الخميس 19 Sep / September 2024

الهجوم الروسي.. غالبية أعضاء مجلس الأمن يؤيدون هدنة غوتيريش في أوكرانيا

الهجوم الروسي.. غالبية أعضاء مجلس الأمن يؤيدون هدنة غوتيريش في أوكرانيا

شارك القصة

نافذة إخبارية لـ"العربي" تناقش سيناريوهات المواجهة المحتدمة بين موسكو والغرب (الصورة: غيتي)
ناشد وزير خارجية أيرلندا سيمون كوفيني، روسيا "الموافقة على وقف إطلاق النار لأغراض إنسانية فورًا، والالتزام بالمفاوضات واحترام ميثاق الأمم المتحدة".

أعرب غالبية أعضاء مجلس الأمن الدولي عن دعمهم لدعوة أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى وقف إطلاق النار في أوكرانيا خلال فترة عيد الفصح عند الطوائف الشرقية.

جاء ذلك في جلسة المجلس التي استغرقت 3 ساعات تقريبًا وامتدت حتى فجر الأربعاء.

وكان غوتيريش دعا في مؤتمر صحافي عقده بمقر الأمم المتحدة في نيويورك، الأربعاء، إلى هدنة إنسانية في أوكرانيا، لمدة 4 أيام، اعتبارًا من غد الخميس، وحتى الأحد، تزامنًا مع عيد الفصح المسيحي.

وقال الأمين العام: إن "عيد الفصح يوحد الأرثوذكس المسيحيين في كل من روسيا وأوكرانيا، وكذلك الكاثوليك الأوكرانيين، إنه عيد البعث والقيامة والأمل والتدبر في معنى المعاناة والتضحية والموت والولادة من جديد".

كما ندّد الأمين غوتيريش بالهجوم الحالي، داعيًا الجانبين إلى وقف القتال وإعلان هدنة إنسانية لمدة أربعة أيام، "للسماح بفتح سلسلة من الممرات الإنسانية لإيصال المساعدات إلى المناطق الأكثر تضررًا وتمكين المدنيين من الخروج من الشرق الأوكراني".

"حرب بالاختيار"

من جهته، ناشد وزير خارجية أيرلندا سيمون كوفيني، روسيا "الموافقة على على وقف إطلاق النار لأغراض إنسانية فورًا، والالتزام بالمفاوضات واحترام ميثاق الأمم المتحدة".

وقال في كلمته لأعضاء المجلس: "كما كانت في 25 فبراير/ شباط، هي اليوم كذلك حرب بالاختيار. يمكن إنهاؤها فورًا إذا قرر الرئيس فلاديمير بوتين ذلك".

وحذر الوزير الأيرلندي من تداعيات الحرب على "الضعفاء حول العالم"، ولا سيما على دول الشرق الأوسط والقرن الإفريقي وأميركا اللاتينية".

وبدورها، قالت مندوبة واشنطن الدائمة لدى الأمم المتحدة السفيرة ليندا توماس غرينفيلد: إن "الأمين العام للأمم المتحدة دعا إلى وقفة إنسانية للسماح بفتح الممرات الإنسانية".

وأضافت "لذلك أسألكم: هل الأمم المتحدة غير معنية بهذه الأزمة؟ نحن نعلم أن العالم يتطلع إلى الأمم المتحدة ويتساءل عن كيفية الرد في أعقاب تصرفات روسيا غير المعقولة".

وتابعت: "من المهم جدًا أن تلعب الأمم المتحدة دورًا رئيسًا، ومن المهم أن نظهر للعالم أنه عندما تسببت روسيا في أسوأ أزمة لاجئين في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، قام باقي أعضاء مجلس الأمن والأمم المتحدة بتقديم المساعدة لمن هم في أمس الحاجة إليها".

ودعت السفيرة الأميركية أيضًا إلى التصدي لخطر الاتجار بالبشر، محذرة من أن "غالبية النازحين واللاجئين من النساء والأطفال الأوكرانيين يواجهون مخاطر جسيمة، من التعرض للإتجار بهم واستغلالهم وتعرضهم للعنف القائم على النوع الاجتماعي. وعلينا أن نفعل كل ما في وسعنا للتخفيف من تلك المخاطر".

في غضون ذلك، طالب مندوبا فرنسا نيكولاس دي ريفيير والمكسيك خوان رامون دي لافيونت، خلال الجلسة روسيا بالامتثال لدعوة الأمين العام.

وقال السفير الفرنسي في كلمته خلال الجلسة: "حماية المدنيين ضرورة مطلقة، يجب ضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل عاجل".

"يتظاهرون بنفاق"

في المقابل، قال نائب المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة السفير ديميتري بولانسكي إن بلاده واجهت عواقب تدهور الوضع في أوكرانيا فور الانقلاب المناهض للدستور الذي حدث هناك في فبراير 2014، على حد تعبيره.

وأوضح في كلمته خلال الجلسة أن "الدول الغربية تتناسى ما فعلته في أفغانستان والعراق ويوغوسلافيا وليبيا".

وتابع: "يحاول مندوبو الدول الغربية الأعضاء بهذا المجلس، تصوير ما حدث في 24 فبراير على أنه عدوان روسي غير مبرر وغير مسبوق أو حرب اختيار".

وأردف: "إنهم (أي الغرب) يتظاهرون بنفاق بأنه لم يحدث شيء أكثر فظاعة في العالم منذ الحرب العالمية الثانية، ويغضّون الطرف عن مئات آلاف الضحايا منذ انتهاء الحرب الباردة وينسون مغامراتهم العسكرية في أفغانستان والعراق ويوغوسلافيا وليبيا ويصورون أوكرانيا وكأنها نوع من الخراف البيضاء النقية والبريئة".

وأكد أن "هكذا صورة لا تتناسب مع حرب السنوات الثماني ضد السكان المدنيين في شرقي أوكرانيا، وهي سنوات التخريب العديدة لاتفاقيات مينسك"، على حد قوله.

وأكد السفير الروسي أن "موسكو سوف تفصل بعناية مثل هذه الدعوات التكتيكية للسلام الزائف عن الرغبة الصادقة لمساعدة أوكرانيا في اتخاذ القرارات الصحيحة الوحيدة التي طال انتظارها".

وفي 24 فبراير/ شباط الماضي، أطلقت روسيا هجومًا عسكريًا على أوكرانيا، تبعته ردود فعل دولية غاضبة وفرض عقوبات اقتصادية ومالية "مشددة" على موسكو.

وتشترط روسيا لإنهاء العملية تخلّي أوكرانيا عن أي خطط للانضمام إلى كيانات عسكرية بينها حلف شمال الأطلسي والتزام الحياد التام، وهو ما تعتبره كييف "تدخلًا في سيادتها".

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
Close