بدأت جلسة الكنيست الإسرائيلي للتصويت على الحكومة الائتلافية الجديدة، التي من المنتظر أن تنهي هيمنة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على السلطة التي استمرت 12 عامًا.
وانطلقت الجلسة بتقديم مهندس الائتلاف يائير لابيد والزعيم نفتالي بينيت الذي سيرأس الحكومة المقترحة في السنتين الأوليين، تشكيلتهما الوزارية قبل أن يلقي رؤساء الأحزاب خطاباتهم.
وأفاد مراسل "العربي" في القدس المحتلة بأنّ أعضاء في الكنيست من حزب الصهيونية الدينية قاطعوا كلمة نفتالي بينيت في مستهلّ الجلسة، الذي أكد أنّه سيعمل على ترميم العلاقات الخارجية لإسرائيل.
وأكد بينيت في كلمته أن حكومته ستدعم الاستيطان في كل المناطق، ولا سيما المناطق ج، مشيرًا إلى أنّها ستبدأ كذلك علاقة جديدة مع العرب في الداخل. كما شدّد على أنّ إسرائيل لن تمكّن إيران من امتلاك سلاح نووي.
وقال بينيت: إنّه يتمنّى الحفاظ على وقف إطلاق النار، "لكن إذا اختارت حماس تهديدنا فسنواجه ذلك بقوة". وشدّد على أنّ "إعادة مفقودينا لدى حماس مهمة مقدسة يجب إنجازها".
وبحسب مراسلنا، تحدّث بينيت عن مسألة الانتخابات، مشيرًا إلى أنّ أيّ انتخابات جديدة من دون حلّ الأزمة السياسية في إسرائيل ستكون ناتجة عن الكراهية. كما شدّد على أنّه سيعمل على إخراج إسرائيل من أزماتها.
لابيد: "صباح التغيير"
وشكّل مهندس الائتلاف رئيس حزب "هناك مستقبل" يائير لابيد في اللحظات الأخيرة الائتلاف الحكومي بالتحالف مع سبعة أحزاب، اثنان من اليسار واثنان من الوسط وثلاثة من اليمين بينها حزب "يمينا" القومي المتطرف، وحزب عربي هو الحركة الإسلامية - الجناح الجنوبي.
وكتب لابيد الذي ستعهد له حقيبة الخارجية في الحكومة المقبلة قبل تسلمه رئاسة الوزراء في العام 2023، في حسابه على "تويتر"، عبارة "صباح التغيير".
من جهته، نشر بينيت في تغريدة صورة له وهو يصلي مصحوبة بمباركة توراتية.
ويعتزم الرجلان إلى حد كبير تجنب القيام بتحركات كبرى بشأن القضايا الدولية الساخنة، مثل السياسة تجاه الفلسطينيين، والتركيز على الإصلاحات الداخلية، بحسب وكالة "رويترز".
نتنياهو: "شكرًا لكم"
وأخفق نتنياهو (71 عامًا) أبرز الساسة الإسرائيليين في جيله في تشكيل حكومة بعد رابع انتخابات شهدتها إسرائيل خلال عامين في 23 مارس/ آذار.
وقال نتنياهو في تغريدة على تويتر موجهة للإسرائيليين: "أحبّكم. شكرًا لكم" ونشر معها صورة تعبيرية لقلب وصورة له في خلفيتها العلم الإسرائيلي.
ويندد خصوم نتنياهو منذ مدة طويلة بما يرون أنه خطابه السياسي الداعي للفرقة وأساليبه السياسية السرية وإخضاع مصالح الدولة لبقائه على المسرح السياسي. ووصفه البعض بوزير الجريمة نظرًا لأنه يحاكم حاليًا أمام القضاء بتهم فساد.
واتهمه معارضوه أيضًا بسوء إدارة أزمة فيروس كورونا وتداعياتها الاقتصادية.
"مع السلامة يا بيبي"
وقد بدأت احتفالات خصوم نتنياهو بانتهاء عهده مساء أمس السبت خارج مقر إقامته في القدس، الذي شهد احتجاجات أسبوعية في العام الأخير حيث علقت لافتة سوداء على جدار كتب عليها "مع السلامة يا بيبي مع السلامة" في إشارة إلى اسم "الدلع" الذي يطلقه عليه أنصاره.
وردد المتظاهرون الأغاني ودقوا الطبول ورقصوا في إطار احتفالاتهم.
وكان نتنياهو، وفي محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وعدم الخروج من المشهد السياسي الإسرائيلي من الباب الضيّق المهين، قدّم "إغراءات" لوزير الجيش بيني غانتس للانسحاب من "ائتلاف التغيير" بقيادة نفتالي بينيت ويائير لابيد.
وتقوم هذه الإغراءات التي وُصِفت بأنّها "أوراق الساعات الأخيرة" لإفشال الحكومة الإسرائيلية الخامسة والثلاثين، على أن يسلّم نتنياهو غانتس رئاسة الحكومة "على الفور ولمدة ثلاث سنوات"، إذا ما انسحب من الائتلاف المناهض له.