار، لاتخاذ قرار استبعاد رئيس المجموعة العسكرية الجنرال مين أونغ هلاينغ من القمة المنعقدة هذا الأسبوع.

وأمس الإثنين، قال المجلس العسكري الحاكم في ميانمار: إنه لن يقبل إلا بحضور رئيس الدولة أو ممثل وزاري.

وقال متحدث باسم المجموعة العسكرية: إن إيفاد شخصية أدنى منصبًا قد "يؤثر على سيادة وصورة بلدنا"، ولم يحضر أي ممثل عن بلاده افتتاح القمة الافتراضية.

وكانت الرابطة التي تضم 10 أعضاء، قد دعت تشان آي، المدير العام المعين من الجنرالات في وزارة الشؤون الخارجية، للحضور في مكان قائد الجيش.

وافتتحت القمة الافتراضية ثلاثة أيام من الاجتماعات التي تستضيفها الرابطة، والمتوقع أن يشارك فيها الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيسان الصيني والروسي.

وتتصدر ميانمار جدول أعمال محادثات الثلاثاء بين القادة الإقليميين، في وقت لا يزال هذا البلد يشهد فوضى منذ استيلاء الجيش على الحكم، والقمع الذي أعقب ذلك بحق المعارضة.

"لا تقدّم"

واعتبر قرار استبعاد الجنرال هلاينغ من القمة خطوة غير مسبوقة من منظّمة تتعرض لانتقادات عادةً لعدم امتلاكها أدوات ضغط، ونددت المجموعة العسكرية بالقرار بوصفه خرقًا لسياسات التكتل القاضية بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأعضاء.

من جهته، قال خبير جنوب شرق آسيا في المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية، آرون كونلي: إن قرار منع رئيس المجموعة العسكرية ينطوي على "أهمية بالغة"، بحسب "فرانس برس".

وخلال حلقة نقاش الإثنين، أشار كونلي إلى أن "هذه أهم عقوبة فرضتها آسيان على الإطلاق على دولة عضو، وهي رد مباشر على عدم الامتثال الذي شهدناه من (المجموعة العسكرية)".

لكن من غير المرجح أن تذهب الرابطة أبعد من ذلك، مثل تعليق عضوية ميانمار، في ظل استبعاد اتخاذ قرارات في اجتماعات هذا الأسبوع، من شأنها أن تدفع إلى تغيير في نهج المجموعة العسكرية.

وصرّح دبلوماسي من جنوب شرق آسيا طلب عدم الكشف عن اسمه لـ"فرانس برس" قائلًا: "آسيان منقسمة حيال مسألة ميانمار.. لن يكون هناك على الأرجح تقدم حقيقي".

ودعت دول أعضاء مثل ماليزيا وسنغافورة وإندونيسيا الكتلة للتحرك، بعكس حكومات أخرى أكثر استبدادية.

ومن المواضيع الأخرى المتوقع مناقشتها خلال هذه القمة، ملف بحر الصين الجنوبي، الذي تطالب بالسيادة عليه بكين والعديد من دول جنوب شرق آسيا، ووباء كورونا.

وتستضيف بروناي، الرئيس الحالي لآسيان، اجتماعات هذا العام، التي تنعقد على الانترنت نظرًا لصعوبات السفر المرتبطة بالجائحة.

وبعد محادثات سيجريها قادة آسيان الثلاثاء، سيشارك بايدن في قمة للولايات المتحدة وآسيان في وقت لاحق من اليوم ذاته، وفي قمة يشارك فيها رئيس الوزراء الصيني لي كه تشيانغ وقادة آخرون الأربعاء.

وهذه أول مشاركة لرئيس أميركي منذ أربع سنوات في قمم آسيان، في وقت يسعى بايدن لحشد الدعم في المنطقة في مواجهة تصاعد نفوذ الصين.