تتصاعد حدة التوتر على حدود لبنان الجنوبية، حيث شهد اليوم الأربعاء ارتفاعًا كبيرًا في تبادل القذائف بين "حزب الله" وقوات الاحتلال الإسرائيلي.
وأخلى الاحتلال الإسرائيلي المستوطنات حتى حدود 5 كيلومترات وليس فقط لكيلومترين كما حدث خلال الأيام الماضية، فيما حذر حزب الله من أنه أصبح "أقوى بآلاف المرات" من ذي قبل.
وتأججت هذه المناوشات الحدودية، عقب إطلاق عملية "طوفان الأقصى" من قبل المقاومة الفلسطينية وردّ الاحتلال عليها بعدوان غير مسبوق على قطاع غزة.
فهل إسرائيل قادرة على فتح مواجهة على حدود لبنان؟
وعن قدرة الاحتلال الإسرائيلي على فتح عدة جبهات في ذات الوقت في حال قرر حزب الله توسيع رقعة المواجهات، يرى الأكاديمي والباحث السياسي خالد الحروب أن فتح جبهة شمال الأراضي الفلسطينية المحتلة سيغير كل المعادلة الإستراتيجية.
وهذا الأمر يدركه الأميركيون والإسرائيليون على حد سواء وفق الحروب، الذي يوضح أنه بسبب ذلك أرسلت حاملات الطائرات لترسو على شواطئ فلسطين.
ويردف في مقابلة مع "العربي": حاملات الطائرات ليس هدفها الرئيسي المحاربة، بل هدفها حزب الله وإيران ويبدو أن هذا الردع قد نجح إلى حد كبير، بحيث لم يحصل أي تدخل حقيقي.
كما يعتقد الأكاديمي والباحث السياسي أن هذه المناوشات متوقعة، إذ لا يمكن لطرف مثل حزب الله أن يقف مكتوف الأيدي في وقت ينتظر الجميع منه القيام بتدخل كبير وواسع النطاق.
وتأتي هذه المواجهات الحدودية لتحمي ما وصفه الحروب "ماء الوجه" بمثل هذه المناوشات المختلفة الحدود اللبنانية الجنوبية.
وفي وقت قد تكون السلطات الإسرائيلية قد أخلت المستوطنات إما لإجراءات احترازية أو جدية، إلا أنه في الجوهر "فاتت الفرصة والوقت مضى على أي تدخل حقيقي من قبل حزب الله قد يؤثر في مجريات المعركة في شكل جذري"، على حد تعبير الحروب.