Skip to main content

المخاطر كبيرة.. هل ينجح الهجوم الأوكراني المضاد في الربيع؟

الأحد 2 أبريل 2023

تدخل الحرب الروسية على أوكرانيا مرحلة جديدة خلال الأسابيع المقبلة، حيث توقّع وزير الدفاع الأوكراني ديمتري كوليبا الأسبوع الماضي، بدء هجوم مضاد في أبريل/ نيسان الحالي.

ويعمل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بجد لإبقاء قواته وشعبه متحمّسين لخوض معركة طويلة.

وخلال فصل الشتاء، دخلت الحرب مرحلة حرب استنزاف. ومع بدء فصل الربيع، وذوبان الجليد، يُمكن لكييف أن تستفيد من تحسن الطقس للمبادرة في ساحة المعركة بدفعات جديدة من الأسلحة الغربية، بما في ذلك عشرات الدبابات والقوات الجديدة المدرّبة في الغرب.

لكن القوات الروسية توغّلت في العمق الأوكراني، وتوجد خلف حقول الألغام وعلى امتداد كيلومترات من الخنادق.

في هذا السياق، أوضح جيمس نيكسي، مدير برنامج روسيا وأوراسيا في معهد "تشاتام هاوس"، لوكالة "أسوشييتد برس"، أنّ "القوات الروسية تعاني من مشاكل لا نهاية لها"، مضيفًا أنّ "بوتين، الذي يُدرك أنه لا يستطيع الانتصار في الحرب في أي وقت قريب، يهدف إلى إطالة القتال على أمل أن يضعف الدعم الغربي لكييف في نهاية المطاف".

وقال: "إستراتيجية روسيا مصممة حول جعل الغرب ينهار".

في المقابل، تبدأ القوات الأوكرانية موسم الربيع بتدفّق الأسلحة الغربية النوعية والقوية.

وتسلّمت كييف من ألمانيا 18 دبابة "ليوبارد 2". كما قامت بولندا وكندا والنرويج بتسليم دباباتها من طراز "ليوبارد". بينما وصلت دبابات "تشالنجر" البريطانية.

كما تعهّدت واشنطن بتقديم دبابات "أبرامز"، وباريس بتقديم دبابات خفيفة، إلى جانب تدريب جنود أوكرانيين على استخدامها.

وستمنح الإمدادات الجديدة، بما في ذلك مدافع الهاوتزر والأسلحة المضادة للدبابات ومليون طلقة من ذخيرة المدفعية، المزيد من القوة للجيش الأوكراني وستعطيه دفعة أكبر.

وفي هذا الإطار، قال نيكسي: "يمكن لعدد كبير من الدبابات أن يدق إسفينًا أعمق في المواقع الروسية".

بدوره، أوضح المحلل العسكري الأوكراني أوليه جدانوف للوكالة أنّه "في هجومها المضاد، ستسعى القوات الأوكرانية لاختراق الممر البري بين روسيا وشبه جزيرة القرم التي تمّ ضمها، والانتقال من زابوريجيا نحو ميليتوبول وبحر آزوف".

وأضاف أنه في حالة نجاح الهجوم المضاد، "سوف يقسّم الأوكرانيون القوات الروسية إلى قسمين، ويقطعون خطوط الإمداد عن الوحدات الموجودة في الغرب، في اتجاه شبه جزيرة القرم".

ما شكل المرحلة النهائية للحرب؟

من جهته، يعتقد معهد دراسة الحرب، وهو مركز أبحاث مقره واشنطن، أنّ أوكرانيا بحاجة إلى إطلاق سلسلة من الهجمات المضادة، وليس هجومًا واحدًا فقط، ليكون لها اليد الطولى في الحرب.

وقال المعهد: إنّ الهجمات "تهدف إلى إقناع بوتين بقبول حل وسط تفاوضي، أو إيجاد حقائق عسكرية مواتية بشكل كافٍ لأوكرانيا بحيث يمكن لكييف وحلفائها الغربيين تجميد الصراع بمفردهم بغضّ النظر عن قرارات بوتين".

وليس لدى نيكسي أدنى شك في أن كل جانب سيواصل حربه خلال الأشهر المقبلة، على أمل الحصول على ميزة على طاولة المفاوضات.

لكنّه أشار في الوقت نفسه إلى أنّه إذا فشلت كييف في إحراز تقدم في ساحة المعركة بأسلحتها التي زوّدها بها الغرب، "فقد يتردد الحلفاء في إرسال المزيد من المعدات باهظة الثمن".

وقال: "المخاطر كبيرة. فهزيمة أوكرانيا سيكون لها تداعيات عالمية، ولن يكون هناك شيء اسمه الأمن الأوروبي كما نفهمه حاليًا".

المصادر:
العربي - ترجمات
شارك القصة