كشفت رئيسة منظمة "الأورومية" لحقوق الإنسان المحامية والناشطة الحقوقية الإثيوبية عرفات جبريل، الأحد، أن 15 مهاجرًا إثيوبيًا قُتلوا في القصف الذي شنّه التحالف بقيادة السعودية على مركز للاحتجاز في محافظة صعدة شمالي اليمن.
والجمعة، أفادت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، في بيان، بأن "هجومًا تعرض له مركز اعتقال في صعدة، أسفر عن مقتل وإصابة أكثر من 100 معتقل".
وقالت جبريل إن "75% من المحتجزين في مركز الاعتقال بصعدة هم من المهاجرين الإثيوبيين"، مضيفة أنه إلى جانب القتلى الإثيوبيين "هناك عدد كبير من الجرحى، بينهم 9 نساء كنّ في زيارة لأهاليهم في السجن".
من جهته، اتهم المتحدث باسم جماعة الحوثي اليمنية محمد عبد السلام، عبر "تويتر"، طيران التحالف بـ"استهداف السجن الاحتياطي في صعدة".
وأعلنت وزارة الصحة بحكومة الحوثيين، في بيان، أن ضحايا الغارات على السجن بلغ عددهم 77 قتيلًا و223 جريحًا.
فيما ذكرت منظمة "أطباء بلا حدود"، عبر بيان، أن "عدد القتلى بلغ 70، والمصابين 138"، في وقت نفى التحالف مسؤوليته عن استهداف السجن.
تكثيف الضربات
ومنذ الإثنين، كثّف التحالف ضرباته الجوية ضد مواقع خاضعة لسيطرة الحوثيين في محافظات بينها صنعاء (شمال)، ردًا على استهداف الحوثيين العاصمة الإماراتية أبو ظبي، وإطلاق الصواريخ على السعودية.
وبعد أربع سنوات من الحرب، وتحديدًا أواخر عام 2019، بدأت الإمارات الانسحاب من اليمن جزئيًا لتجنّب الهجمات على أراضيها، لكنها حافظت على صلاتها بالجماعات الانفصالية، وتحديدًا "ألوية العمالقة"، وزادت الضربات الجوية في الأسابيع الأخيرة.
وفي العاشر من يناير/ كانون الثاني، استعادت قوات "ألوية العمالقة" الموالية للحكومة اليمنية والمدعومة من الإمارات، السيطرة على محافظة شبوة الغنية بالنفط من الحوثيين، والقريبة من مأرب. كما اشتد القتال مؤخرًا في محافظة البيضاء المحاذية لمأرب.
وأدى تدخّل "ألوية العمالقة" على جبهة مأرب، إلى إبعاد الخطر الحوثي الذي أحاط بالمدينة النفطية الهامّة استراتيجيًا.
ما هي "ألوية العمالقة"؟
وتتضارب الأرقام المتعلقة بعدد مقاتلي هذه الألوية، إلا أن بعض التقديرات تشير إلى أن عددهم يتراوح بين 15 ألفًا و30 ألفًا.
وانبثقت "ألوية العمالقة" عن المقاومة الشعبية في اليمن التي كانت تقاتل الحوثيين بعد سيطرتهم على صنعاء عام 2014. وأسّسها أبو زرعة المحرمي عام 2015. وبدأ بتأسيس أربعة ألوية، إلى أن وصل عدد الألوية إلى 12. ويقوم علي سالم الحسن بإدارة شؤونها الإدارية.
وتنشط الألوية في غرب اليمن، وتقاتل في تعز، والحديدة، وأسفل الساحل الغربي.
في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، انتقل مقاتلو العمالقة شرقًا إلى شبوة، بعد إقالة محافظها محمد صالح بن عديو، الذي كان ينتقد سيطرة الإمارات على ميناء بلحاف البحري المهم.
ومن أبرز انتصاراتها، تحرير مديريات ذباب، والمخا، والوازعية، وموزع في محافظة تعز، ومديريات الخوخة، وحيص، والدريهمي في محافظة الحديدة، ومشاركتها مؤخرًا في تحرير محافظة شبوة.
وحرصت الألوية على نفي أي صلة لها بالمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيًا. وأكدت مرارًا ولاءها للحكومة الانتقالية والرئيس عبد ربه منصور هادي.
ويشهد اليمن، منذ نحو 7 سنوات، حربًا مستمرة بين القوات الموالية للحكومة، المدعومة بالتحالف العسكري الذي تقوده السعودية، والحوثيين المدعومين من إيران، والمسيطرين على محافظات بينها العاصمة صنعاء منذ سبتمبر/ أيلول 2014.
وحتى نهاية 2021، أودت الحرب بحياة 377 ألف شخص، وكبدت اقتصاد اليمن خسائر بـ126 مليار دولار، وبات معظم سكانه، البالغ عددهم قرابة 30 مليون نسمة، يعتمدون على المساعدات، في إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية والاقتصادية بالعالم، وفق الأمم المتحدة.