أعلن وزير الموارد المائية والري المصري الجديد، هاني سويلم، أن المياه المتوافرة لدى بلاده حاليًا تكفي نصف حاجتها فقط، مرجعًا سبب انخفاض كميات المياه إلى التغيرات المناخية على دول حوض النيل، التي تؤثر سلبًا على كمية المياه التي تصلها.
وأضاف سويلم أن المشروعات الكثيرة التي تنفذها مصر في قطاع المياه تستهدف تقليل حدة العجز، فضلاً عن الحفاظ على المياه من الهدر من خلال تبطين الترع.
وذكرت تقارير صحافية أنّ الوزير سويلم ورث "تركة ثقيلة" تتعلق بالتحديات المحلية والدولية، ومنها زيادة معدلات الفقر المائي بسبب انخفاض نصيب المواطن المصري من المياه، والمتناقص سنويًا بسبب الزيادة السكانية، أو بسبب ازدياد استهلاك المياه لتلبية مختلف الأغراض بسبب التغيرات المناخية التي تعصف بالعالم.
تحديات تنتظر الوزير هاني سويلم
ويواجه سويلم تحديات كبيرة أولها يتعلق بإدارة الملف الفني لسد النهضة وتداعيات التصرفات الأحادية لإثيوبيا دون اتفاق قانوني مع دولتي المصب مصر والسودان، بالإضافة إلى توفير المياه الصالحة للشرب وللمشاريع الزراعية، فضلًا عن وضع استراتيجية لمعالجة فقر مصر المائي.
ويواجه سويلم أيضًا تحديات تحتاج إلى إدارة مبتكرة لرفع كفاءة إدارة هذه الملفات ومنها التخفيف من مخاطر المناخ على السواحل الشمالية، ووضع آليات حماية الشواطئ والاستثمارات في هذه المناطق، ولا سيما أنّه من الخبراء في إدارة ملف التنمية المستدامة والتخفيف من مخاطر التغيرات المناخية على الموارد المائية.
كما يسعى الوزير الجديد إلى رفع كفاءة إدارة منظومة المياه على المستوى الداخلي من خلال الحد من معدلات التلوث.
زيادة الحصة المائية
ويؤكد أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، عباس شراقي، أن مصر دخلت في مشكلة العجز المائي منذ أكثر من 30 سنة حيث تزداد الفجوة مع كل عام ويقل نصيب الفرد من المياه نحو 30 متر مكعب، وقد تراجعت حصة الفرد من نحو ألف متر إلى النصف تقريبًا.
ويتمنّى شراقي في حديث إلى "العربي" من القاهرة، أن يسعى الوزير لزيادة حصة البلاد المائية وأن يكون هذا الملف من أولوياته، مشيرًا إلى أن هذه الحصة تقدّر بـ55 مليار متر مكعب، وهذا الرقم يعد ثابتًا منذ نحو 50 سنة وهو ما ليس مقبولاً خصوصًا مع تزايد عدد السكان.
ويشير إلى إمكانية إقامة مشروعات مؤكدة، يمكنها أن تساهم في زيادة الحصة المائية لمصر والسودان من جنوب السودان فقط بنحو 20 مليار متر مكعب، ولا سيما أن الأمطار التي تتساقط هناك أكثر من كمية الأمطار التي تتساقط على إثيوبيا التي عادةً ما تأخذ القاهرة والخرطوم ما يفيض عنها من المياه.