يعود المعارض الروسي أليكسي نافالني، اليوم الأحد، إلى روسيا رغم تهديد القضاء الروسي باعتقاله، بعدما كان يتعافى منذ أشهر عدّة في ألمانيا من عملية تسميم مفترضة.
ومنذ إعلان عودته، حذرته مصلحة السجون الروسية، مشيرةً إلى أنها ستكون “ملزمة” باعتقاله لانتهاكه شروط حكم بالسجن مع وقف التنفيذ صادر في 2014.
لكنّ نافالني اعتبر الأمر محاولة لـ"تخويفه، ودعا أنصاره الى استقباله في مطار فنوكوفو في موسكو حيث من المقرر أن تحط طائرته الساعة 19,20 مساء في التوقيت المحلي.
وأعلن أكثر من الفي شخص عبر منصة "فيسبوك" الحضور والترحيب بنافالني، لكنّ القضاء حذّر من المشاركة في أي “حدث عام” غير مسموح به في المطار المذكور.
Пришли люди говорят надо завтра во Внуково ехать. pic.twitter.com/aNwxTlfuH4
— Николай Ляскин (@nlyaskin) January 16, 2021
ويقيم نافالني، خصم الرئيس فلاديمير بوتين، في ألمانيا منذ أواخر أغسطس/آب الماضي، عقب إصابته بإعياء شديد خلال رحلة العودة من سيبيريا إلى موسكو في إطار حملة انتخابية. وأدخل حينها المستشفى في مدينة أومسك حيث بقي 48 ساعة ثم نقل إلى برلين في غيبوبة.
وخرج نافالني من المستشفى في أوائل سبتمبر/أيلول الماضي. وخلصت ثلاثة مختبرات أوروبية إلى أنه سمّم بمادة نوفيتشوك التي طورت خلال الحقبة السوفياتية من أجل أغراض عسكرية. وأكدت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية هذه الخلاصة رغم نفي موسكو المتكرر .
ويقول نافالني إن أجهزة الأمن الروسية دبرت لاغتياله بأمر مباشر من فلاديمير بوتين. وتنفي موسكو في المقابل، عملية التسميم جملةً وتفصيلاً، وتعتبر أنّها مؤامرة غربية، حتى أنّها تشكّك في النمط الصحي لحياة المعارض. كما ترفض فتح تحقيق جنائي لمعرفة ما حصل لنافالني، بحجة أن ألمانيا ترفض نقل بياناتها إلى روسيا.
وأعلنت ألمانيا السبت انها أرسلت عناصر التحقيق القضائي المتعلق بقضية التسميم المفترض لنافالني إلى السلطات القضائية الروسية. وتضمّ عناصر الملف “محاضر جلسات استجواب” نافالني من قبل المحققين الألمان و“عينات دم وأنسجة وقطع ملابس“. وقالت ألمانيا إنّها تنتظر الآن من موسكو أن "تُلقي الضوء على هذه الجريمة".
وكان الاتحاد الأوروبي قد دعا موسكو لفتح تحقيقات في قضية نافالني. وصادق في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ممثلو الدول السبع والعشرين الأعضاء في الاتحاد على عقوبات اقترحتها فرنسا وألمانيا، وعلى تحميل روسيا مسؤولية التسميم.
واتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاتحاد الأوروبي بالرضوخ للضغط الأميركي وبـ"استبدال فن الدبلوماسية بالعقوبات". واستدعت وزارة الخارجية الروسية سفيري فرنسا والسويد ونائب السفير الألماني لدى موسكو في ديسمبر/كانون الأول المنصرم. وأعلنت فرض عقوبات على شخصيات أوروبية.
ويواجه المعارض الروسي تهمة حصول “احتيال واسع النطاق“ منذ نهاية ديسمبر. وأشارت لجنة التحقيق الفدرالية الروسية إلى أن شبهات تحوم حول "إنفاق نافالني مبلغ 356 مليون روبل (3,9 مليون يورو) لأغراض شخصية، كان مصدرها تبرعات جمعتها منظمات يديرها نافالني".
ويُعد نافالني، البالغ من العمر 44 عاماً، أبرز أصوات المعارضة في روسيا. ويتابعه نحو 4,8 ملايين شخص عبر قناته على موقع "يوتيوب". وهو غير ممثل في البرلمان ولا يحق له الترشح بسبب إدانته بتهمة التهرب الضريبي التي وصفها بأنها قرار سياسي.