الكوكب يفقد رئته.. خسائر فادحة جرّاء حرائق الغابات عام 2021
لم تختفِ المساحات الخضراء وحدها خلال موجات الحرائق، التي تندلع سنويًا من حول العالم وتتجدّد في فترات متفرقة من العام الواحد.
فإلى جانب الخسائر بالأرواح، والتغييرات الكارثية التي تطرأ على موائل الحيوانات التي تشارك الإنسان الحياة على هذا الكوكب، تتضاءل رئة العالم ما يهدّد بالأسوأ.
وشهد عام 2021 سلسلة حرائق ضخمة طالت مساحات شاسعة وخلّفت عشرات القتلى. وبينما لم تغب فرضية الأعمال التخريبية عن بعضها، عُزي عدد كبير منها إلى موجات الحر.
ويرى العلماء أن هذه الأخيرة هي نتيجة لا لبس فيها للاحترار المناخي، ويعتقدون أنها ستصبح أشد وأطول وأكثر تكرارًا. ومع ذلك، جاءت الخطوات العالمية لـ"إنقاذ الأرض" دون الآمال المعقودة، والجهود المطلوبة.
فيما يلي أبرز الحرائق التي أقفل عليها العام الجاري، ولا سيما في شهر أغسطس/ آب الذي تعالت ألسنة النار فيه من دول عدة.
أستراليا
شهدت "بيرث" رابع أكبر مدن أستراليا، مطلع العام حرائق غابات أتت على 71 منزلًا، طُلب على أثرها من السكان عدم الالتزام بإجراءات الإغلاق ومغادرة المناطق المهدّدة.
الأرجنتين
مأساة مشابهة حلّت بمنطقة باتاغونيا الأرجنتينية، وأسفرت عن مقتل شخص فيما أُبلغ عن فقدان 11 آخرين.
وأثناء زيارته للمنطقة المدمّرة جرّاء الكارثة، تعرّضت حافلة تقل الرئيس الأرجنتيني ألبرتو فرنانديز للركل وإلقاء الحجارة من قبل محتجين.
قبرص
في أبريل/ نيسان الماضي، كانت جزيرة قبرص على موعد مع حريق هائل، دمّر مساحات من الغابات وأودى بحياة أربعة أشخاص.
الجزائر
التهم حريق عشرات الهكتارات في غابات خنشلة في جبال أوراس في شمال شرق الجزائر.
ثم شهدت الجزائر في وقت لاحق من الصيف سلسلة حرائق ضربت نحو 20 ولاية جزائرية، وترافقت مع موجة حرّ قياسية ورياح جنوبية قوية. وتسبّبت في وفاة 90 شخصًا منهم 33 عسكريًا.
أميركا وكندا
في يوليو/ تموز الماضي، وضعت حرائق تشهدها أميركا وكندا مناطق بأكملها في ولاية كاليفورنيا في حالة تأهب قصوى، وأدت لتدمير آلاف الهكتارات من الأراضي في البلدين.
وعُد الحريق "ديكسي" الذي شهدته كاليفورنيا، ثاني أكبر حريق غابات تشهده في تاريخها. وفيما أتى على ما يزيد عن 180 ألف هكتارًا، بات كبيرًا إلى درجة أنه ولّد ظواهر مناخية خاصّة به، بما في ذلك الصواعق.
لبنان
مع نهاية نوفبر/ تشرين الثاني الماضي، كانت ألسنة اللهب تطال مساحات شاسعة في شمال لبنان، توفي على أثرها فتى في الخامسة عشرة، وأخليت قرية سورية على الحدود.
وعاودت ألسنة النيران اشتعالها لاحقًا، والتهمت بعضًا من الكسوة الخضراء في عكار شمالًا والجنوب ومناطق أخرى.
تركيا
بالتوازي، لقي ما لا يقل عن ثمانية أشخاص حتفهم وأُصيب آخرون بسبب حريق غابات ضخم استعر في تركيا.
وطالت حرائق الغابات ولايات عدّة في الجنوب وجنوب غربي البلاد، من ضمنها أنطاليا وأضنة وموغلا ومرسين وعثمانية.
اليونان
في أغسطس/ آب الفائت، ضربت موجة الحرائق اليونان، وأدّت إلى استنفاد قدرات مكافحة الحرائق في البلاد إلى أقصى حد، مما دفع الحكومة إلى طلب المساعدة الدولية.
واجتاحت الحرائق غابات جزيرتي إيفيا ورودوس اليونانيتين ومساحات حرجية تقع في شمال أثينا وجنوبها الشرقي وأنحاء من أرخبيل بيلوبونيز. ودفعت تلك الحرائق إلى إجلاء المئات، وقد قضى جراءها ثلاثة أشخاص وسجّلت إصابات عدة، بعضها خطرة.
أوروبا والأمازون
وكافح عناصر الإطفاء في إيطاليا والبرتغال وإسبانيا مئات الحرائق الناتجة عن القيظ.
كما استعرت النيران في غابات سيبيريا. وأفادت وكالة الفضاء الأميركية (ناسا)، بأن الدخان الناجم عنها "اجتاز أكثر من ثلاثة آلاف كلم ليبلغ القطب الشمالي، وهو ما يبدو سابقة في التاريخ الموثّق".
إضافة إلى ذلك، كافحت روسيا ألسنة اللهب في الأورال في سفردلوفسك، وموردوفيا ونيجني نوفغورود شرق موسكو.
وسجّلت الأقمار الصناعية 28060 حريقًا في منطقة الأمازون البرازيلية، وهي حصن هام ضد تغيّر المناخ بسبب الكمية الهائلة من ثاني أكسيد الكربون التي يمتصها الغطاء النباتي ويخزنها.
المغرب وتونس
ولم تغب كل من الأراضي الفلسطينية المحتلة، والمغرب، وتونس عن خارطة توزع الحرائق، ففي الأولى اندلعت النيران عند أطراف القدس، وفي الثانية أتت الحرائق على مساحات شاسعة من الغابات الشمالية. أما في الثالثة فطالت النيران محافظة بنزرت.
وفي شهر أكتوبر الماضي، نالت العاصمة اليابانية طوكيو نصيبها من الحرائق، وهذه المرة في مبنى ومصفاتين جرّاء زلزال ضربها وأدى إلى إصابة أكثر من 30 شخصًا.