لا تكاد سلاسل الإمدادات العالمية تخرج من مشاكلها السابقة، حتى تزيدها المناورات العسكرية الصينية المحيطة بتايوان تعقيدًا.
فالتدريبات الصينية بالذخيرة الحية تهدد بتعطيل التجارة، والسفر التجاري في شرق آسيا، وتجبر السفن على تغيير مسارها بعيدًا عن أحد أكثر الممرات المائية ازدحامًا في العالم.
ومنذ أيام تستمر المناورات في المجال الجوي والبحري المحيط بتايوان، استعراضًا للقوة وردًا على زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي للجزيرة.
وقالت تايوان المتضررة إن "التدريبات ترقى إلى كونها حصارًا بحريًا وجويًا وانتهاكًا لمياهها الإقليمية".
ويعد مضيق تايوان شريانًا حيويًا بالغ الأهمية للتجارة العالمية، فالممر البالغ عرضه 110 أميال يفصل الجزيرة عن آسيا، وهو طريق تجاري رئيسي للسفن المحملة بالبضائع من الصين واليابان وكوريا.
وتحصي شركات الشحن وجود 265 سفينة حاويات في المياه الإقليمية التايوانية ويتوقع وصول العشرات غيرها.
وترى شركات الشحن في المستقبل تأثيرًا طويل المدى بسبب تأخر إعادة توجيه السفن والمبيعات المفقودة وتكاليف العمالة وفواتير التأمين.
كما يفاقم الصراع حول تايوان مأساة صناعة أشباه الموصلات أيضًا ويزيد من النقص العالمي منها.
ولدى تايوان 7 موانئ يعد كاوشيونغ أكبرها لكن يتهدده التعطيل مع توجيه السلطات المحلية للسفن باستخدام موانئ بديلة.
وفي الجو، غيرت تايوان 18 مسارًا جويًا أيضًا بعد موافقة اليابان والفلبين، ما أضر بـ400 رحلة جوية.
وأعطت المناورات العسكرية التي تجريها الصين قرب تايوان إشارات على تعزيز قدرات جيشها، وملامح خطط أعدتها لفرض حصار على الجزيرة التي تتمتع بالحكم الذاتي، في حال قررت شنّ هجوم واسع على أراضي تايبيه.
وهذه هي المرة الأولى التي تقترب فيها المناورات الصينية إلى هذه الدرجة من تايوان، إذ تجرى تمارين على بعد أقل من 20 كلم من سواحل الجزيرة.