لا تصمت المدافع في أوكرانيا أو تهدأ جبهات القتال. ففي البلاد التي تشهد هجومًا روسيًا منذ 24 فبراير الماضي، يتضافر أزيز الرصاص ومشاهد الدمار ليكتبا يوميات حرب لم تلُح نهاية نفقها بعد.
واليوم السبت، كشفت روسيا أنها استخدمت صواريخ "كينجال" فرط الصوتية لتدمير مخزن أسلحة تحت الأرض في غرب أوكرانيا، وحذّرت من خطر انجراف ألغام قالت إن القوات الأوكرانية زرعتها في البحر الأسود.
ومن جانبها، أعلنت كييف أنها ستتسلم شحنة جديدة من الأسلحة الأميركية في غضون أيام تتضمّن صواريخ جافلين وستينغر.
#روسيا تستخدم صواريخ "كينجال" لضرب مستودعات الأسلحة في #أوكرانيا#الحرب_الروسية_الأوكرانية pic.twitter.com/BOWr64StXt
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) March 19, 2022
وفيما تستمر الاشتباكات وترتفع أعداد الضحايا، قالت وزارة الدفاع البريطانية إن "الكرملين فشل حتى الآن في تحقيق أهدافه الأولية"، و"اضطر إلى تعديل خطته العملياتية"، بينما قال مسؤول كبير في "البنتاغون" إن تقدم القوات الروسية في أوكرانيا متوقف في اليوم الثالث والعشرين من الهجوم.
وفي كييف، أفاد وزير المالية بأن الهجوم الروسي على بلاده تسبّب في تعطيل 30% من الاقتصاد الأوكراني، بينما نبّه المستشار الرئاسي إلى أن بلاده قد لا تنتج محاصيل كافية للتصدير إذا تعطلت الزراعة هذا العام بسبب الهجوم.
ومن ناحيته، وجه الرئيس فولوديمير زيلينسكي نداء إلى موسكو، معتبرًا أن "الوقت حان" للبحث في "السلام والأمن"، وإلا فإن العواقب بالنسبة إلى روسيا ستبقى آثارها لأجيال عدة.
وفي مقطع فيديو ظهر فيه من أحد الشوارع المهجورة ليلًا، أكد زيلينسكي أن "مفاوضات حول السلام والأمن لأوكرانيا هي الفرصة الوحيدة لروسيا لتقليل الضرر الناجم عن أخطائها".
بموازاة ذلك، اتهمت الخارجية الروسية الولايات المتحدة بأنها تمنع الحكومة الأوكرانية من الموافقة على الحد الأدنى من المطالب في المفاوضات القائمة بين موسكو وكييف لإنهاء ما تسميه الأخيرة بـ "العملية العسكرية".
وكانت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس قد أعربت عن خشيتها من أن تكون محادثات السلام بين أوكرانيا وروسيا؛ مجرد "ستار دخاني" يستخدمه الكرملين قبل شن هجوم جديد.
قصف وحظر تجول
بالعودة إلى تطورات الميدان، تواصل القصف الروسي على مختلف المناطق الأوكرانية، وصولًا إلى العاصمة كييف، حيث تحدث مراسل "العربي" عن تجدد القصف على الأحياء السكنية الواقعة في أطرافها. وأظهرت صورٌ لجوء الكثير من السكان إلى محطات مترو الأنفاق مجددًا بحثًا عن الأمان.
وبينما أفادت وسائل إعلام أوكرانية عن مقتل شخصين في قصف روسي على أحد أحياء العاصمة، أشار مراسل "العربي" إلى انتشار دخان الحرائق بعد قصف عنيف على عدة مناطق في المدينة.
إلى ذلك، كشفت سلطات العاصمة أن 228 شخصًا بينهم أربعة أطفال، قُتلوا في كييف منذ بدء الهجوم الروسي، فيما أُصيب 912.
سحب دخان متصاعد ودمار مرعب في مستودع للأغذية بمنطقة #بروفاري الأوكرانية إثر قصفه من القوات الروسية #الحرب_الروسية_الأوكرانية #أوكرانيا #روسيا pic.twitter.com/o9e7kGObpb
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) March 19, 2022
من ناحيتها، تعرّضت ميكولايف اليوم السبت لعدة ضربات جوية روسية، غداة مقتل عشرات العسكريين في غارة ضد ثكنة للجيش في المدينة الواقعة جنوبي أوكرانيا، وفق ما أفاد حاكم المنطقة فيتالي كيم.
جنوبًا أيضًا وتحديدًا في زابوريجيا، قال نائب رئيس بلدية المدينة إن الجيش الأوكراني فرض حظر تجوّل لمدة 38 ساعة في المدينة ينتهي في ساعة مبكرة من صباح يوم الإثنين.
وجاء ذلك، بعدما كان نائب رئيس البلدية قد أفاد أن تسعة أشخاص قُتلوا وأُصيب 17 في قصف لضواحي المدينة الجمعة.
وفي ساعة متأخرة من أمس الجمعة، أفادت وزارة الدفاع الأوكرانية بأنها فقدت الوصول إلى بحر آزوف "مؤقتًا"، بعد إحكام القوات الروسية قبضتها على ميناء ماريوبول الرئيس على البحر.
أما وزارة الدفاع الروسية، فقد تحدثت عن تدمير مراكز استخبارات إلكترونية في إقليم أوديسا المطل على البحر الأسود.
إلى ذلك، أعلنت أوكرانيا ارتفاع عدد قتلى الجيش الروسي على أراضيها إلى 14 ألفًا و400 خلال المعارك المستمرة منذ بدء التدخل العسكري أواخر فبراير.
إجلاء مدنيين عبر ممرات إنسانية
من جهة أخرى، كشف مسؤول كبير أنه تم إجلاء 6623 شخصًا في المجمل اليوم السبت من المدن الأوكرانية عبر ممرات إنسانية، وهو عدد أقل بكثير من العدد الذي تمكن من الفرار في اليوم السابق.
الهرب من الموت مستمر، مع تصاعد وتيرة القصف الروسي على مدن #أوكرانيا #الحرب_الروسية_الأوكرانية #روسيا pic.twitter.com/vmAsYTIow6
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) March 19, 2022
وأعلنت منظمة الأمم المتحدة ارتفاع عدد اللاجئين للدول المجاورة إلى 3.3 ملايين، في حين تحدثت عن مقتل 847 مدنيًا في أوكرانيا منذ بدء الهجوم الروسي. كما قال المدعي العام الأوكراني إنّ 112 طفلًا قُتِلوا حتى الآن.
عقوبات إضافية وتهديد روسي
وردًا على هجوم موسكو، كشف رئيس الوزراء البولندي ماتيوس مورافيسكي أن بلاده اقترحت على الاتحاد الأوروبي أن يفرض حظرًا شاملًا على التجارة مع روسيا، وحثّت على تشديد العقوبات على موسكو.
بدوره، كشف نائب رئيس الوزراء البلغاري أسين فاسيليف أن بلاده لن تجري محادثات مع عملاق الطاقة الروسي "غازبروم" لتجديد صفقة شراء الغاز الطبيعي، في ظل الهجوم الروسي على أوكرانيا وستبحث عن إمدادات بديلة.
إلى ذلك، قالت وكالة الفضاء الروسية إن الولايات المتحدة تدرس إمكانية عزل روسيا عن نظام التموضع العالمي GPS، على خلفية تطورات الأحداث في أوكرانيا.
يُذكر أن وزارة الخارجية الروسية كانت قد أكدت اليوم، أن إعلان الاتحاد الأوروبي "الحرب المالية والاقتصادية الشاملة" ضد روسيا سوف يؤدي إلى "عواقب لا يمكن التراجع عنها".
وقال مدير قسم الشؤون الأوروبية بوزارة الخارجية الروسية أليكسي بارامونوف: إن موسكو بصدد تحضير رد على العقوبات غير المسبوقة وغير القانونية من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.